أولى

زيلينسكي ونتنياهو توأم

– ليست مصادر توأمة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مع رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو محصورة بوجودهما تحت سقف سياسي واحد تمثله واشنطن، وبكونهما يخوضان حربين متزامنتين تمولها وتسلحها واشنطن، ويعانيان مشاكل متشابهة في توريد الذخائر والأسلحة.
= تتقارب طباع زيلينسكي ونتنياهو في كيفية النظر للسياسة والحرب، من بوابة الميل للاستعراض والتركيز في المهارة الإعلامية والتورط في الفساد، الذي يشكل عندهما معاً سمة عائلية، لكن يبدو أن أساليب خوض الحرب متشابهة بينهما أيضاً.
– ليست القضية فقط في غرور القوة، كما هي ليست فقط في الاستناد الى قوى فاشية عنصرية يمثلها النازيون الجدد في أوكرانيا والمستوطنون المتطرفون في كيان الاحتلال، واتباع عمليات التطهير العرقي، التي وصلت بزيلينسكي إلى البعد الديني بتحريم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على أتباعها في أوكرانيا، بعد شقه لهذه الكنيسة وتأسيس فرع أوكرانيّ تابع لنظامه بات اليوم هو الكنيسة الوحيدة المسموح باتباعها، وبالمثل وصل الأمر في الكيان بما بشر به حليف نتنياهو ايتمار بن غفير عن العزم على إقامة كنيس يهودي داخل حرم المسجد الأقصى في القدس.
– في الحرب بلغ نتنياهو طريقاً مسدودة، وفشل في إسقاط المقاومة في غزة واسترداد الأسرى، كما فشل في حل معضلة منع سفن الكيان أو الموجَّهة إليه من عبور البحر الأحمر، وفشل أكثر في ضمان عودة مستوطنيه المهجرين من شمال فلسطين المحتلة، وبدلاً من البحث عن حل عسكري في الميدان، او حل سياسي في التفاوض الجدّي، عوض عجزه عن الحل العسكري ورفضه للحل التفاوضي بحركة بهلوانية دعمتها واشنطن بعمليتين كبيرتين في طهران وبيروت أملاً بأن يشتري صورة نصر ويحقق توازناً ثابتاً يمكن بناء المفاوضات عليه، وها هو ما بني على أحلام يتحول الى كوابيس، وتعود المعادلات الى مربعها الأول، وعليه الجواب عن سؤال، حرب أم تفاوض، وهو يجيب لا حرب، لكنه لم يذهب بعد الى التفاوض الجدي، ربما أملاً بحسم مستحيل يحلم به في الضفة الغربية.
– زيلينسكي هرب مثل نتنياهو من العجز عن استعادة شرق أوكرانيا بالقوة، وعجزه عن خوض تفاوض جدّي مع روسيا مبني على الاعتراف بموازين القوى، فذهب بدعم من واشنطن عبر حركة بهلوانية الى عملية ضخمة في كورسك الروسية، ليقول ما لم يقله نتنياهو بعد عمليتي طهران وبيروت، أنه يريد تحقيق توازن يجبر روسيا على أخذه بالاعتبار التفاوضي، لكن كما اكتشف نتنياهو أن ما فعله لم يغير شيئاً إلا تسريع روزنامة التحديات أمام الردود المعاكسة، يكتشف زيلينسكي أن ما تبقى من شرق أوكرانيا يتساقط بيد القوات الروسية وهو يتحدث عن وضع صعب في دونيتسك وفي مدينة استراتيجية مثل بوكروفسك، وغداً يستفيق وقواته خسرت شرق أوكرانيا كله، بينما قواته محاصرة في كورسك وتتعرّض لخطر الإبادة.
– انحطاط مستوى القادة تعبير عن انحطاط المشروع.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى