الوطن

اجتماع «الحملة الأهليّة» بحضور «القومي»: المنطقةُ تتّجه إلى حربِ استنزافٍ طويلة

عقدَت «الحملةُ الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» اجتماعَها الأسبوعيّ في «كليّة الدعوة الإسلاميّة» تحتَ شعار «من حريقِ الأقصى عام 1969 إلى طوفان الأقصى عام 2023: مقاومةٌ مستمرّة وانتصارٌ حتميّ بإذنِ الله»، وتحيّةً للمبادرة التي أطلقها رئيسُ الجمهوريّة الجزائريّة الدكتور عبد المجيد تبون بتزويدِ لبنان بالنفطِ والغاز لكهرباء لبنان».
شارك في الاجتماع ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي، إلى جانب المنسق العام للحملة معن بشور، الأمين العام لحركة الأمة الشيخ عبد الله جبري ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر والأعضاء.
افتتح بشور الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الأهل في غزة ومقاوميها وعموم فلسطين، وفي جنوب لبنان وكافة ساحات المساندة،
وأشارَ المجتمعون في بيانٍ على الأثَر إلى أنّه في الذكرى الخامسة والأربعين لحريقِ الأقصى يتضّحُ للعدوّ، كما للعالمين العربيّ والإسلاميّ «أنَّ ذلكَ الحريق الذي أشعلَه مستوطن متطرّف، قد كشفَ النيّاتِ الصهيونيّة إتّجاه المقدَّسات الإسلاميّة في القدس منذ احتلالها عام 1967، كما كشفَ أنَّ الأقصى باتَ عنواناً لانتفاضاتٍ فلسطينيّة متتالية ولا سيَّما انتفاضة الأقصى عام 2000، ثمّ الهبّات الخاصّة بالأقصى حتّى جاء «طوفان الأقصى»، الذي حوّلَ الحريقَ المشبوه، منذُ نصفِ قرنٍ إلى حريقٍ لكلِّ مخطّطاتِ الاحتلال وداعميه في فلسطين والأمّة».
وأكّدوا «أهميّة تحسُّس كلّ المؤمنين في الأمّة ولا سيَّما المسلمون منهم، ومن كلّ أحرار العالم، لأهميّة تحويل ذكرى حريق الأقصى إلى فعاليّات مستمرّة تندّدُ بالاحتلال وتحتضنُ الصمودَ الأسطوريّ لشعبنا في غزّة وعمومِ فلسطين وللمقاومة البطوليّة المستمرّة في كلِّ أرجاءِ فلسطين».
وتوقّفوا أمامَ «عودة العمليّات الاستشهاديّة إلى قلبِ فلسطين المحتلّة كردٍّ على المجازر والفظائع الدمويّة التي ترتكبُها قوّاتُ الاحتلال ضدَّ الشعب الفلسطينيّ بأطفاله ونسائه وشيوخه»، محذّرين من «محاولاتِ الإعلامِ المشبوه، استغلال هذه العمليّات وتصويرها أنَّها عمليّات ضدّ المدنيين، فيما كل العمليّات الاستشهاديّة في فلسطين كانت تستهدفُ مراكزَ تجمُّع للعسكريين الصهاينة في باصات أو مراكز تجمّع وأنَّ الحربَ المستمرّة منذ أكثر من 10 أشهر لم يستهدف المقاومون فيها هدفاً مدنيّاً واحداً، الأمرُ الذي يتطلّبُ حملةً إعلاميّةً مضادّة لحملةِ الإعلام الموالي للصهاينة».
ورأوا أنَّ «المنطقة بأسرها تتجّه نحوَ حربِ استنزافٍ طويلة باعتبار أنَّ العدوَّ وداعميه محاصرين بين أمرين: العجزُ عن الحسم العسكريّ والعجزُ عن القبول بوقفِ العدوان، وإنَّ نتيجةَ الاستنزاف هذه لن تكونَ لصالح العدوّ بل دائماً لصالحِ قوى المقاومة التي تعتمدُ في إستراتيجيّتها الميدانيّة على حروبِ الاستنزاف والإنهاك للعدوّ ولا سيَّما حينَ تجدُ إلى جانبها، مَن يساندُها من قوى شعبيّة ودولٍ خلعَت رداءَ الخوفِ والذعرِ من واشنطن وشركائها».
وتوقّفوا أمامَ «تصاعُدِ الاعتداءات الصهيونيّة على العمق اللبنانيّ في البقاع الأوسط»، ورأوا فيه «إصراراً من العدوّ وداعميه على تصعيد المواجهات مع ساحات عربيّة وإسلاميّة أخرى بهدف جرّ المنطقة إلى حربٍ إقليميّةٍ كبرى ما زالت القوى الداعمة للعدوّ متردِّدة في الانزلاق إليها».
كما توقّفوا أمامَ «المبادرة الجزائريّة التي أعلنها رئيس الجمهوريّة الجزائريّة الدكتور عبد المجيد تبون بتزويد لبنان فوراً، بكميّاتٍ من النفط للمساعدة في حلّ مشكلة الكهرباء»، ورأوا فيها «تعبيراً عن روحِ الأخوّة العربيّة والنخوة الإسلاميّة التي تفتقدُ إليها الأمّة في واقعها الرسميّ».
ورحّبوا بـ»إعلان الرئيس تبون أنَّ بلاده مستعدة لإرسالِ جيشها إلى غزّة إذا فتحت الحكومة المصريّة المعابرَ أمامها»، ورأوا في هذا «الموقف القوميّ النبيل، امتداداً لمواقف تاريخيّة للجزائر في حروبٍ سابقة بما يتطلّبُ من الدول العربيّة كافّة، أن تسألَ حكوماتها نفسها ما تقدّمه لشعبنا الصامد المقاوم في فلسطين».
وأكّدوا «دعمَهم واعتزازَهم بانتفاضةِ العشائر العربيّة في شمال شرق سورية ضدّ الوجودِ الأميركيّ وامتداداته، وضدّ مشاريع التقسيم والانفصال التي يرعاها المحتلّ»، داعين إلى «موقفٍ عربيّ وإسلاميّ، رسميّ وشعبيّ، مساند لسورية من أجلِ تحريرِ أراضيها المحتلّة واستعادة مواردها المنهوبة ولا سيَّما أنَّ الحصار المضروب على سورية هو حصارٌ يتمثّلُ أساساً بمنعها من الحصولِ على مواردِها النفطيّة والزراعيّة».
وأبدى المجتمعون حزنَهم «البالغ لرحيل الصحافيّة المثقَّفة والشجاعة السيدة بشرى نديم عبد الصمد على رحيلها المبكر بعد عطاءٍ إعلاميّ وثقافيّ متميّز سواء في رفعِ صوت الجماهير المظلومة أو في تغطية العدوان الصهيونيّ على لبنان ولا سيّما في حربِ عام 2006، حيثُ يذكرُ اللبنانيون لها وقفات شجاعة ساهمت في كشفِ جرائمِ العدوّ وبطولات المدافعين عن لبنان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى