عملية “الأربعين” وقطوفها الأربعون حتى الآن…
د. حسن أحمد حسن*
لا تكاد تمر ساعة من الوقت إلا وتتبلور فيها معانٍ جديدة ودلالات غنية فريدة تؤكد عظمة ما أنجزه حزب الله في “عملية الأربعين” التي ما تزال في إطار الرد الأوّلي للمقاومة على حماقة الكيان الإسرائيلي عندما أقدم على جريمته النكراء باغتيال القيادي المجاهد الكبير فؤاد شكر “السيد محسن” تغمّده الله بواسع رحمته. ومَن يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية والأطلسية يدرك كم هو حجم الكذب والتضليل الإعلامي للتخفيف ما أمكن من التداعيات الكارثية التي فرضتها “عملية الأربعين” على الكيان اللقيط وكل حماته وداعميه والدائرين في الفلك المشؤوم لبلاد العم سام، وقد يكون من الصعوبة بمكان الإحاطة بمقال تحليلي بالكم الكبير من الآثار والتداعيات والمعاني والرطب الجني الذي يسَّاقط من نخلة حزب الغالبين، لكن يمكن باختصار وتكثيف الإشارة إلى ما يزيد عن الأربعين رسالة وعبرة ودلالة، ويمكن تقسيمها إلى جزءين: ما قبل الإعلان عن الردّ وما بعده.
رسائل ما قبل الرد:
1- إطلاق اسم “عملية الأربعين” تيمناً بأربعين الإمام الحسين عليه السلام، وهذا إحياء للفكر الحسيني الكربلائي والانتقال به خطوة متقدّمة إلى الأمام، حيث تم الانتقال من الجانب التاريخي لشخصية الإمام الحسين إلى ربط التاريخ بالحاضر، وتمثّل قيم مواجهة الطغيان ورفض الظلم، وتجسيد كل ذلك جزءاً من ثقافة أجيال المقاومة.
2- ربط العملية بالتسمية المباركة بقدر ما يجسّد الوفاء بالحفاظ على ألق الثورة الحسينية المباركة بقدر ما يضمن إعادة إحياء هذه الثقافة وانتقالها بشكل عملي يراه العالم برمّته، وهذا إنجاز نوعيّ ما كان لأكثر المتفائلين أمل بإمكانيّة بلوغه في المدى القريب والمتوسط على الأقل، وسيبقى اسم “عملية الأربعين” ومعانيها ودلالاتها جزءاً من طرائق تفكير الجيل الناشئ، وليس ضمن أبناء المقاومة فقط، بل وعلى الساحتين الإقليمية والدولية.
3- إضفاء الجانب الإيماني، والبعد الروحي على العملية التي تمّ تحديد ساعة الصفر لها بعد أن يؤدي المجاهدون صلاة الفجر، وببركة صلواتهم وإيمانهم ويقينهم وإعدادهم واستعدادهم تكلّلت العملية بنجاح باهر ارتسمت معالمه على وجوه نتنياهو ووزير حربه ورئيس أركانه وبقية الجنرالات الذين وزعت لهم صورة وهم يتابعون عبر شاشة عرض أخبار العملية وتداعياتها، ومَن رأى تلك الوجوه المكفهرة اليائسة يدرك تفسير البعد الدنيوي المتضمن في قوله تعالى: (ووجوه يومئذ عليها غبرة* ترهقها قترة* أولئك هم الكفرة الفجرة).
4- يقين غالبية الإسرائيليين بفداحة الخسائر المترتبة على الكارثة الاستراتيجية التي جرَّت حكومة نتنياهو الكيان السرطانيّ إليها جراء الخطأ القاتل والاطمئنان إلى أن دعم واشنطن والتزامها بالدفاع عن “إسرائيل” يضمن أمنها المتداعي.
5- انطلاق حزب الله وبقية أقطاب محور المقاومة من القناعة التامة بأنهم في مواجهة مفتوحة مع تل أبيب وواشنطن بآن معاً، إضافة إلى الغرب الأطلسي وبعض أعراب المنطقة، وبناء كل قرارات الاشتباك مضبوط الإيقاع استناداً لهذا الموقف والتقدير.
6- تأكد العالم بأن حكومة التوحش لتل أبيب ما كان لها أن تستمر في ارتكاب المجازر والقصف والتدمير إلا بمشاركة أميركية كاملة في التخطيط والتنفيذ وقيادة العمليات.
7- التزام حزب الله منذ لحظة الإعلان عن استشهاد السيد محسن بحتمية الردّ المكافئ والمؤلم بشكل مدروس وهادف يجعل المجرمين يندمون ويبكون دماً على الرعونة والحماقة المرتكبتين.
8- الاستثمار الناجع في الإرث الذهبيّ لحزب الله والصورة الحقيقيّة المتشكلة عنه حتى لدى الأعداء ويقينهم بأن حزب الله لا يطلق تهديدات نظرية، بل يُقرن القول بالعمل، وينفذ كل ما يتعهّد به.
9- دخول الكيان المؤقت من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في حالة ترقب وتخوّف وانتظار للردّ الحتميّ القادم، مع جهل تام بالتوقيت والأهداف الموضوعة على الخريطة في غرفة القيادة والعمليات المقاومة.
10- انتقال عدوى القلق والاضطراب إلى البيت الأميركيّ الذي رفع سقف تصريحاته العلنية العدائية، وتعهّد بالدفاع عن “إسرائيل” والالتزام بالحفاظ على أمنها في مواجهة أي ردّ انتقاميّ من أي طرف من أطراف محور المقاومة التي أعلنت حتميّة الرد، من دون الكشف عن طبيعته، وهل سيكون مشتركاً، أم كل طرف يرد وفق ما تراه قيادة عملياته، ووفق ما تسمح به تداعيات الميدان.
11- رفع سقف التصريحات الأميركية المناصرة والمشجعة للعدوانية الإسرائيلية أوصلت رسالة بعكس ما كان يُراد من إطلاقها، لأن تعهد أي طرف بحماية طرف آخر، وتأكيد حتمية الدفاع عنه يعني اعترافاً علنياً رسمياً وصريحاً لا يقبل سوء التفسير ومضمونه يُقرُّ مسبقاً بضعف من أتى ليدافع عنه، أي أن التصريحات العنترية الأميركية تتضمن قناعة ذاتية بعجز الكيان عن حماية نفسه، وعجزه المركب عن استمرار وجوده إلا بوجود الأم الأميركية، أي أنه لما يفطم بعد عن الضرع الأميركي الخبيث، وإذا ما جفّ ذاك الضرع، فنهاية الكيان حتمية.
12- فشل الحرب النفسية المعادية في تحقيق أي من أهدافها المشبوهة، وكل معطيات الواقع تؤكد أن استجرار البوارج والأساطيل وحاملات الطائرات وحتى الغواصات النووية لم تفلح في هزّ شعرة واحدة من مفرق أي مجاهد مقاوم.
13- زيادة انكشاف عورة الداخل الاستيطاني التي ظهرت عبر تبادل الاتهامات بين المؤسستين العسكرية والسياسية، وزيادة السخط في الداخل الإسرائيلي، وكذلك ازدياد التظاهرات المطالبة بتنحية نتنياهو وحكومته العنصرية التي تقود الكيان إلى الهاوية وفق اعترافات وتصريحات شخصيات وازنة في الداخل الإسرائيلي، ومن ضمنهم: رؤساء حكومات ووزراء سابقون، ورؤساء أجهزة أمنية وأحزاب سياسية وجنرالات مهمّون منهم مَن ما يزال على رأس عمله فضلاً عن الكتاب والإعلاميّين الأكثر شهرة في أوساط الاستيطان الإسرائيلي.
14- ارتفاع وتيرة الحركة الدبلوماسية الزيارات المكوكية المتعددة والمتنوعة للسفراء والمبعوثين الإقليميين والدوليين والأممين، وهي حركة باتجاه واحد، أي كل أولئك كانت وجهتهم ومحطتهم منطقة الشرق الأوسط وعواصم محور المقاومة على وجه الخصوص. فالآخر هو مَن يأتي ليتحاور أو لينقل رسائل إغراء وتحفيز، أو تهديد ووعيد، وكل ذلك ذهب أدراج الرياح بعد أن ثبت للعالم من الذي لا يريد الحرب ولكنه لا يخشاها، ومن الذي يدّعي أنه مصمم على إشعال الحرب ويبرهن على أنه عاجز عن تحمل ضريبتها وتداعياتها.
15- توفير الوقت اللازم عند قيادة المقاومة لدراسة الرد من كلّ جوانبه، وهذا يعني العمل بعيداً عن الضغوط وردود الفعل المستعجلة، بل بأريحية وهدوء، والتخطيط المحكم لضمان تنفيذ العملية بنجاح تامّ وفق التوقيت الذي تحدّده وتعتمده قيادة المقاومة، بدلاً من الانجرار لخوض أعمال قتالية قد تفضي إلى حرب يكون العدو هو من حدّد توقيتها ومسارح عملياتها.
16- المناقبية العالية للمقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” عبر تحييد كلّ ما له علاقة بالمدنيين والبنى التحتية، والتركيز على اختيار هدف عسكريّ أو أكثر لا يقلان أهمية عن عملية الاغتيال، واليوم العالم برمّته يرى بأم العين النبل والسمو في سلوكيات المقاومة الحريصة على معاقبة المعتدي على عدوانيته من دون تفريط بالالتزام بالقانون الدولي وأعراف المجتمع الإنساني، على الرغم من أن العدو لم يترك جريمة وخرقاً لكلّ ما له علاقة بإنسانية الإنسان إلا وانتهكه بجرائمه ومجازره واعتداءاته الهمجية والوحشية.
17- المهارة العسكرية الفائقة في التخطيط للعملية وفي تحديد الأسلحة المطلوبة والتي اقتصرت على صواريخ الكاتيوشا والمسيّرات من أنواع متعددة، مع الاطمئنان إلى أن ذلك كافٍ لتنفيذ العملية بنجاح باهر، وهذا ما يتحدث به الداخل الإسرائيلي.
18- الحفاظ على السريّة التامة والإبقاء سراً على كل ما يتعلق بتوقيت العملية، والأسلحة المستخدمة ومنصات إطلاق الصواريخ، وكذلك قواعد إطلاق المسيّرات، وهذا ما سيتحوّل مع الكثير غيره من الخبرات المكتسبة والدروس المستفادة إلى مادة دراسية معتمدة في الأكاديميات والكليات العسكرية ومراكز الدراسات الاستراتيجية في شتى أصقاع المعمورة.
19- استمرار حزب الله بتنفيذ كلّ ما تطلبته وضعية “جبهة الإسناد” ولذلك بقيت وتيرة استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة على ما كانت عليه، مع الإصرار على استهداف مستوطنات ومواقع جديدة ارتباطاً بأي تصعيد إسرائيلي بما يحافظ على قواعد الاشتباك التي فرضها حزب الله.
20- الاستمرار بالتأكيد على حتمية الرد وقسوته لضمان بقاء الداخل الاستيطاني في حالة تشرذم وانقسام وتخوّف من المجهول، وهذا ما تحقق فعلاً على أرض الواقع.
رسائل الردّ العملي المنفذ:
1- بدء المرحلتين الأولى والثانية من العملية وفق التوقيت المحدّد في الساعة صفر المعتمدة مسبقاً.
2- النجاح التام في فرض عمى استخباري واستطلاعي معادٍ، على الرغم من مشاركة أحدث تقنيات التجسس والرصد والاستطلاع الأرضي والجوي والبحري.
3- نجاح التكتيك العسكري المعتمد المتضمن إطلاق صواريخ الكاتيوشا المجهّزة على دفعات برشقات تفصل بينها دقائق محسوبة بدقة لضمان مشاغلة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي والأميركي والأطلسي بآنٍ معاً، واستهداف كل المقار والقواعد العسكرية الإسرائيلية التي يمكن أن تشترك في التصدي للصواريخ والمسيرات التي استهدفت العمق الإسرائيلي، وهذا محكوم بمناطق انتشارها في شمال فلسطين وفي الجولان السوري المحتل.
4- إطلاق 340 صاروخاً وعدداً من الطائرات المُسيّرات في ذروة الاستعداد المعادي إنجاز عسكري ميداني يُحسَب للمقاومة، وهذا ما اعترف به الأميركي نفسه قبل الإسرائيلي، وقد وصف الهجوم بأنه أعنف وأكثر عمقاً وأكبر بكثير مما كان متوقعاً.
5- النجاح في مشاغلة كل القوى والوسائط المعادية، وضمان تحييد الأجواء من النيران لعبور الطائرات المسيّرة بأمان وسلام باتجاه أهدافها، وبخاصة أن الزمن المطلوب لتنفيذ ذلك لا يعدو دقائق معدودة، وهذا ما أشار إليه سماحة السيد في معرض كلمته التي ألقاها في السادسة من مساء يوم “تنفيذ عملية الأربعين”.
6- إصابة مطار بن غوريون بحالة أشبه ما تكون بالشلل، وإلغاء عشرات الرحلات التي كانت مقرّرة إلى داخل الكيان.
7- إقدام العديد من كبريات شركات الطيران العالمية على توقيف رحلاتها إلى الكيان الإسرائيلي، وتأجيلها لفترات زمنية تتراوح بين بضعة أيام وأسابيع إلى أشهر.
8- إعلان حالة الطوارئ في غالبية الداخل الاستيطاني الإسرائيلي.
9- شلّ الحركة في الشوارع وأماكن العمل، واضطرار الجميع للبقاء بالقرب من الملاجئ والغرف المحصنة في كل بناء.
10- مع استمرار صفارات الإنذار بالعمل في غالبية المدن والبلدات الإسرائيلية أرغم الجميع على التواري في الملاجئ بما في ذلك نتنياهو وأعضاء حكومته مجتمعين، وضمناً غرف قيادة العمليات العسكرية.
11- تأكيد حزب الله في بياناته الثلاثة التي أصدرها بعد تنفيذ العملية أنّ ما قام به يندرج تحت عنوان الرد الأولي، وأوضح سماحة السيد حسن نصر الله أن الأمر متعلق بالرضا عن النتائج بعد التأكد، طالما أن كيان الاحتلال يتكتم على خسائره كعادته، وفي جميع الأحوال طالما أن الردّ أوليّ، فهذا يعني قد يكون هناك ردود تكميلية وفق مقتضيات الميدان.
12- لاحظ المتابعون الصمت الذاتي الذي طبقه كل من بن غفير وسموتريتش على نفسيهما الخبيثتين، وكأن القط (“الهر”) أكل لسانيهما، وهما اللذان لا يكفان عن الثرثرة والصخب وإطلاق التهديد بسبب وبدون سبب، لكن لم أسمع بأي تصريح لكليهما بعد تنفيذ عملية الأربعين، فما هو السبب يا تُرى؟
13- التجهيز المحكم مسبقاً والتحضير الموضوعي والعلمي للعملية خفض الخسائر البشرية إلى ما دون الحد الأدنى المتعارف عليه في عمليات كهذه، حيث اقتصرت الخسائر البشرية وفق ما أشار صادق الوعد في خطابه على شهيد من حركة أمل وشهيدين من حزب الله.
14- ارتباطاً بالنقطة السابقة من حق المتابع العادي أن يتساءل: وماذا عن الضربة الوقائية “النوعية والناجحة” ـــ حسب وصفهم ــ التي تشدق بها نتنياهو ومسؤولوه العسكريون، والتي أسفرت عن تدمير /8000 أو 6000/ صاروخ من الصواريخ الدقيقة والبالستية؟ / تفنيد هذه الأكاذيب والأحلام واختلاق الانتصارات الوهميّة يحتاج إلى مقال تحليلي خاص على الأقل.
15- تزامن بدء “عملية الأربعين” مع انعقاد جلسات التفاوض في القاهرة قطع الطريق على الحرب النفسية التي كانت تستهدف زيادة الضغط على وفد المقاومة الفلسطينية والترويج إلى أن إيران لم تردّ، وحزب الله لم يردّ، ولن يتجرأ أحد على الرد وأميركا مكشرة عن أنيابها، وليس أمام المقاومة الفلسطينية إلا الإذعان لشروط نتنياهو.
16- الإعلان رسمياً عن الرد، والتخبط في السردية الإسرائيلية أوصل رسالة واضحة إلى كل من تل أبيب وواشنطن وبقية العواصم التي تكفلت بتنفيذ أدوار وظيفية تكميلية، ومضمونها يقول: ممنوع أن يتم الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية، وممنوع على الجميع أن يصادروا الإنجازات الإعجازية للمقاومة الفلسطينية.
17- تثبيت حقيقة تآكل الردع الإسرائيلي وإضافة حقيقة جديدة تقول: كل ما يتم بذله من جهود لترميم الردع عبثيّ، ولن يحقق أي نتيجة لا الآن ولا مستقبلاً.
18- إذا كانت ملحمة طوفان الأقصى أثمرت انهيار الردع الإسرائيلي بمضامينه الجزئية والشاملة، فعملية الأربعين قد وفرت البيئة الاستراتيجية المطلوبة لزيادة سرعة تآكل الردع الأميركي.
19- من حق المتابع العادي أن يتساءل عن الوضع الداخلي في التجمع الاستيطاني الإسرائيلي بعد العملية، ولمن يود الاستمتاع بحقيقة الوضع الكارثي الذي يعيشه الكيان بكل مكوّناته يمكنه الاطلاع على أهم عناوين الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، وكل من يقوم بذلك يتأكد من جديد من دقة وصوابية كلام السيد نصر الله عندما وصف الكيان بأنه أوهى من بيت العنكبوت.
20- العديد من وسائل الإعلام تناقل أخباراً نشرت في الصحافة البريطانية التي تحدثت عن خسائر بشرية كبيرة وضمنها رتب عالية جراء الضربة الموفقة لحزب الله على مقر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقيادة الوحدة “8200” ويمكن باختصار شديد أن يُقال لمروجي الإحباط واليأس والذلة والخنوع، إذا كانوا يشككون في ذلك فليطلبوا من سيدهم النتن أن يوعز لوسائل الإعلام بتنظيم زيارة تقتصر على التجوّل في باحات تلك القاعدة.
هناك العديد من القطوف الدانية الأخرى التي تدلّت ثمارها ببركة “عملية الأربعين” والأيام المقبلة كفيلة بتبلور ما لا يرضي وحشية تل أبيب وواشنطن.
*باحث سوري متخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الاستراتيجية