أخيرة

دردشة صباحية

إذا حكى الحكواتي

 

يكتبها الياس عشّي

بعد عشرين عاماً قد يقف الحكواتي بين الجموع، ويروي لهم حكاية الطفل الذي اجتاحت صورته مواقع التواصل الاجتماعي، يوم قرّر العالم اجتياح سورية، وتدمير مدنها وقراها، وتحويل أطفالها إلى مشرّدين، ونازحين، ومستعطين.
سيقول الراوي:
كان ما كان… أنه قبل أن يدخل المغول إلى أحياء حلب، كان ليلنا دافئاً، وحياتنا جميلة، ننام على صوت صباح فخري، ونستقبل سنابل الفجر بصوت فيروز.
وكان ثمّةَ طفل آمن أبوه بوطنه، فدافع عنه، وانضمّ إلى قافلة الشهداء، تاركاً ابنه، البالغ من العمر عشر سنوات، وحيداً في غابة من الذئاب.
وفي ليلة كان البرد قارصاً، وكان الصغير بحاجة إلى حذاء، فدخل محلّاً لبيع الأحذية، وقال للبائع، كما يقول الرواة:
«يا سيدي البائع…
أنا لا أمتلك في جيبي أيّ ذهبْ
وأمّي مرميةٌ بين الخيام
ووالدي استشهد في حلبْ
أصابع قدمي ما عدت أُحسّ بها
وجسدي الصغير قد أنهكه التعبْ
فهل ممكن أن تعطيَني حذاءً
وأعطيك بدلاً منه كلّ العربْ»؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى