الوطن

سلام من القاهرة: لبنان يئنُّ تحتَ الأزمات المرشَّحة للتفاقم

رأى وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، خلال كلمته في الدورة العاديّة 114 للمجلس الاقتصاديّ والاجتماعيّ المُنعقد في القاهرة على مستوى وزراء، إلى أنّ «مجلسَنا هذا يتحمّلُ مسؤوليّةً كبرى في إرساء التعاون وتكريس الجهود المشترَكة لخدمة المجتمع العربيّ الذي يحملُ ضمن كياناته قدراتٍ ضخمة يتوجّبُ توجيهها في الإتّجاه الصحيح والبنّاء».
وأشارَ إلى أنّ «التاريخَ الحديث أثبتَ أن قوة الدول لم تعد تقاس بتفوقها العسكريّ وإنما بقدراتها الاقتصاديّة وتطور صناعاتها، وبمدى تحقيقها الاكتفاء الذاتيّ، إلى جانب مناعتها بوجه العواصف والأزمات الاقتصاديّة الشتّى»، لافتاً إلى أنّ العالمَ العربيّ «يمتلكُ، بدوله كافّة، قدرات اقتصاديّة لا مثيلَ لها ومكامن قوة جعلته ولا تزال محط أطماع الكثيرين، بما له من موارد طبيعيّة وقدرات بشريّة وموقع جغرافيّ مميَّز يُمسك فيه بعدد من أهمّ بوّابات العالم، بحريّاً وبريّاً، ولقد ضاعت منّا فرص كثيرة للارتقاء بهذا الكيان العربيّ إلى مصاف أهم التكتّلات الاقتصاديّة في العالم، فلا نضيّع مزيداً من الوقت لأنّنا لم نعد نملكُ ترفَه».
وقال إنّ «لبنانَ من مؤسِّسي الجامعة العربيّة، وقد كان له إسهامات على مدار السنين في تطوير العمل العربيّ، واعتماد سياسة الأخوّة والتعاون مع أشقائنا العرب كافّة من دون استثناء، ولبنان الذي تعرفونه أيّها السادة، يئنُّ اليومَ تحت سلسلة من الأزمات التي توالت عليه خلال العقد المنصرم، ولا يزالُ لغاية تاريخه في أفق مسدود، يتطلّب مساندتكم بدرجة أولى».
وتابع «يمرُّ لبنان كما تعلمون بأسوأ أزماته الاقتصاديّة على مرّ تاريخه، وتُعتبرُ أزمته من الأزمات الأكثر حدّة في العالم، معطوفةً على الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، وخلّف خسائر كبيرة لا نزالُ نعيشُ تداعياتها الأليمة حتى يومنا هذا، وأتت الحرب التي لا تزالُ دائرةً مع الأسف في فلسطين ولبنان لتصبَّ الزيت على نار الأزمة الاقتصاديّة اللبنانيّة المتدهورة أصلاً، والتي أصابت شراراتها كلَّ مقومات الاقتصاد اللبنانيّ، وصولاً إلى أوضاع اجتماعيّة صعبة وخطيرة جدّاً، إنْ لم نقل مأسوية، وهي أزمات مرشحة للتفاقم إنْ لم تُمَد يد الدعم والرعاية الأخويّة بسرعة وبحكمة».
ودعا سلام المجتمعين إلى ألاّ يتركوا لبنان «يتخبّطُ وحيداً، نحن لسنا بلداً مفلساً، ولا بلد الطلبات الكثيرة، نحنُ بلدٌ اعتبر حلقة ضعيفة، ووضع تحت ضغوطات إقليميّة ودوليّة سمحت للفساد والمفسدين أن يدمّرو بلداً غنيّاً بنعَمٍ كثيرة لها أهميّة لا تُثمَّن ماديّاً أو معنويّاً ضمنَ الأسرةِ العربيّة الكبيرة».
وجدّد سلام «النداء الطارئ باسم الشعب اللبنانيّ التوّاق إلى إعادة بناء بلده وتكوين سُلطاته الدستوريّة، وانتظام العمل السياسيّ والإداريّ»، مشيراً إلى أنَّ «الطريقَ إلى التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والإصلاحات وبناء المؤسَّسات، التزامٌ وواجبٌ على الدول العربيّة جميعاً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى