الوطن

«الشعبية» تحيي الذكرى الـ 23 لاستشهاد أبي علي مصطفى بمشاركة «القومي»‎ مراد: باقون أوفياء لصدقية الدم والقيد والحلم والحرية ولن نلقي السلاح وسنرفع راية المقاومة حتى التحرير والعودة

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد أمينها العام أبو علي مصطفى، حيث نظّمت وقفة دعم وإسناد لمعركة طوفان الأقصى، واستنكار للعدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان، وتمّ وضع إكليل من الورد على النصب التذكاريّ للشهداء. وذلك في بيروت، دوار شاتيلا، مأوى شهداء الثورة الفلسطينية.
شارك في إحياء الذكرى ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي إلى جانب نائب مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان عبد الله الدنان، وقيادتها في لبنان وسفير فلسطين في بيروت أشرف دبور، وممثلي فصائل المقاومة، واللجان الشعبية الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وشخصيات فلسطينية ولبنانية وطنية واعتبارية، ومنظمات شبابية وعمالية ونسوية وطالبيّة، وحشد من كوادر ومناضلي الجبهة وأهالي بيروت والجوار.
رحّب بالحضور وتحدّث عن المناسبة نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي، ثم ألقى مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة في لبنان أحمد مراد كلمة الجبهة، استهلّها بتوجيه تحية اعتزازٍ وإكبار إلى كل الشهداء، لا سيّما مَن نحيي ذكراه اليوم المناضل والقائد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد أبو علي مصطفى، والذكرى السنوية لاستشهاد المناضل ناجي العلي الذي ارتقى جسدًا، وبقي حنظلة يستلّ ريشته ليرسم للأجيال طريق الثورة والحرية.
وقال: لقد أراد العدو الصهيوني، ومن خلال اغتيال الشهيد القائد أبي علي مصطفى، تحقيق جملة من الأهداف، وفي ظنّه أنه باغتيال القادة قادر على كسر إرادة الجبهة والشعب، وإثبات قدرة ذراعه الطويلة في الوصول لأي هدف وفي أي مكان، ورغم الخسارة الكبيرة والجرح العميق الذي لحق بالجبهة، والشعب الفلسطيني بخسارة قامةٍ وطنية وقومية كبيرة، كان الوفاء للشهيد يستدعي الردّ على التحدي بالتحدي، وكان الرد الأول هي سرعة انتخاب أمين عام للجبهة، وكان اختيار الرفيق القائد أحمد سعدات ردًاً بالغ الوضوح على حكومة الاحتلال، وهو المطلوب رقم واحد لكيان الاحتلال، أما الردّ الجماهيري فكان بالاحتضان الواسع والتعاطف الشعبيّ مع الجبهة. أما الرد الجبهاوي فبدأ منذ اللحظات الأولى لاستشهاد أبي علي مصطفى، بالتخطيط والإعداد للثأر والانتقام ليس فقط لأبي علي، بل الثأر والانتقام لأكثر من 50 عامًا من القهر والظلم، والاستبداد واللجوء الذي عانى منه، ولا يزال الشعب العربي الفلسطيني، وللقول للاحتلال بأن يدنا أيضًا طويلة، وقادرة أن تنال من رؤوس مجرمي الحرب الصهاينة في عقر دارهم، وفي قلب القدس المحتلة، وفي أحد أكثر الأماكن حصانة وحماية في قلب فندق ريجنسي بالاس، وفي ذكرى أربعين الشهيد أبي علي مصطفى، وخلال كلمة الأمين العام للجبهة الرفيق أحمد سعدات صدر الأمر لخلايا الجبهة بالتنفيذ، عندما قال الرفيق أحمد سعدات جملته الشهيرة: “عهداً لك يا قائدنا ومعلمنا أبا علي مصطفى، أن لا يكون شعارنا أقل من الرأس بالرأس، هذا لكم يا رفقاء أبو علي، هذا لكم يا كتائب الشهيد أبو علي مصطفى».
وتابع: في صبيحة السابع عشر من أكتوبر، وفي قلب القدس كان الردّ بثلاث رصاصاتٍ أطلقها مسدسٌ جبهاويّ كاتمُ للصوت على رأس أحد أبرز رموز التطرف والعنصرية، ورئيس حزب موليديت المتطرف، وزير السياحة الصهيوني المجرم رحبعام زئيفي لترسله إلى الجحيم، في رد زلزل أمن الكيان، وشكَّل سابقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، فتحية مجدٍ وإكبار لصناع ملحمة 17 أكتوبر إلى الرفيق القائد أحمد سعدات، ورفقائه عاهد أبو غلمة، وباسل الأسمر، وحمدي القرعان، ومجدي الريماوي، وإلى القافلة الطويلة داخل سجون ومعتقلات العدو الصهيوني.
وأكد مراد أن شعبنا لن يلقي السلاح، ولن يستسلم مهما بلغ حجم التضحيات، وإن المقاومة مستمرة ما بقي هذا الكيان قائمًا على أرض فلسطين.
ولفت إلى أن المقاومة أبدت كل مرونةٍ ممكنة، بهدف وقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، لكن العدو الصهيوني المدعوم من الإدارة الأميركية والغرب الاستعماري يواصل التسويف والمماطلة بهدف إطالة أمد الحرب، وقتل أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا.
وأضاف: نؤكد تمسك شعبنا ومقاومته بشروطها ومطالبها، التي تتمثل بالوقف الفوري والدائم للعدوان على شعبنا، ورفع الحصار، وإدخال المواد الإغاثية والطبية بشكلٍ عاجل إلى كل أنحاء قطاع غزة دون شروط، وبحق عودة النازحين إلى منازلهم وبيوتهم دون أي قيود، وإعادة إعمار قطاع غزة وبناه التحتية، وإنجاز صفقة تبادل عادلة للأسرى، لا يكون للعدو الصهيوني حق وضع الفيتو على أي اسمٍ من أسماء الأسرى التي تطالب المقاومة بالإفراج عنهم، لتكون الأولوية لأصحاب المحكوميّات العالية والمرضى والمسنين.
ورأى أن مع حجم التحديات والمخاطر الوجودية التي تتهدد قضيتنا وشعبنا، فإننا ندعو إلى الشروع فوراً بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق بكين للمصالحة الفلسطينية، ووضع برنامج زمني وآلية تنفيذية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه، فالوقت من دم والتاريخ لا يرحم.
ووجّه تحية اعتزاز وإكبار إلى قوى محور المقاومة الممتد من إيران، وصولًا إلى أرض فلسطين وقطاع غزة، مرورًا ببغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
ووجّه مراد تحية اكبار لشعبنا اللبناني المقاوم الشقيق، لا سيما لأبناء الجنوب والبقاع الغربي، ولأبناء القرى والبلدات والمدن الأمامية في خط المواجهة مع العدو الصهيوني، الذين يقفون بكل قوةٍ وثبات، ورغم حجم المعاناة إلى جانب شعبنا، ودفاعاً عن حريّة وسيادة وعروبة لبنان، في وجه الأطماع الصهيونيّة، وتحية مجدٍ وإكبار إلى الشهداء كل الشهداء، لا سيما شهداء المقاومة الذين ارتقوا على طريق القدس وفلسطين ونعاهدهم بأننا مستمرون في طريق المقاومة حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا وأمتنا في التحرر والتقدم.
كما حيّا شرفاء وأحرار أمتنا والعالم المتضامنين مع قضية فلسطين، وندعوهم إلى الاستمرار في تحركاتهم وفعالياتهم التضامنية نصرةً لفلسطين وقضيتها العادلة.
وختم مجدداً العهد للشهداء كل الشهداء، لا سيما لروح من نحيي ذكراه اليوم الشهيد الخالد أبو علي مصطفى، بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باقية وفية لصدقية الدم والقيد والحلم والحرية. لن نلقي السلاح وسنبقى نرفع راية المقاومة حتى التحرير والعودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى