دبوس
كيان مردوع…
كون هذا الكيان مردوع الآن هو ليس فقط ما يثير الرعب في نفوس قيادات هذا الكيان، إنّ ما يثير الهلع والشعور بالتهديد الوجودي، هو ما يترتب حتماً على حالة الارتداع هذه، فعلى مدى خمسة وسبعين عاماً منذ إنشاء هذا الكيان السرطاني، مرّ بمراحل تؤشر الى انتقال المقدرة الردعيّة لهذا الكيان في خطّ بياني من الذروة في الأعوام الـ 19 الأولى من وجوده توّجتها حرب الأيام الستة، والتي مثّلت ارتقاء هذا الكيان سنام الإنجاز، ومنتهى الاقتدار والسيطرة من دون منازع.
لكن الأمور مذّاك سارت الى منحدر تدريجي، إننا نلج الآن مرحلة تشي بأنّ بوادر النهاية، وعلامات الزوال لهذا الكيان اللقيط قد بدأت تتجلّى بوضوح، ومن دون أيّ التباس، كانت دولة مقلّة في القول بكلام مختصر وفعل بلا حدود، إلى كلام بلا حدود وعويل وتهديد ووعيد من دون اي رديف عملي،
المرحلة الحتمية المقبلة هي ان ببدأ هذا الكيان بتلقّي الضربات من دون ان تكون لديه القدرة على ردّ الفعل، ساعتئذٍ، دعونا ننتظر ساعةً بساعة لحظة الزوال، وفي واقع الحال، فإنّ شواهد النهاية بالنسبة للكيان البائس بدأت في الظهور مع بدء الطلوع المتوالي والمتدرّج للفصائل الرافضة للواقع العربي والإسلامي بشقّيه المتمثل بوجود الكيان الصهيوني المصطنع، والأنظمة المستتبعة، والتي تخدّم لبقاء واستمرار وتسيّد هذا الكيان، لقد بدأت ردة الفعل الحتمية في التدفّق المتفلّت من قبضة الأنظمة الصهيونية الموضوعة قسراً على شعوبنا، والتي كان من أهمّ مهماتها عدم السماح بانطلاق كريات الدم البيضاء لقتال هذا الكيان الدخيل السرطاني، لقد أفلت زمام الأمور من أيديها الآن، ورغماً عنها وعن كلّ القوى الاستعمارية الداعمة بكلّ ما تستطيع للإبقاء عليها.
لقد حان وقت الانبعاث، وقُضيَ الأمر وطفق المستضعفين يجتاحون كل الحدود وكل المعوّقات، فلنراقب هذا الكيان المردوع وهو ينزلق الى منزلق لن تقوم له بعدها قائمةً، هو وكلّ أولئك الذين انبعثوا من منطلقات خيانية أنانية آنية للحفاظ والحماية والرعاية لهذا الكيان اللقيط، فالزوال يبدأ حينما يفقد الكيان، أيّ كيان، قدرته على الردع، ومن ثمّ قدرته على الرد حينما تكال له الضربات.
سميح التايه