أولى

جاء الهدهد بالنبأ اليقين

ثبت لكل من هو على صلة بالمقاومة ليل أمس، أن المقاومة قد صار بين يديها ما يكفي للقول إن عملية الأربعين قد حققت أهدافها، وأن ستاً من الطائرات المسيّرة التي توجّهت نحو الوحدة 8200 قد بلغت الهدف وأصابته إصابة مباشرة، موقعة خسائر مادية وبشرية لم يتم تحديدها بدقة بعد.
المصدر هو هدهد ما، ليس بالضرورة أن يكون طائرات الهدهد التي جلبت تسجيلات مصوّرة داخل الكيان، وربما يكون الأمر كذلك، لكن المقاومة التي كانت تقول لبيئتها وجمهورها وأصدقائها أنها متأكدة من أن طائراتها قد عبرت نحو تل أبيب ليست متأكدة من أنها أصابت الهدف وحققت فيه إصابات، لكنها اليوم تأكدت، ولاحقاً ستكشف ما يصلها من معطيات.
لعل مصداقية المقاومة وصدقها من أهم ميزاتها، وهي أجابت السائلين عن سبب عدم نشر تسجيلات مصوّرة للحظة الاستهداف، ان طائراتها الانقضاضية لم تنشر لأعمالها صوراً في مرة سابقة لأنها ليست مجهّزة لهذا النوع من المهام وأن التسجيلات المصوّرة للأهداف كانت تتم عند إطلاق صاروخ ألماس المزوّد بكاميرا تبثّ تفاصيل مساره حتى اصطدامه بالهدف، وأن طائراتها المخصصة للتصوير كانت تقوم أحياناً بتصوير الأهداف القريبة من الجبهة الأمامية عند استهدافها بصواريخ الكورنيت، لكن يصعب القيام بذلك في العمق ببث مباشر، لكن قد يكون تمّ التصوير وعادت به الهداهد وقد يكون المصدر نوعاً مختلفاً من التدقيق بالنتائج، لكن الأكيد أن النتيجة أكيدة وعندما تقول المقاومة إنها أكيدة فهذا يكفي.
خلال عقود بنت المقاومة رصيدها على هذا الصدق، بينما لم يقم الاحتلال حساباً لاعتماد نشر الأكاذيب كجزء من منهجيته الإعلامية، ويكفي كمثال في قضية الردّ أن نتذكر كلام قادة الكيان عن الضربة الاستباقية والقول إنها منعت إطلاق آلاف الصواريخ نحو الأماكن السكنيّة في تل أبيب، والجميع يعلم أن هذا النوع من الاستهداف لا ينسجم مع منهجية إدارة المقاومة للحرب من حيث المبدأ، ولا لمفهومها للردّ بالتحديد، بينما كان واضحاً أن رواية المقاومة لطبيعة ردّها وإطاره منطقيّ ومنسجم مع ما كوّنه الرأي العام المساند والمخالف للمقاومة عن إدارتها للحرب ومفهومها للرد.
نجاح المقاومة في ردّها وحده يفسر هذا الحراك المستجدّ في وضع الكيان، سواء بالتراجع عن نظريات إعادة حزب الله بالقوة إلى ما وراء الليطاني، وهو ما كان يجب أن يبدأ بعد الضربة الاستباقيّة المزعومة، لو كانت قد حققت ما قيل إنها حققته، ولو كان الردّ الذي نفذته المقاومة فاشلاً، أو في ما يتعلق بالهجوم على الضفة الغربية بما يبدو محاولة لإلغاء اتفاق أوسلو وحل السلطة الفلسطينية ومقايضة قبول اتفاق غزة بالسيطرة الكاملة على الضفة، والذهاب إلى اتفاق غزة هو نتاج الفشل في فرض الردع على جبهة لبنان، لكن الرهان على النجاح في الضفة سيبقى سراباً ووهماً بالنسبة للكيان كما هو حال الوهم بالسيطرة على غزة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى