أخيرة
دردشة صباحية
رسالة دافئة للسوريين النازحين عن أرضهم
يكتبها الياس عشّي
قرأت لأحدهم مقطعاً يصف بأسطر قليلة، ولكنها مفعمة بالدفء، حبَّ أبيه لأرضه، مقطعاً يصلح ليكون أيقونة لكلّ الذين تركوا أرضهم إمّا ملزمين وإمّا مختارين:
«… لم تكن الزراعة بالنسبة لأبي وسيلة يحصّل بها لقمة عيشه (…)، بل كانت هي الحياة. إنها وهبته كلّ شيء: المأكل، والملبس، والمأوى، والعمل القاسي، والراحة، والحبّ، والأولاد، والحزن، والانتصار، والأمل. كان أبي واقعاً في غرام أمّنا الأرض، ومع أنها كانت أحياناً تحبط آماله؛ فقد أحبّها بشغف».
أيها السوريون التائهون على أرصفة عالم متحجّر القلب، أنانيّ، مكابر، عالم لا يحبكم، ولا يحترمكم، ولم يقرأ تاريخ أمتكم العظيمة، عودوا إلى ملاعب طفولتكم، وستكون أمُّكم الأرضُ في طليعة من يفتح ذراعيه ليضمَّكم.