ثقافة وفنون

مشاريع تنموية لدعم المرأة والحفاظ على صناعة السجاد اليدوي التراثية في ريف دمشق

تهدف جمعية خاتون التراثية والثقافية في منطقة دير عطية في ريف دمشق إلى تدريب النساء على مهن وصناعات تراثية متنوعة.
وتستقطب الجمعية نساء من أعمار مختلفة للتدريب والعمل ضمن مشاغل لصناعة السجاد اليدوي والبسط القماشية وحياكة الصوف والخياطة إضافة إلى أقسام لتعليم الطهي وإعداد المؤونة بأنواعها، ثم تقوم الجمعية بتسويق هذه المنتجات عبر منافذ بيع تابعة لها.
وأوضحت رئيسة الجمعية المهندسة أسماء عبود، أن للتدريب دوراً تنموياً في دعم وتمكين النساء اقتصادياً، وتشجيعهن على تأسيس مشاريع صغيرة تبدأ من المنزل، حيث تستقبل الجمعية السيدات اللواتي تتوافر لديهن الرغبة في العمل وتطوير قدراتهن.
وقالت عبود: إن بداية الجمعية كانت من خلال تأسيس مشغل لحياكة الصوف اليدويّ بمساعدة المجتمع المحلي الذي قدّم المكنات لتكون الانطلاقة لتدريب عدد من النساء بإشراف مدربة مختصة. وحقق هذا المشروع نجاحاً متميزاً. وكان هذا المشغل نقطة انطلاق الجمعية لتأسيس مشغل للخياطة، ونجح هذا المشروع أيضاً من خلال التشبيك مع الأمانة السورية للتنمية بتشغيل مجموعة كبيرة من السيدات من دير عطية والقرى المجاورة لها اللواتي أصبحن يعتمدن على أنفسهن في تأمين دخل لرعاية أسرهن.
ولفتت عبود إلى قسم السجاد اليدوي الذي أولته الجمعية اهتمامها وحظي بدعم وزارة الشؤون الاجتماعية، وأصبحت منتجاته تحظى بإقبال واسع من أهالي دير عطية وخارجها، مشيرة إلى أنه لتجاوز قلة اليد العاملة الخبيرة بهذه الصناعة، تمّت الاستعانة بإحدى السيدات من ذوات الخبرة وقامت بتدريب بعض المنتسبات للمشروع، وخلال فترة نجحن بإتقان العمل والتميّز بإنجاز سجاد يدوي بنوعية عالية.
وحسب عبود لا تمتلك جميع السيدات القدرة على إتقان أعمال حرفية تحتاج إلى دقة كبيرة، لهذا تم فتح قسم صغير في الجمعيّة لإعداد مأكولات موائد الضيافة، وبعدها توسّع العمل ليتحول إلى مطبخ تعمل ضمنه 75 سيدة ينتجن مختلف أنواع الأطعمة والحلويات والمؤونة التي تشتهر بها مناطق ريف دمشق، ويلبي المطبخ الطلبات الخارجية الخاصة بالمناسبات داخل دير عطية وخارجها.
وبهدف دعم الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم اقتصادياً ودمجهم بالمجتمع، أشارت عبود إلى أن الجمعية استقطبت فتيات من ذوي الإعاقة ودرّبتهن وأصبحن ماهرات في صناعة البسط القماشية، لافتة إلى أنه بدعم من مديرية الشؤون الاجتماعية بريف دمشق وبعض الفعاليات الاقتصادية تمّ فتح كوتين لتسويق منتجات الجمعية ضمن السوق الرئيسي في البلدة، مؤكدة أن الجمعية تولي أيضاً موضوع التنمية الزراعية أهمية عبر تدريب عدد من النساء على الزراعة، وتسويق المنتجات الزراعية والحيوانية عبر منافذ الجمعية.
من جهتها أكدت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في ريف دمشق فاطمة الرشيد، حرص وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على تقديم مختلف أنواع الدعم للمنظمات غير الحكومية «الجمعيات الأهلية»، ولا سيما في إنجاز مشاريع تنمويّة تدعم المرأة وخاصة النساء المعيلات والأشخاص ذوي الإعاقة وتمكنهم اقتصادياً واجتماعياً.
ومن النساء اللواتي يعملن ضمن مشاغل الجمعيّة تحدّثت انتصار السوسو عن عملها في حياكة الصوف، مبيّنة أنها تمكنت من الحصول على فرصة عمل مناسبة من خلال الجمعية، وأصبحت مدرّبة في هذا المجال تعلم الفتيات المنتسبات للجمعية على هذا النوع من الأعمال اليدوية التراثية، فيما بيّنت مؤمنة الزحيلي من قسم الخياطة أنها خضعت لتدريب ضمن الجمعية تعلمت خلاله القصّ والتفصيل والخياطة، فتمكنت من تطوير عملها لتنتج أفضل القطع.
ومن مشغل السجاد اليدوي، ذكرت هدى زرزور خريجة معهد فنون أنها وجدت من خلال الجمعية فرصة للعمل في مجال دراستها إلى جانب تعلّم حياكة السجاد اليدوي الذي يحتاج إلى لمسات فنية، منوّهة بدور الجمعية التي تأسست منذ عام 2020 لجهة الحفاظ على المهن التراثية وتعليمها للأجيال والمساهمة في تنمية المرأة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى