دردشة صباحية
متى نعود إلى سعاده؟
يكتبها الياس عشي
غداً، أو بعد غد، أو بعد أيام أو أشهر، سيتوقف إطلاق النار في غزّة، وستتوقف عمليات الإبادة لأهل غزّة، لا لأنّ المفاوضين قد نجحوا في «الوصول» إلى حلول، بل لأنه لم يبقَ أحد من سكّان غزّة ليُضاف إلى لائحة الشهداء.
وغداً سيتناغم صوت «المطبّعين»، مع صوت يهود الداخل، وصوت الدول التي صنعت «إسرائيل»، وسلّحتها، وأعطتها ما ليس لها، وحمَتها في المجالس الدولية، وكرّستها شرطياً على عالم عربي في معظمه يلهث باتجاه الولايات المتحدة وحلفائها.
وستمرّ الأيام، ونكتفي بالحداء، ونضيف على الروزنامة الفلسطينية يوماً آخر لإحياء ذكرى الشهداء، فيما بعض العلاقات العربية ـ العبرية بألف خير، والسفارات العبرية بألف خير…
ونبقى، نحن المؤمنين بقضية تساوي وجودنا، شيَعاً وأفرقاء، نبشّر بأمة واحدة، ولسنا قادرين على لملمة جراحنا النازفة، والعودة إلى سعاده.
صدقوني، لولا «طوفان الأقصى»، ولولا التغيّرات التي طرأت على شوارع العالم لصالح فلسطين، ولولا الكوفية التي صارت علامة فارقة عندما يبدأ الكلام على حقّ فلسطين في وطن هو، في الأساس، وطنهم، لولا كلّ ذلك لدخلنا في غيبوبة، وكرّسنا انتصاراً يهودياً آخر، صدّقوني أنه لن يمرّ.