أولى

إمام المقاومة

ليس من الإنصاف في زمن حروب المقاومة أن لا ينال الإمام السيد موسى الصدر في ذكرى تغييبه تذكيراً بصوت مرتفع بالمكانة التأسيسية التي كان له الفضل فيها في إرساء ثقافة المقاومة وتبني نظرية الشعب المسلح، وفق معادلة “ليسوا أقوى من أمريكا ولسنا أضعف من فيتنام”.
وضع الإمام ثقله لتعميم ثقافة الخطر الذي يمثله كيان الاحتلال على كل كيانات المنطقة بسبب طبيعته التوسعية والعدوانية، مضيفاً إليها بالنسبة للبنان ما يمثله الكيان القائم على أحادية عنصرية تستند الى الطائفية المرتكزة الى دين واحد، من تهديد وجودي للبنان ينبع من تمسّك اللبنانيين بإثبات إمكانية التعايش بين الطوائف الدينية وبناء وطن ودولة.
بالاستناد الى هذه القاعدة الوجوديّة لحماية لبنان انطلق الإمام لزرع ثقافة التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه بالمقاومة حتى استعادة أرضه، رابطاً هذا التضامن بمصلحة لبنانية حيوية تتمثل برفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من خلال التمسك بحق العودة الى فلسطين.
اكتفى الإمام عبر تحقيق إجماع لبنانيّ على هاتين النقطتين، لينتقل الى البيئة المباشرة التي تدين له بالولاء، داعياً إلى تأسيس منظمة عقائدية مسلحة للمقاومة، هي أفواج المقاومة اللبنانية (أمل). ومثلما كان الإمام أول من أسس عبر التاريخ مقاومة تتولى الدفاع قبل أن يقع جزء من الأرض تحت الاحتلال، كذلك كانت أمل بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري الطليعة الشعبية لمقاومة الاحتلال، والقوة المحوريّة في المقاومة المسلحة طوال العقد الأول من المقاومة، حيث انتقلت الراية الى يد حزب الله، الذي يُكرّر أمينه العام السيد حسن نصرالله أن المقاومة بجناحيها الكبيرين اللذين يمثلهما حزب الله وحركة أمل هي من تلامذة الإمام الصدر، مع الإشارة الدائمة الى شراكة الآخرين وخصوصاً القوميين والبعثيين والشيوعيين والناصريين والجماعة الإسلامية وعدد من المجموعات الوطنية، ودون نسيان دور سورية كحاضنة لهذه المقاومة ودور إيران كداعم دائم.
في زمن تخوض فيه المقاومة أكبر حروبها وأكثرها التصاقاً بفلسطين، لا بد من أن نتذكر الإمام السيد موسى الصدر وجهده الجبار لإعلاء شأن فلسطين وكلمة المقاومة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى