مانشيت

مناورة أميركية في الربع الأخير من الساعة لإجهاض ردّ إيران وقوى المقاومة / إعلان أميركي مصري قطري عن مشروع للتفاوض بعد أسبوع لإنجاز اتفاق غزة/ محور المقاومة ملتزم بما تقرّره المقاومة الفلسطينية حول أيّ مفاوضات أو اتفاق

 كتب المحرر السياسي

بعدما فشلت كلّ التهديدات الأميركية بدفع إيران وقوى المقاومة الى التراجع عن قرار الردّ الموجع والمناسب على الاعتداءات والجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال، ووصلت مناورات إرسال الوسطاء للنصح بخطورة الذهاب الى المواجهة مع الكيان ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، ومنحه حرباً يريد توريط واشنطن بخوضها معه، بينما واشنطن تحشد كلّ ما عندها من سلاح وجيوش لإسناده وهي تتحدّث عن التوريط، ظهر فجأة بيان أميركي مصري قطري، يعلن عن إنجاز مسودة اتفاق حول غزة قال انه لا ينقصها إلا بعض تفاصيل التنفيذ داعياً الطرفين الفلسطيني و”الإسرائيلي” الى مفاوضات بعد أسبوع في 15 آب الحالي للبحث عن كيفية التفاهم حولها.
المصادر المتابعة للموقف في المنطقة وما يدور حول اتفاق غزة، قالت إنّ التوقيع المصري والقطري على البيان لا ينفي أنه بيان أميركي، وإنّ ما نحن أمامه هو مبادرة أميركية، وتساءلت هل هي مبادرة أم مناورة، وأجابت أنّ مجيئها في ربع الساعة الأخير عشية التداول بمواعيد مفترضة لبدء الردّ المتوقع من إيران وقوى المقاومة من جهة، وتحديد موعد أول للتفاوض بعد أسبوع من جهة ثانية، ما يؤكد انّ الهدف هو شراء الوقت وإجهاض الردّ، فمن يستشعر خطورة الموقف لا يتحدث عن مفاوضات بعد أسبوع بل يدعو غداً لمفاوضات مستمرة ليومين يعلن بعدها الوسطاء سحب يدهم وتحميل المعرقل مسؤولية الفشل، ومن هو الذي يحدّد سقفاً زمنياً للتفاوض، الذي يبدأ بعد اسبوع كما هي المفاوضات مستمرة منذ عشرة شهور وقد تستمر عشرة أخرى.
تؤكد المصادر المتابعة أنّ إيران وقوى المقاومة لم تربط يوماً بين الردّ ومسار التفاوض حول غزة، الذي بقي مرتبطاً بدور جبهات الإسناد والاستعداد لوقفها فور التوصل إلى اتفاق، وموقف إيران وقوى المقاومة كان ولا يزال أنّ الجهة الوحيدة المعنية بالتفاوض وإعلان التوصل الى اتفاق هي المقاومة في غزة، ومحور المقاومة يقف وراءها في أيّ موقف تراه محققاً مطالبها، ويفترض بأصحاب البيان إنْ كانوا جادين بالتوصل إلى اتفاق أن يعرضوا مسودّتهم على المقاومة ويسمعوا موقفها، وقد سبق للمقاومة أن أعلنت قبول عرض مشابه ورفضه نتنياهو وماذا كانت النتيجة سوى الصمت، وما الذي سوف يختلف الآن، ونتنياهو يشعر بأنه شن عدواناً كبيراً على عاصمتين ولم يلق عقاباً ولا رداً بل جاءت القوات الأميركية لتكون في خدمته، فإما سوف يجري تفصيل اتفاق على مقاسه وتحميل المقاومة مسؤولية الفشل واما سوف يعيد الكرة ويعيد الوسطاء الكرة بالصمت، ولا يكون من نتيجة إلا شراء الوقت لنتنياهو وإجهاض ردّ إيران وقوى المقاومة أو تأخيره، وما هو السبب الذي يجب أن يدفع أحد لتصديق انّ واشنطن سوف تضغط على نتنياهو وقيادة الكيان لقبول اتفاق يلبي شروط المقاومة وقد سبق ورفضها ولم يقل أحد كلمة واحدة إنّ الكرة في مرماه، بل طالما قيل للمقاومة إنّ الكرة في ملعبها، وإنّ هناك عرضاً “إسرائيلياً” سخياً عليها قبوله، ولم يكن المعروض إلا ما يناسب شروط الاحتلال.

لليوم التاسع على التوالي يعيش الكيان الصهيوني ثقل انتظار رد حزب الله وإيران ومحور المقاومة على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية وطهران بموازاة استمرار الرسائل الأميركية الى طهران وبيروت تعرض على حزب الله وإيران عدم الردّ أو تخفيف حجمه مقابل تسريع المفاوضات للتوصل الى وقف لإطلاق النار مقابل تحذيرات غربية ودولية وصلت إلى «تل ابيب» تحذر من مخاطر كارثية لأي حرب تندلع على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
وكشف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال حديث مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه «إذا اندلعت حرب عند الخط الأزرق بين لبنان و»إسرائيل» ستكون نتائجها مدمّرة».
وفيما حاولت وسائل إعلام عربية ومحلية تدور في الفلك الأميركي الإسرائيلي تصوير أن هناك تقدماً في المفاوضات الأميركية – الإيرانية سيجمّد الرد، اكدت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» أن الرد سيحصل ولن يتأثر بأي مفاوضات او رسائل تهديد وضغوط على محور المقاومة، موضحة ان التأخير في الرد لا علاقة له بالمفاوضات اكانت تحصل ام لا بل لأسباب تكتيكية تتعلق بالميدان وبانتظار فرصة صيد ثمين يؤلم العدو ويشكل معادلة ردع جديدة. مؤكدة أن القرار اتخذ بالردّ والأمر مرهون بالميدان ومتروك للايام والليالي، كما قال السيد حسن نصرالله. كما شددت المصادر على أن المقاومة استعدت لرد إسرائيلي محتمل على الرد وستكون بالمرصاد للدفاع عن لبنان ضد أي عدوان إسرائيلي محتمل وموسّع.
ووفق ما علمت «البناء» فإن الرسائل الأميركية والأوروبية والعربية لم تتوقف وتحمل رسائل تحذير للبنان من «إسرائيل» ومن تداعيات ردّ حزب الله المنتظر، لكن الموقف الرسمي اللبناني الذي يعبر عنه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية يؤكدون لحاملي الرسائل بأن «إسرائيل» هي التي اعتدت على لبنان ووسّعت عدوانها خارقة الخطوط الحمر، ولبنان في موقع الدفاع عن النفس وحريص على إعادة الهدوء وتطبيق القرار 1701 لكن العدوان الأخير على الضاحية خرق كل المحرمات وقواعد الاشتباك. وهذا ما سبق وحذر منه المسؤولون اللبنانيون بأن يذهب العدو الى توسيع عدوانه لاستدراج لبنان للحرب الموسعة والمنطقة الى الحرب الشاملة.
ومساء أمس، أشارت وزارة الخارجية الأميركية الى اننا لا نتواصل بشكل مباشر مع حزب الله، لكن هناك شركاء لنا في المنطقة يتحدّثون مع الحزب.
واعتبرت الخارجية الأميركية بأن تصعيد الصراع قد يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الإيراني، ونحن نستمرّ في التوضيح لإيران بأنه لا ينبغي لها تصعيد الصراع.
وفيما حفل الإعلام والصحافة في كيان الاحتلال بالحديث عن واقع الذعر والإرباك في كامل مفاصل الكيان واصلت الحكومة الإسرائيلية إرسال رسائل التهديد في محاولة لرفع معنويات الجبهة الداخلية المنهارة. وزعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه «إذا استمرّ حزب الله في عدوانه حاربته «إسرائيل» حرباً شديدة للغاية»، وفيما يعكس الخوف من رد حزب الله حاول غالانت تحريض اللبنانيّين على الحزب وتخويفهم بالحرب لكي يضغطوا على الحزب لمنع الرد وادّعى بالقول: «اذكروا ندامة حسن نصر الله على المغامرة الخطيرة غير المحسوبة التي خاضها في شهر آب 2006، فاعتبروا لكي لا تخوضوا مغامرة بدون روية». إلا أن غالانت نسي وفق مصادر سياسية لـ»البناء» هزيمة العدو في حرب تموز ٢٠٠٦ وإذلال جيشه في قرى الجنوب الأمامية لا سيما مجزرة الدبابات في وادي الحجير مذكرة بتقرير «فينو غراد» الذي أقرّ بالهزيمة.
وفي ذلك بقيت الجبهة الجنوبية على سخونتها، فهاجم مجاهدو المقاومة تجمعًا لجنود العدو ‏في موقع المرج بمسيّرة انقضاضية وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة. كما استهدفوا موقع المالكية ‏بقذائف المدفعية وموقع السماقة في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية والتجهيزات ‏التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.‏
وردًا على ‏اعتداء العدو على بلدة الدوير، قصف ‏مجاهدو المقاومة بصليات من صواريخ الكاتيوشا منصات ‏القبة الحديدية ومرابض مدفعية العدو وانتشار آلياته في منطقة «خربة منوت» في الجليل الغربي ‏المحتل.‏
وردًا على ‏اعتداء العدو على بلدة مجدل زون، قصف ‏مجاهدو المقاومة ثكنة «زرعيت» (مقر قيادة الكتيبة التابعة ‏للواء الغربي) بصواريخ بركان.‏
وقصفوا ثكنة «برانيت» بصواريخ بركان مما أدى ‏لتدمير جزء منها واشتعال النيران فيها.
في المقابل شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة مستهدفة سيارة على الطريق التي تربط بلدة يارين ببلدة الجبين في القطاع الغربي. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارة أدّت في حصيلة أولية إلى جرح ثلاثة أشخاص. وأغار طيران العدو على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدّى الى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية. كما أطلق القنابل المضيئة فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والأوسط.
‏رسمياً، واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته في السراي، في إطار مراجعة جهوزية الوزارات والإدارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول أي طارئ. وفي هذا الإطار، استقبل وفداً من «نقابة مستوردي المواد الغذائية» في لبنان برئاسة هاني بحصلي الذي قال: «اجتمعنا مع دولة الرئيس ميقاتي كنقابة مستوردي المواد الغذائية لوضعه في صورة أوضاعنا، وأكدنا له ان ليس هناك من تهافت على الاصناف والبضاعة متوافرة للجميع، من ناحيته أكد لنا دولة رئيس الحكومة استمرار الجهود الديبلوماسية لعدم اتساع الحرب».
اشارت وزارة الأشغال العامة والنقل في لبنان في بيان، الى ان «ما تم تداوله اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، من فيديو يُظهر بوارج وحاملات عسكرية ترسو عند أحد المرافئ اللبنانية، هو خبر عار من الصحة تماماً.»
واستقبل الرئيس ميقاتي رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد الذي قال بعد اللقاء: «أطلعني ميقاتي على الاستعدادات التي تقوم بها الحكومة لمواجهة التحديات في المواجهة المفتوحة مع العدو الإسرائيلي، ولديّ ملء الثقة بما يقوم به دولة الرئيس مع الحكومة مجتمعة لمواجهة هذه التحديات في الشق السياسي، كما أنه لديّ أيضاً الثقة الكاملة بما تقوم به المقاومة لمواجهة العدوان الإسرائيلي. لا شك في أن الوضع حساس ودقيق والعدوان يجب أن يتوقف والطريقة الوحيدة لإيقاف الأمر هو ان يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، اما خارج هذا الموضوع فالمواجهة مفتوحة مع العدو الصهيونى، وان شاء الله أن تكون الخواتيم في مصلحة لبنان والأمة العربية ومحور المقاومة والممانعة».
بدوره استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، حيث اطلع منه على الإجراءات والخطوات التي اتخذتها الوزارة وأجهزتها لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة لا سيما مطار بيروت والمرافئ البحرية والبرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى