أخيرة

آخر الكلام

جان داية موسوعة لا تتكرّر

 

الرفيق الراحل جان داية

الياس عشّي

أكثر من مرّة ترافقنا معاً، جان داية وأنا، في التوجه إلى طرطوس وصافيتا، لنمارس هوايتنا في التواصل مع الرفقاء، والمشاركة في ندوات ثقافية كانت القاعات تضيق بالحضور.
كنت يومها عضواً في هيئة منح رتبة الأمانة، ورغم علاقتي الوطيدة مع الكاتب والباحث جان داية، ورغم مسافات الطريق التي نقطعها وحيدَين، فلم يدخل معي مرّة واحدة في حديث عن رتبة الأمانة، وعن الأعضاء المانحين، وعن الذين مُنحوا والذين لم يُمنحوا رتبة الأمانة.
كان لجان داية كلام آخر…
في أثناء الطريق كانت آثاره الأدبية تُرافقنا، بدءاً بسعيد تقي الدين، ومروراً بجبران خليل جبران والكواكبي وبطرس البستاني وغسان جديد ومحمود نعمة وغيرهم كثيرين، وانتهاء بسعاده، فتشعر، وأنت في رفقته، بأنك أمام موسوعة لا تتكرّر.
وفي الشام، ونحن معاً وراء منبر واحد، كانت همومنا مشتركة: بدءاً من فلسطين، مروراً بأزمة الثقافة، وانتهاءً بسعاده واستشرافه لمستقبل الأمة السورية والعالم العربي.
اليوم، وقد رحل الرفيق والصديق جان داية، ندرك أن تكريمه سيكون في الحفاظ على تراثه ومؤلفاته، وذلك من خلال تبويبها، ودفع مثقفي الحزب لدراستها، وحثّ الأكاديميين القوميين على تقديم أطروحاتهم الجامعية حول هذا الكمّ الهائل من المؤلفات التي تركها لنا الفقيد جان.
جان داية مكتبة بكاملها، تحمل بصماته، ورؤاه، وإيمانه بأنّ «المجتمع معرفة، والمعرفة قوة».
لترقد روحك بسلام يا حضرة الرفيق، والبقاء للأمة…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى