أولى

الكيان قبل الردّ وبعده… إلى الحضيض!

 أحمد بهجة

الردّ الإيراني على جريمة اغتيال القائد الشهيد اسماعيل هنية في طهران لا شكّ أنه آتٍ، لأنّ القرار بشأنه قد صدر على أعلى المستويات، لإنزال أشدّ العقوبات بالكيان الصهيوني والثأر لدماء الشهيد هنية ورفيقه.
وقد أكد نائب قائد الحرس الثوري في إيران العميد علي فدوي أنّ تنفيذ قرار الإمام السيد علي الخامنئي أمر حتمي وواضح لا لبس فيه، وسيتمّ بأفضل طريقة ممكنة، معتبراً أنّ الردّ هو وظيفة إيران حالياً.
وخلال ليل الجمعة – السبت الفائت أعلنت ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة أنّ «إسرائيل انتهكت الأمن القومي لإيران، التي لها كلّ الحق في الدفاع المشروع، وهذا الأمر لا علاقة له بوقف إطلاق النار في غزة».
كذلك أكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة الدكتور علي باقري أنّ إيران «عازمة على جعل الكيان الإسرائيلي يدفع الثمن».
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن باقري تأكيده «أنّ إيران، تماشياً مع الدفاع عن أمنها القومي وسلامة أراضيها وسيادتها الوطنية، واستناداً إلى القانون الدولي وما جاء في ميثاق الأمم المتحدة، ستجعل الكيان الإسرائيلي المعتدي يدفع ثمن عدوانه من خلال عمل مشروع وحاسم ورادع».
أما تنفيذ الردّ بحجمه وتوقيته فهو مرتبط بالمعطيات الميدانية، تماماً كما حصل حين ردّت الجمهورية الإسلامية على كيان العدو في 14 نيسان الماضي، بعد نصف شهر تقريباً على العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق،
وقد سمعنا حينها… بين حصول العدوان وبين تنفيذ الردّ الكثير من الأقاويل والتحليلات التي جزم البعض منها بأنّ إيران لن تردّ، وإذا بالردّ يأتي من إيران مباشرة وفي وضح النهار وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.
أما بالنسبة لردّ حزب الله على جريمة اغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد فؤاد شكر (السيد محسن) فينطبق عليه ما قلناه عن الردّ الإيراني، حيث أعلن الأمين العام سماحة السيد حسن نصرالله في الخطابين الأخيرين أنّ القرار بالردّ قد اتخذ والأمر محسوم ولا نقاش فيه، أما التنفيذ فهو متروك لـ «الأيام والليالي والميدان».
ولنا ملء الثقة بأنّ ما يقوله السيد سوف يجد طريقه إلى التنفيذ، وسوف يكون بالنوعية والحجم المناسبين بشكل يوجع العدو ويُنزل به الخسائر الفادحة، ولكن بطريقة محسوبة ومدروسة، خاصة أنّ الاغتيال حصل في الضاحية الجنوبية التي تُعتبر من الخطوط الحمر بالنسبة لحزب الله، وسبق أن وضع السيد نصرالله معادلة (تل أبيب مقابل الضاحية)، ولذلك تكثر التوقعات بأن يكون الردّ في تل أبيب أو في مواقع وقواعد عسكرية قريبة منها خاصة تلك التي وردت كلّ إحداثياتها في مسلسل فيديوات «الهدهد»، علماً أنّ هناك معلومات صحافية تفيد بأنّ قاعدة «رامات دايفيد» التي تقع شمال حيفا قد تمّ إخلاؤها، وهذه المعطيات لا شك موجودة لدى المعنيين بالميدان في المقاومة وهم قادرون على التصرف بحكمة وعقل وغضب كما قال سماحة السيد.
وقبل حصول الردّ نرى كيف يعيش كيان العدو بأسره القلق المتزايد (على رجل وربع) فيما كان هذا القلق محصوراً إلى حدّ ما بمنطقة العمليات العسكرية في شمال فلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان، وفي المنطقة المحيطة بقطاع غزة.
ويكفي الاستماع قليلاً إلى تصريحات بعض أعضاء الكنيست وبعض رؤساء المستوطنات، وقراءة بعض المعلومات عن وضع الاقتصاد الإسرائيلي، لمعرفة مدى عمق الأزمة التي يعيشها كيان العدو منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي تفاقمت وازدادت أضعافاً مضاعفة مع تزايد الشعور بعدم الأمان نتيجة الإنجازات التي يحققها محور المقاومة سواء داخل غزة وفلسطين أو بالنسبة لجبهات المساندة.
ولمن يعتقد بأنّ الاستمرار في ارتكاب المجازر، كما حصل قبل أيام في مدرسة التابعين في غزة، هو من علامات القوة لدى هذا الكيان المجرم، نقول له إنّ هذا الاعتقاد خاطئ تماماً لأنّ القوة لا تبرهن عن نفسها في مواجهة الأطفال والنساء والشيوخ والمصلين عند الفجر، بل تكون في مواجهة المقاومين الأشداء البواسل الذين يفرّ أمامهم جنود العدو وآلياتهم كالعصافير رغم أنّ جيش العدو مدجّج بأكثر الأسلحة تطوراً في العالم، ولديه كلّ وسائل التكنولوجيا، وتُفتح له مخازن الأسلحة في عدد كبير من دول العالم التي لا تتورّع عن دعم هذا العدو في جرائمه وفظاعاته التي لن يوقفها تفاوض هنا أو هناك بل فقط القوة ولا شيء غير القوة التي سوف تجعل الكيان المجرم يصل إلى الحضيض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى