أخيرة

دبوس

هكذا عدوّ… هكذا قتال‎

 

هذا عدوّ ليس له علاقة بأية طريقة كانت بالجنس البشري الذي نعرفه، لن يردعه إلّا إسالة دمه وبغزارة، أو لنقل إسالة ذلك السائل الذي يجري في عروقه بغزارة، لأنني أشك شخصياً أن يكون ما يجري في عروقه هو دم مثل الدم الذي يجري في عروقنا، لا بدّ وأن يكون سائلاً شيطانياً مقززاً ذا رائحة كريهة…
المعركة أصبحت مفتوحة، ومن دون قواعد، وبلا سقوف، هكذا أرادها هذا العدو، وهكذا أرادها داعموه ومحالفوه، يا قاتل، يا مقتول، ولذلك فإنّ استحضار العمليات الاستشهادية هو أمر طبيعي ومنطقي، وعلينا ان لا نتحرّى الدقّة كثيراً فيما نضرب، علينا أن نضرب كلّ شيء من دون مراعاة لقوانين الحرب الإنسانية، لأننا لا نخوض حرباً مع إنسان، نحن نخوض حرباً مع وحش لا يقيم وزناً لأيّ اعتبار، بل هو يستمتع ويتلذّذ بقتل الأطفال والنساء، يستهدفهم مع سبق الإصرار والترصّد…
أرادها هكذا، ولتكن هكذا، ولا يلومنّ أحد ما قد تصل إليه الأمور، لقد قتل في الحرب العالمية الثانية، والتي امتدّت لخمس سنوات، وكان مسرح العمليات على مساحة عشرات الدول، 69 صحافياً، كما قتل 63 صحافياً في الحرب الفييتنامية على مدى عشرين عاماً، بينما قتل الكيان المجرم وعلى مدى أقلّ من عام 173 صحافياً حتى الآن!
كما لم يُقصَف أيّ مستشفى خلال السنوات الخمس من الحرب العالمية الثانية، بينما قصف هذا العدو القاتل والمتجرّد من أيّ قيمة أخلاقية أكثر من 20 مستشفىً في غزة حتى الآن…!
هذا هو العدو الذي نواجهه الآن، والذي يجب ان نكون جاهزين للذهاب بعيداً في التعامل معه بأشرس ما نستطيع، وبأعتى ما تقع عليه أيدينا، فهكذا عدو يستلزم منا استدعاء كلّ قدرات الفتك والتمزيق التي نعرفها والتي لا نعرفها، فإما نحن، وإما نحن، ولا خيار ثالث…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى