دردشة صباحية
الرسّام واللوحة العارية
يكتبها الياس عشي
ماذا لو أراد رسّام عربيّ أن ينقل، عبر لوحة، حقيقة الموقف العربي ممّا جرى، وما زال يجري، في غزّة، ورفح، والضفة الغربية؟ ماهي الألوان التي سيختارها؟ ومن هم أبطالها؟
أسئلة كثيرة راودتني، ولم أرَ جواباً عنها إلّا بعد أن قرأت الطرفة التالية:
«ذُهلت الطبقة الراقية في بريطانيا، حين تزوّج دوق عريق من حسناء راقصة، وزادت دهشتهم حين عرضت في إحدى معارض الرسم، صورة كبيرة للدوقة وهي عارية، كما ولدتها أمها. فاشتدّ غضب الدوق، فقالت له زوجته:
لست أدري ماذا يغضبك، صدّقني، ليس في الأمر ما يريب، فقد اعتمد الرسّام في رسمها على ذاكرته!»
ترى… لو عاد الرسّام إلى ذاكرته، واستعرض الموقف العربي المتخاذل، والمتردّد، والضعيف، لدى الأكثرية من دول العالم العربي، لو فعل ذلك لبان العريُ واضحاً، وانكشف المستور، وصحّ في ما قاله نزار قباني؛ تاريخنا كلّه كربلاء.