«تجمُّع اللجان»: ما يجري في غزّة استكمالٌ لما جرى في بيروت عام 82
استعرضَ «تجمُّع اللجان والروابط الشعبيّة» في بيان لمناسبة «ذكرى احتلال بيروت وانطلاق المقاومة»، ظروفَ تلكَ المرحلة ودخول دبّابات قوّاتِ الاحتلال «الإسرائيليّ» مدينة بيروت في 15 أيلول 1982 وارتكاب العدوّ وعملائه مجزرة صبرا وشاتيلا، التي مرَّ عليها 42 عاماً من دون أيّ حساب أو عقاب.
أضافَ «في ذلك اليوم أيضاً رفعنا في الساعات الأولى لتوغُّل قوّات الاحتلال شوارع العاصمة، شعاراً تمَّت ترجمتُه على الأرض في كلّ أحياء بيروت وهو «ليس من العار أنَّ تدخلَ قوّاتُ العدوّ أرضَنا، لكنَّ العارَ كلّ العار ألاَّ نُطلق النارَ عليها» وكانَ من أول علامات ترجمة هذا الشعار على الأرض هو تصدّي شباب «الرابطة» في الطريق الجديدة مع أهالي المنطقة لمنع تقدّم قوّات الاحتلال على محور المدينة الرياضية – كليّة الهندسة في جامعة بيروت العربيّة واستشهد عضوا الرابطة الشابّان الشهيدان محمد الصيداني وعصام اليسير، وتم منع قوات الاحتلال من التقدم على ذلك المحور لتنطلق بعد تلك المعركة مقاومة باسلة امتدّت إلى كلّ احياء العاصمة فاضطرَ العدوّ للانسحاب بعد أقل من أسبوعين فيما قواته تردّد عبر مكبرات الصوت: «يا أهلَ بيروت لا تطلقوا النار علينا فنحنُ منسحبون من مدينتكم». ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن ما تزال المقاومة مستمرّة يُشارك فيها أبطال المقاومة الإسلاميّة والقوميّة والوطنيّة مؤكّدين أنَّ المقاومة هي فعل تراكميّ تكامليّ لا تقتصر على منطقة من دون أخرى، ولا على جهّة من دون أخرى، حتّى باتَت اليوم رقماً صعباً في معادلة الصراع وباتَت فاعليّتها كبيرة وتأثيرها هامّاً داخل كيان العدوّ وفي كلّ الساحات».
وأعربَ التجمُّع عن اعتزازه أنَّه كان «جزءاً من مقاومة شعبيّة واسعة توّجت أيّاماً من الحصار على بيروت، وخاضَت معارك التصدّي للاحتلال ولتداعياته كافّة، ولا سيَّما اتفاق 17 أيّار المشؤوم، كما يعتّزُ التجمّع أنَّه بقي أميناً لنهج المقاومة ولأبطالها على كلّ صعيد، حريصاً على الالتفاف حولها، لبنانيّاً وعربيّاً وعالميّاً، عبرَ العديد من المبادرات التي أطلقها خلال العقود الماضية، والتي لم تقتصر على المقاومة في لبنان بل شملَت كلَّ مقاومة للاحتلال».
ورأى أنَّ «ما يجري في قطاع غزّة خصوصاً، وفلسطين عموماً، استكمالٌ طبيعيّ لما جرى في بيروت ولبنان قبل 42 عاماً، وهو مقاومة باسلة تقود حتماً إلى النصر»، معتبراً أنَّ «المسانَدة اللبنانيّة لملحمة «طوفان الأقصى» تعبيرٌ جاد عن رسالة لبنان الإنسانية في الانتصار لكلّ مظلوم أو مضطَهد أو محتلّ، ولا يُمكن أن نعزلَ لبنان عن رسالته، كما لا يُمكن أن نفصلَ رسالته عن الانتصار لكلّ مظلوم».
وختم التجمُّع بتحيّة لشهدائه «في ملحمة بيروت 1982» وعاهدهم «بأنّنا باقون على عهد فلسطين والعروبة والنهضة والعدالة حتّى التحرير الكامل والانتصار المؤزَّر».