أخيرة

دبوس

حذار، حذار من التردّد

 

سيضطروننا إلى خوض المعركة الكبرى رغم أننا لا نريدها الآن، الفرق بيننا وبين هذا العدو، أننا لم نخرج بعد من قدراتنا إلّا النزر اليسير، بينما أخرج هو كلّ قدراته…
سيضطروننا إلى التدفق عبر الحدود بالملايين، أسود العراق، ونمور اليمن، ونشامى الأردن، سيجعلون كلّ عراقي وكلّ يمني وكلّ أردني، ولربما كلّ عربي وكلّ مسلم يشعر في صميم ذاته بأنّ الأمر غدا بين يديه، وأنّ السكين قد وصل الى الرقبة، وأنّ كلّ امرئ أصبح مصيره بين يديه، وأنّ عليه ان يمتشق السلاح، وينطلق الى المقتلة العظمى، وأنّ الأمور إنْ أنيطت بأصحاب العقد والحلّ فالويل لنا، وأنّ القرار والنصر هو بأيدي الشباب والفتية ذوي القلوب النظيفة الصافية، والهامات العالية، والعضلات المفتولة، والنفوس المتحفّزة،
ونحن في هذا الخضمّ التاريخي، والذي سيسفر عن متغيّرات هائلة، نعرض على الملك الأردني ان يتملّص من الهيمنة الأميركية، وينأى بنفسه بعيداً عن أعداء الأمة، وينسحب من هاتيك التحالفات المزرية مع أعداء الأمّة، ونحن بدورنا نضمن له عرشاً دستورياً هو وعائلته، وليتنحّ جانباً حتى يتمكّن مغاوير الأمة من العراق واليمن والأردن وغيرهم من إشعال أطول جبهة مع هذا العدو القاتل، والذي إذا قيّض له أن يحدث، فسيكون في طيّات ذلك نهاية هذا الكيان السريعة والحاسمة، ونتعهّد بالإبقاء على عبدالله الثاني وأولاده وعائلته ملكاً دستورياً الى ما لا نهاية، وهو عرض كريم إلى أبعد الحدود، لأنّ الأيام تحمل في طياتها زوال الكيان، وهذا الزوال أضحى قريباً، وأقرب كثيرأ مما يتصوّر الكثيرين، وهذا الزوال سيجرف معه كلّ الأنظمة التي واكبت إنشاء الكيان، لزوم حمايته، والإبقاء عليه، وتأمين حدوده…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى