أخيرة

دبوس

الرد الأوّلي‎…

 

إذا كان هذا العدو كما يدّعي، هو والأوركسترا الغربية بقيادة المايسترو الأميركي، والذين يتقاطرون إلى بيروت، ويتوعّدون بالويل والثبور، وعظائم الأمور، إذا ما استمرّ حزب الله في إسناد غزة، إذا كانوا يتحيّنون الفرص، كما يحاولون الإيحاء، ولديهم كلّ هذا الاقتدار، فإنّ الفرصة قد سنحت تماماً مع هذه الضربة التي وجهها حزب الله للكيان اللقيط، فلماذا لا يلتقطون الفرصة ويقذفون بلبنان الى العصر الحجري كما كانوا يهدّدون؟
السبب في عدم قدرتهم على فعل ذلك بسيط، هم مردوعون حتى النخاع، وكلّ تلك التهديدات والتلويحات بانطلاق الجبروت “الإسرائيلي” من عقاله هي محض خداع استراتيجي Bluffing ، كما قلنا مراراً وتكراراً، نحن النقيض الكلّي والمطلق لهذا العدو، حتى من الناحية الميكانيكية، فكلّ ذلك التفوّق الذي يمتلكونه في السماء، يقابله إبداع في محور المقاومة في باطن الأرض، واستراتيجية الأنفاق، يتميّزون في مقدرتهم في القتل عن بعد، ويكون الردّ المنطقي والنقيض الميكانيكي لذلك هو استدراجهم نحو القتال المتلاصق…
لقد ولجنا منطقة البداية الحديّة لنهاية هذا الكيان، ولا أبالغ إذ أقول، إنّ ما يفعله ويقوله هذا الكيان هو بمثابة حلاوة روح، لقد أعطيَ المفاوض الفلسطيني جرعة من المعنويات، مهداةً اليه من أسود حزب الله، ليتشبّث بقوة بمطالبه من دون ايّ تزحزح عن ثوابته، وقف شامل لإطلاق النار، إنسحاب كلّي لقوات العدو من غزة، وإفراغ السجون الاسرائيلية من مجاهدينا، ورفع الحصار، الحقيقة هي أننا مهما بلغ بنا الخيال والمقدرة على الاستشعار، فإننا سنبقى متخلّفين عن معرفة ما قد يقوم ويخطط له محور المقاومة، فنحن بإزاء عبقرية تتجاوز كلّ العبقريات، في الوعد الصادق، وفي ردّ حزب الله مؤخراً، مع عشرين خطاً تحت كلمة الأوّليّ، فهذه الكلمة الوحيدة ستجعل قطعان مستوطني الكيان، ومسوخه البشرية التلمودية، وقياداته المعتوهة يقفون على رجل واحدة من الآن فصاعداً، الى أجل غير مسمّى…
لقد أزفت ساعة الحقيقة لهذه الكينونة الشيطانية المارقة، التي ما ان تتخلّل أيّ تجمّع بشري حتى تستخلص منه أية قيمة طوباوية، وتحيله شيئاً فشيئاً الى مجتمع منحلّ مشبع بالأنانية وبلا روح، وبلا أيّ بعد أخلاقي، كما نرى هنا في هذا البلد الذي نعيش فيه، فهذه الكينونة السرطانية لا تعلو ولا يتضخّم وجودها إلّا على أنقاض القيَم والأخلاق والسموّ الإنساني.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى