استنكارٌ عارم لاغتيال هنيّة: المقاومةُ ستزدادُ قوّةً وعزماً على مواجهة الاحتلال
استنكرَت أحزاب وقوى لبنانيّة وفصائلٌ فلسطينيّة اغتيال العدوّ الصهيونيّ رئيسَ المكتب السياسيّ لحركة حماس إسماعيل هنيّة، أمس في طهران، معتبرةً أنَّ هذه الجريمة النكراء تزيدُ من إرادة المقاومة وقوّتها وعزمها على مواجهة الاحتلال.
وفي هذا السياق، تقدّمَ حزبُ الله في بيان «إلى الشعب الفلسطينيّ المجاهد والمظلوم والأبيّ وإلى إخواننا الشرفاء في حركة المقاومة الإسلاميّة حماس وإلى جميع الفصائل العزيزة في المقاومة الفلسطينيّة وإلى الشعوبن العربيّة وإلى كلّ مجاهد مقاوم وحرّ وشريف، بأحرّ التعازي باستشهاد القائد الكبير والصادق والأخ العزيز الأستاذ إسماعيل هنيّة رحمه الله، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ونتوجه بالخصوص إلى عائلته الشريفة والمضحّية التي قدّمت عشرات الشهداء من رجالها ونسائها على طريق تحرير القدس وفلسطين».
وأشارَ إلى أنَّ هنيّة «من قادة المقاومة الكبار في عصرنا الحاضر الذين وقفوا بكلّ شجاعة أمامَ مشروع الهيمنة الأميركيّ والاحتلال الصهيونيّ، وحملوا دماءَهم على أكفّهم مستعدّين للشهادة في سبيل القضيّة التي آمنوا بها وكانوا ينتظرون هذه الشهادة دائماً وعلى طول الطريق».
واعتبرَ أنّ «شهادة القائد هنيّة ستزيدُ المقاومين المجاهدين في كلّ ساحات المقاومة إصراراً وعناداً على مواصلة طريق الجهاد، وستجعلُ عزيمتهم أقوى في مواجهة العدوّ الصهيونيّ قاتل النساء والأطفال ومرتكب الإبادة الجماعيّة في غزّة والمغتصِب لأرضِ فلسطين ومقدّسات الأمّة».
وختمَ «إنّنا في حزب الله نشارك إخواننا الأعزّاء في حركة حماس مشاعرَ الألم على فقد هذا القائد الكبير ومشاعر الغضب على جرائم العدوّ ومشاعر الاعتزاز بأنّ القادة في حركاتنا يتقدّمون شعوبهم ومجاهديهم إلى الشهادة ومشاعر الثقة بالوعد الإلهيّ بالنصر لعباده المؤمنين المجاهدين».
واعتبرَت القيادة المركزيّة لحزب البعث العربي الاشتراكي في بيان، أنّ ما أقدمَ عليه العدوّ الصهيونيّ فجر أمس من جريمةٍ إرهابيةٍ جديدة في طهران، أدّت لاستشهاد هنيّة «لا يمكن فصله عمّا كان قد بدأه مساء (أول من) أمس باستهداف المباني السكنية والاسشفائية في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبيّة، وكذلك الأمر في العراق، وقبلها جريمته الموصوفة باستهداف المدنيين والأطفال العرب السوريين في مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ، مع استمراره بارتكاب الإبادة الجماعيّة بحق الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة، وانتهاك السيادة الوطنيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، ولبنان والعراق واليمن، أمام عجز كلّ المنظومات الأمميّة المعنية عن فرض احترام القانون الدولي والقرارات الصادرة عنها».
أضافت «كلّ هذا، يقتضي بالشرفاء في أمّتنا وحول العالم، والحريصين على الكرامة الإنسانيّة، التصدّي لهذه الجريمة المنظَّمة الموصوفة و للدول التي تجاهر بتبنيها جرائم هذا الكيان وتحرص على حمايته وضمان أمنه».
وإذ تقدّمت من «أمّتنا بأسمى آيات التبريك بشهادة القادة الأبرار»، أكّدت «التزامها بالخيّارات المشرّفة لمحور المقاومة، ولا سيّما خيار سداسيّته المباركة في لبنان وفلسطين وسورية والعراق وإيران واليمن، في انتهاج المقاومة والدفاع عن شعبنا الأبي».
من جهّته، لفتَ رئيسُ «التنظيم الشعبيّ الناصريّ» النائب أسامة سعد إلى أنّه «لطالما استهدفَ العدوّ قادةَ المقاومة الفلسطينيّة طوالَ سنوات الصراع الطويلة معه. غيرَ أنَّ ذلكَ لم يثنِ الشعبَ الفلسطينيّ عن نضاله ومقاومته من أجل انتزاع حقوقه الوطنيّة وإزالة الاحتلال، بل إنّ هذه الاستهدافات الصهيونيّة الغادرة لم تزده إلاّ إيماناً بعدالة قضيّته وإصراراً على مواصلة الكفاح وتقديم أغلى التضحيات دفاعاً عن حقّه في تقرير المصير».
واعتبرَ النائب الدكتور عبد الرحمن البزري «أنّ هذه العمليّة الغادرة لن تعيق المقاومة بل ستزيدها زخماً وحماساً لأنّ الشعب الفلسطينيّ قد اتخذ قراره التاريخيّ بالتحرير واسترداد حقوقه السياسيّة ومواجهة عدوّه».
ونعى النائب فيصل كرامي هنيّة عبر منصة «إكس» وكتب «قتلة الأطفال والنساء والشيوخ وصلت يدهم، يد الغدر والعار، إلى الشهيد إسماعيل هنيّة. قتلوه لأنّهم يتلذّذون بالدم. قتلوه بعد أن احرقوا قلبه باغتيال كلّ أبنائه ومعظم عائلته في غزّة، لكنّه أبى أن يمنحهم لحظة انكسار وكان رجلاً من صبرٍ وإيمان».
وأضاف «لم يكن إسماعيل هنيّة يطلبُ ميتةً أجمل من هذه الميتة، فهو كم مثل أسلافه المناضلين والمقاومين الكبار مات غيلةً وغدراً وانضمّ إلى قافلة الشهداء العظام». وسألَ «أيّ جنون وحشيّ هذا الذي يمارسه الكيان الصهيونيّ؟ هل حقّاً ثمّة حكومة تحكم «إسرائيل»؟ هل هي حكومة أم هي المنظّمة الإرهابيّة الأولى في القرن الحادي والعشرين؟».
وختمَ «عزاؤنا للشعب الفلسطينيّ البطل، لأهل غزّة، لمقاومة غزّة، لحركة حماس ولكلّ الشرفاء والأحرار في العالم، وإسماعيل هنيّة تحوّل إلى وردة في حقل العودة، بل إلى شجرة زيتون في الديار التي اشتاقت إلى أهلها الراجعين يلوّحون بالدم والدمع وشارات النصر».
كذلكَ عزّى «المؤتمر القوميّ العربيّ» قيادة حركة «حماس» باغتيال «شهيد الحق والحريّة القائد المجاهد إسماعيل هنيّة الذي نذر حياته لأقدس قضيّة وتوّج عمره بشرف الشهادة التي لا ينالها إلاّ الأخيار»، وقال «لم يكن شهيدنا وحيداً في مراقد الفخر والعزّ والشهادة، فقد سبقه في هذا المسار الشيخ أحمد ياسين وثلّة من قادة حركة حماس والمقاومة الفلسطينيّة، وسبقه في هذا الطريق أبناؤه وأحفاده وغالب أفراد أسرته. سيبقى العهد مع شعبنا في فلسطين ومع أمّتنا ، عهداً مسؤولاً على نهج المقاومة حتّى النصر أو الشهادة».
بدورها، نعَت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة «الأخ المجاهد القائد الكبير الشهيد إسماعيل هنيّة». وقالت في بيان «إنّنا إذ ندين هذا الاعتداء الجبان الذي يشكّل خرقاً للقوانين الدوليّة واعتداء سافراً على السيادة الإيرانيّة، فإنّنا ننعى هذا القائد الكبير الذي قاد وحركته أصعب المعارك مع الكيان الصهيونيّ المجرم وآخرها معركة طوفان الأقصى المجيدة من دون أن يتنازل أو يساوم أو يتراجع. ليلتحق بمن سبقه من القادة وقوافل الشهداء الذين عاهدوا وصدقوا ولبوا واستشهدوا ليؤكدوا للعالم أجمع أنَّ المقاومة التي يستشهد قادتها ستستمرُّ وتتصاعد ولا يمكن أن تُهزم، لكنّها ستنتصر على العدوّ الصهيونيّ الغادر».
وتوجهت «إلى شعبنا الفلسطينيّ وإلى أحرار العالم وإلى المقاومين في كلّ مكان وإلى حركة المقاومة الإسلاميّة حماس وإلى عائلة الشهيد العزيز بالتهنئة والتبريك وأحرّ التعازي بهذه الشهادة التي تليقُ بما كان يمثّله المجاهد الكبير الأخ إسماعيل هنيّة في تاريخ المقاومة والجهاد والنضال».
كذلكَ نعى «اللقاء الوطنيّ للإنقاذ» إلى الأمّة وأحرار العالم الشهيد هنيّة. وقالَ في بيان «بعد قتل أولاده وأحفاده وإخوته وأخواته ها هي يدُ إسرائيل المجرمة تمتدُّ إلى القائد المجاهد إسماعيل هنيّة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهدة خلال وجوده في طهران، فتقدم للعالم أجمع دليلاً صارخاً على إجرامها الفاجر وإصرارها على استمرار حربها الإباديّة على الشعب الفلسطينيّ في جميع أرجاء الوطن السليب».
وإذ استنكرَ اللقاء الوطنيّ لكلّ الأحزاب والهيئات والشخصيّات التي تنضوي تحت لوائه هذه الجريمة النكراء المدوّية، أكّدَ أنّه «ما كان الكيان الصهيونيّ العدوانيّ ليرتكبَ هذه الجريمة المدوّية لولا ضوء أخضر أميركيّ بل لولا مشاركة الولايات المتحدة مباشرةً أو مداورةً فيها».
واعتبر «أنّ احتضان أميركا الشائن للمجرم نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لها شجّعه على التمادي في عدوانه الوحشيّ على الشعبين الفلسطينيّ واللبنانيّ كما تبدّى أخيراً في الاعتداء الآثم على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبيّة ما أدّى الى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانين من المدنيين».
ورأى أنّه «آنَ الأوان لتتحدّ شعوبُ الأمّة في مواجهة الكيان الصهيونيّ الغاصب وكلّ من يقف وراءه من منظومة الغرب الأطلسيّ، بُغيةَ تفعيل المواجهة لكلّ أعداء فصائل المقاومة الفلسطينيّة والعربيّة والقوى الحيّة في عالم العرب».
وتقدّمت حركةُ أمل «من قيادة حركة حماس ومن مجاهديها ومن الشعب الفلسطينيّ في فلسطين المحتلة والشتات بأحرّ التعازي والتبريك» بارتقاء شهيداً على طريق تحرير فلسطين.
وقالت في بيان «في يوم ارتقاء (أبو العبد) لسانُ حالنا، لسان حال الراحل الكبير وصدى لصوته الذي لطالما ردّد: إنَّه لجهاد نصرٌ أو استشهاد».
ودانَ شيخُ عقل الموحّدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى اغتيال هنيّة ومرافقه، وتوجّه بالتعزية من «الشعب الفلسطينيّ الصامد عموماً وحركة حماس والمقاومة الفلسطينية بوجه العدوان الإسرائيليّ خصوصاً».
وأكدّت «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» أنّ «دم هنية الطاهر ينضم إلى شلال دم شعب الجبّارين أهلنا الفلسطينيين والثائرين على طريق القدس، ليكون ناراً على المجرمين اليهود، ونوراً لكلّ المناضلين والمجاهدين والفدائيين، من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين».
وأكّد رئيسُ «المركز الوطنيّ في الشَمال» كمال الخير «أنّ العدوّ الصهيونيّ سيلقى ردّاً مناسباً من محور المقاومة بحجم الاغتيال الذي لن يُضعف من عزيمة حركة حماس وقوى المقاومة بل سيزيدهم إصراراً على التمسُّك أكثر من أيّ وقت مضى بتحقيق النصر الكبير على المشروع الصهيو – أميركي في المنطقة».
أمّا «لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائيليّة» يحيى سكاف فاعتبرت أنّ هنيّة «اختتمَ مسيرته النضاليّة بالشهادة على طريق القدس كما أراد، حيث أفنى حياته بالمقاومة جنباً إلى جنب رفاقه في حركة حماس وكلّ فصائل وقوى المقاومة في المنطقة، ما يؤكّد أنَّ قادةَ المقاومة يقفون في مقدّمة المعركة المفتوحة مع الكيان الصهيونيّ وأعوانه».
ونظّمت الفصائل الفلسطينيّة سلسلةَ تظاهرات ومسيرات شعبيّة حاشدة في مخيّمات لبنان، استنكاراً لجريمة اغتيال هنيّة ودعماً للشعب الفلسطينيّ في غزّة ومقاومته الباسلة.