ما أغباه من عدوَ…
عبد الرحمن محمد الحسن
لا يبرح «الإسرائيلي» خانة الكذب وخانة الغباء حتى يزول فهذا طبعه.
يتكلم الإعلام كثيراً عن المرحلة الثالثة التي بدأ الجيش الصهيوني يدخلها من الحرب، وحسب ادّعاء الصهيوني فإنها مرحلة تخفيف العمليات المباشرة والاعتماد على الضغط الناري الموضعي من بعيد والاقتحامات الخاطفة لتنفيذ مهام محدّدة ثم الانسحاب، وأما على جبهة لبنان فأحزمة نارية بعمق 8 كلم تجبر حزب الله على العودة إلى ما خلف الليطاني دون الذهاب إلى حرب مفتوحة!
ما أغباه من عدو، وبكلّ بجاحة وثقة يتكلم عن الميدان وكأنّ المبادرة في يده وليس أمامه أحد ومرتاح لوضعه العسكري!
أولاً اضطرار العدو للانسحاب ليس منّة ولا قوة بل لأنه لم يعد لديه أيّ شيء يمكنه تحقيقه، بل اصطدم رأسه بالحائط، والأهمّ أن جيشه استُنزف بشرياً ولا يزال يُستنزف وهو على وشك الانهيار، فهو يهرب بجلده ذليلاً مدحوراً، ثم من كذب عليه وقال له بأنّ المقاومة ستتركه إذا خرج من غزة؟ فالمقاومة تمارس معه مصارعة الإمساك من الحزام، وأينما ذهب هي تمسك بحزام خصره، وسيجدها أمامه في قلب مستوطنات غلاف غزة، وهذه المعركة أكثر راحة للمقاومة لأنها ستكون بعيدة عن شوارع غزة وأهلها، وعندها سيتكرّر السابع من أكتوبر ولكن بتكتيك عسكري مختلف وسينهار الثور الهائج تحت وخز الرماح المستمر.
أما في لبنان فمن أخبره أنه إنْ قام بأحزمة نارية على عمق 8 كلم فإنّ حزب الله سينسحب خلف الليطاني، وكأنّ حزب الله غير قادر على إقامة أحزمة نارية على عمق 50 كلم بحيث تكون عكا وحيفا ونهاريا تحت الأحزمة النارية الثقيلة، وسينسحب فعلاً حزب الله ولكن نحو الجليل؟ وتذهب المقاومة إلى غوش دان؟ أم سيتوقف ويكون قد خسر الجليل كاملاً وتمركزت فيه قوة الرضوان التي يشكل الفلسطينيون 35 ألف مقاتل فيها هم السكان الأصليون لمدن الجليل الذين سيعودون إليها وستلحقهم عائلاتهم…
هؤلاء الصهاينة ظاهرة إعلامية صوتية فارغة لا تخيف إلا من هو جبان خائف أصلاً ولا يعرف من ماذا يخاف أيضاً…