المزارعون: أضرار في القمح والشعير وباقي الحبوب

البقاع ـ أحمد موسى

لا يزال لبنان يعيش حالة من عدم الاستقرار المناخي منذ بداية الأسبوع الفائت صاحبته كتل هوائية رطبة في طبقات الجو أدت إلى حدوث عواصف رعدية وهطول امطار بغزارة في مختلف المناطق اللبنانية.

وقد تحولت الأمطار الغزيرة في البقاع إلى سيول جارفة، سدّت مسارب وقنوات تصريف المياه على الطرقات بفعل انسدادها بالأتربة والأوساخ، ما حوّل طرقات البقاع إلى بحيرات، وغمرت المياه سهوله الزراعية التي أصيبت ببعض الأضرار في القمح والشعير.

كما أنّ تلكؤ المتعهدين الذين تركوا أشغالهم قبل استكمالها إلى مصائد للموت بين المنازل كما هو حاصل في بلدة لوسيا في البقاع الغربي، حيث أعرب رئيس بلديتها أحمد الجاروش عن «امتعاضه» من تلك الأشغال التي وجد فيها «ظلم بحق أبناء المنطقة من دون أنّ يكترث المعنيون لذلك.

ورغم أنّ هذه الأمطار روت السهول والحقول الزراعية العطشى، بأكثر من 50 ملليمتراً من المياه، لا سيما حقول البطاطا وبساتين الأشجار المثمرة، إلا أنها أصابت بعض المزروعات بأضرار كبيرة، نتيجة تساقط زخات من البرد التي أتلفت شتول الخضار المزروعة في تلك المنطقة.

وقد قامت «البناء» بجولة في منطقة البقاع والتقت بعض المزارعين لاستيضاح تأثير الأمطار على مزروعاتهم.

يقف المزارع توفيق صالح البقاع الغربي وسط حقله متفقداً ما أصابه من ضرر بعدما غمرت المياه حقل البطاطا فيما حقول القمح جعلتها غزارة المياه نياماً.

ويتحدث صالح عن الأثر السلبي الكبير لهذه الأمطار على القمح والشعير، إذ يتحول لون حبات القمح إلى أسود، كما تلحق الأمطار ضرراً كبيراً «ببالة القش».

ويفيد المزارع عماد الغندور بأنّ «هذه الأمطار لها تأثيرها المباشر وغير المباشر في هكذا موسم من شهر أيار، فتأثيرها المباشر هو على الخيار الربيعي، ومعروف أنّ الأمطار تضعف شتلة الخيار ما يؤدي إلى إصابتها بالآفات ومهاجمتها من الحشرات عند توقف المطر، وهذا ما يحمّل المزارع كلفة مالية إضافية من خلال الأدوية التي يتم رش النباتات بها لوقف التدهور الحاصل، كذلك الأمر بالنسبة للكوسا، لكنّ يبقى الضرر الأكبر على المزروعات الحبوبية كالقمح والشعير، فهذه الأمطار تؤدي إلى إلحاق الضرر الكبير بهذه المزروعات، فبعد توقف الأمطار بأيام يظهر اللون الأسود على سنابل القمح ما يعني إعطابها».

إمام

من جهته، يشير المهندس سليمان الإمام إلى أنّ للأمطار أثراً سلبياً على بعض المحاصيل التي وصلت إلى مرحلة الجفاف الحصاد لأنها تؤدي إلى التعفن صدأ القمح مثلا ، مهيباً بالمزارعين حصد المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير.

ويضيف: «إنّ بعض أشجار الزيتون بخاصة في المناطق المرتفعة لا تزال مزهرة ويمكن أن تتسبب الامطار بسقوط تلك الأزهار وغسل المياسم».

وفيما قطعت الطريق الدولية باتجاه القاع للحظات، بالأتربة والحجارة، كان النصيب الأكبر لبلدة راس بعلبك، حيث كان السيل جارفا وأدى إلى سقوط بعض جدران الدعم.

وقد ناشد أهالي البلدة الدولة والمعنيين إيجاد حلول لهذه السيول التي تحصل كلّ عام وتؤدي إلى أضرار في المزروعات والخوف من دخول المياه إلى المنازل وإقامة السدود في الوديان التي يستفيد منها المزارعون، ورأى البعض أنّه على وزارة الزراعة ان تقوم بتحريج الجبال لمنع حصول السيول.

زعيتر

وبعد شكاوى الأهالي الملحة، جال وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر على منطقة البقاع الشمالي معايناً الأضرار التي حلّت بالمزروعات والممتلكات بعد موجة السيول، واعداً بتقديم حلولٍ جذرية، ورافقه في جولته عددٌ من رؤساء البلديات وفعاليات المنطقة.

وأكد زعيتر أنّ «منطقة البقاع عاشت أحلك الظروف التي مرت على لبنان، وقد أثبتت وحدتها وتضامنها رغم كل الصعوبات الحياتية والاجتماعية التي تتعرض لها المنطقة نتيجة العوامل الطبيعية، ومهما فعلنا تبقى هذه العوامل هي الأقوى، ومن واجبنا في وزارة الأشغال العامة أن نقوم بما يمليه علينا واجبنا الإنساني». وأضاف: «عرضت هذا الموضوع على مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ولم يتخذ بعد أي قرار بعد بهذا الخصوص، في حين كان هناك تجاوب حول الأضرار التي أصابت منشآت رسمية وبرك وأحواض مياه وجدران وهي مبنية ضمن الأملاك العامة ومسؤوليتنا أن نتحرك فوراً، وعلينا تلافي ما قد يحصل مستقبلا للتخفيف من هذه الأضرار وتحمل مسؤولية ما جرى ولو لم يكن ذلك من صلاحية وزارة الأشغال العامة».

ولم تقتصر الأضرار على الطرقات والمزروعات فقط، بل طالت أيضا خيم النازحين السوريين في المنطقة التي تسربت إليها المياه بشكل كبير وأغرقت محتوياتها ما زاد من معاناة هؤلاء النازحين الذين يواجهون أصلا، ظروفا صعبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى