دبوس
أين هم هؤلاء «العلماء»!؟
لم نسمع لهم صوتاً… العرعوري، العريفي، السديس، المحيسني، وتلاميذ القرضاوي، وكثيرون آخرون من قطعان المرتزقة الأفّاقين الجالسين عند أحذية الحكام والملوك والأمراء طلباً لبعض من الدولار الأخضر، ويبذلون في سبيل ذلك ما تبقى من انتمائهم وكرامتهم وشرفهم، كيف اختفت أصواتهم ذات فجأة بعد أن كانت تلعلع كلّ يوم، في الصباح، وفي المساء، وفي بهيم الليل تحريضاً وإفتاءً وتبريراً للتحالف مع الناتو ومع أميركا ومع «إسرائيل»، لضرب سورية، والعراق، وليبيا واليمن والجزائر، أيّ ضرب كلّ من يقول لا للشيطان الأعظم وربيبته «إسرائيل»…
أين هؤلاء الوعّاظ، وهم محتكرو ناصية الإفتاء، والشعب الفلسطيني يُذبح يومياً، منذ عشرة شهور بلا رحمة وبلا رأفة وبكلّ أنواع أدوات التقتيل او التقطيع والتمزيق الآنية بمعظمها من بلاد الشيطان الأعظم؟
أين دعاة الوهابية الذين ملأوا الدنيا عويلاً وصراخاً ونواحاً على مظلومية الشعب السوري، والشعب الليبي، والشعب الجزائري وغيرهم، ولم ينبسوا ببنت شفة، ولا بمجرد الهمس عن مقتلة الشعب الفلسطيني الذبيح، والذي يُباد بصورة جماعية؟ بل هم في كثير من الأحيان، وحينما يُستنطقون للإدلاء بدلوهم في ما يجري في غزة يقومون بإسداء الملامة والتخطيء للشعب الذبيح، والذي، في رأيهم، كان أوْلى به، وحرصاً على الدين، ان يترك فلسطين لليهود ويهاجر! أو في مكان آخر، كان قميناً به أن يستسلم لأنّ عدوّه أقوى منه!
هل هنالك سفالة ووضاعة وانحدار أكثر من هذا؟ بدلاً من استحثاث الأمة برمتها لنجدة إخوتهم المكلومين المظلومين، يدعون هؤلاء المظلومين لترك أوطانهم لعدوّهم، هذا هو آخر ما سمعناه من هؤلاء الأوغاد، الذين لا يمكن إلّا ان يكونوا صهاينة حتى النخاع، يخدمون الشيطان الأعظم والكيان الساقط بكلّ قدراتهم على الدجل والكذب والافتراء على الله وعلى الدين وعلى الحقيقة وعلى كل الفضيلة…
سميح التايه