مقالات وآراء

بين الأمس واليوم 5 أيلول 1978…

‭}‬ معن بشور
قبل 46 عاماً بدأت في منتجع كمب ديفيد في الولايات المتحدة محادثات سرية بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس حكومة الكيان الصهيوني مناحيم بيغن برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر وهي المحادثات التي أفضت الى اتفاق إطار بين الجانبين جرى توقيعه في 17سبتمبر/ أيلول، وكان تمهيداً لما سُمّي بـ «معاهدة سلام» في 26 مارس/ آذار 1979.
عقد الحكام العرب رداً على كمب ديفيد قمة في بغداد في أكتوبر/ تشرين الأول حاولت أن تثني السادات عن مساره الخطير، وذهب خلال انعقاد القمة وفد برئاسة رئيس وزراء لبنان الراحل قبل أيام الدكتور سليم الحص لإقناع السادات بالتراجع عن هذا المسار الذي لم تشهد المنطقة بعده إلا الحروب والفتن بين الأقطار وداخلها.. لأنّ خروج مصر عن دورها القيادي في الأمة والإقليم يفقدهما نقطة التوازن الرئيسية…
ورغم قرارات قطع العلاقات بين الدول العربية بين الدول العربية ومصر.. ورغم إعلان ميثاق العمل القومي بين العراق وسورية على طريق الوحدة والذي لم يُكتب له ان يعيش أكثر من عدة أشهر، ورغم قيام جبهة الصمود والتصدي التي واجهت الدول الأعضاء فيها (سورية، العراق، ليبيا، الجزائر، اليمن الديمقراطية، منظمة التحرير الفلسطينية،) حروباً وفتناً أدّت إلى تعطيل دورها.. لتدخل الأمة العربية والإسلامية في عقود مظلمة يمكن أن نطلق عنواناً رئيسياً لها، هو إبعاد مصر عن أمّتها وإبعاد الأمّة عن مصر..
لكن التراجع في هذه العقود لم يحل دون إشراقتين…
الإشراقة الأولى تمثلت بتحوّل المقاومة في الأمّة إلى رقم صعب في المعادلة الإقليمية والدولية، خصوصاً بعد دعم واضح من القوى الحية في الأمة، وبعد قيام الجمهورية الاسلامية في إيران ومساندتها الكبيرة للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
والإشراقة الثانية هي رفض جماهير الأمّة وقواها الحيّة، لا سيّما في مصر، لمنظومة التطبيع وتحويل مقاطعة العدو وداعميه إلى حركة شعبية واسعة..
نستعيد تلك الأيام في وقت يبدو أنّ الكيان الغاصب الذي لم يلتزم منذ 1978 حتى اليوم، بالكثير من القرارات، لا سيّما تلك المتعلقة بمعبري رفح وفيلادلفيا واللذين شكّل احتلالهما من قبل العدو قبل أشهر انتهاكاً صريحاً لبنود الاتفاقيات الملحقة بمعاهدة «كمب دايفيد» المرفوضة أصلاً من شعبنا العربي، والمتصلة بالمعابر بين غزّة ومصر وحصر الإشراف عليها من الطرفين المصري والفلسطيني.
إنّ عيون أبناء الأمّة كلها شاخصة إلى مصر التي أدركت أنّ الحرب على غزّة والمستمرة منذ 11 شهراً كانت في أحد أهدافها تهديداً للأمن القومي العربي لأمّتنا، لا سيّما لأمن مصر القومي، وأنّ الردّ المصري مطلوب أن يكون قوياً يصل الى إلغاء اتفاقيات كمب ديفيد وان يكون الدعم العربي واٍلاسلامي لمصر أيضاً دعماً ملموساً على عدّة مستويات…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى