مقالات وآراء

عن دولة داعش ودورها بين النظرية والتطبيق

 قاسم قصير

صدر مؤخراً عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وضمن سلسلة إصدارات المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، كتاب بعنوان: «دولة خلافة داعش بين النظرية والتجربة» للباحث اللبناني الدكتور عبد الله أحمد قصير،
أهمية صدور هذا الكتاب اليوم في ظلّ عودة تنظيم داعش لتنفيذ عملياته الإجرامية، كما حصل مؤخراً في سلطنة عُمان، وكذلك في إيران وباكستان وأفغانستان وروسيا، وفي ظلّ غياب أيّ دور لهذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة عن نصرة الشعب الفلسطيني رغم مرور حوالي عشرة أشهر على معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة وتداعياتها في كلّ المنطقة وفي العالم.
ولذا من المهمّ فهْم الرؤية الفكرية والسياسية لهذا التنظيم وأين أصبحت دعوته لقيام دولة الخلافة .
وهذا الكتاب بالأصل أطروحة دكتوراه من معهد الدكتوراه في الجامعة اللبنانية.
وأهمية هذا الكتاب انه يعود بالبحث عن الجذور الفكرية والعقائدية لتنظيم داعش، وهو يستعين بمئات الكتب والدراسات والوثائق باللغتين العربية والإنجليزية.
ويتضمّن الكتاب مقدمة حول أسباب اختيار الموضوع والدراسات السابقة والإشكالية التي يعالجها والفرضيات التي يطرحها والمناهج والتقنيات التي يعتمدها في الدراسة.
وأما فصول الكتاب الخمسة فتتناول التأسيس النظري والتاريخي لفكرة الدولة والخلافة ونظرة التيارات السلفية للدولة وموقف تنظيمي القاعدة وداعش من الخلافة .
كما يتمّ استعراض كيفية تأسيس دولة داعش والمؤسسات التي أنشأتها ودور الإعلام والتربية والمرأة عند داعش .
وفي الفصل الأخير يتحدث الكتاب عن تجربة الحكم عند داعش والتحديات التي واجهها التنظيم .
ومن المواضيع المهمة في الكتاب علاقة داعش مع النظام الدولي ومع أجهزة المخابرات المحلية والإقليمية والدولية وكيفية استثمار هذه الأجهزة للتنظيم لخدمة أهداف دولها .
هذا الكتاب المهمّ يساهم في فهم أسباب بروز التنظيمات المتطرفة ودورها الخطير في استغلال المفاهيم الإسلامية لخدمة أجندات إقليمية ودولية.
واليوم… وفي ظلّ معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة نحن بحاجة لفهم طبيعة ودور هذه التنظيمات وما قامت به من جرائم للإساءة الى الإسلام والمسلمين وللدين عامة .
وانْ كانت معركة طوفان الأقصى أعادت تصحيح صورة ودور التيارات الإسلامية الجهادية والمقاومة وخصوصاً حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وحزب الله وحركة أنصار الله وكذلك قوى المقاومة في العراق، ويمكن للباحث اليوم أن يقارن بين تلك التنظيمات المتطرفة وبين قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية والفارق الكبير بين التجربتين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى