ميقاتي زار برّي ووزارة الصحة: طلبنا انعقاد مجلس الأمن
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّه طلب دعوة مجلس الأمن الدوليّ للانعقاد بشكلٍ عاجلٍ لبحث تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، ووجّه إلى تقديم شكوى في المجلس، سائلاً «أين المجتمع الدوليّ والأمم المتحدة أمام الإجرام في غزّة ولبنان؟».
كلام ميقاتي جاء خلال زيارته أمس وزارة الصحة (قبل الجولة الثانية من عمليّة تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكيّة) موضحاً «أنّنا هنا لكيّ نقيّم الدور الكبير الذي لعبته وزارة الصحة» جرّاء العدوان «الإسرائيليّ» عبر تفجير أجهزة الاتصال. ولفت إلى أنّه سيجول على المستشفيات، مطمئناً «اللبنانيين إلى أنّ توافد الجرحى إلى المستشفيات توقف الآن».
وأكّد أنّه «لا يمكن لأّي إنسان أن يعبّر عن وحشيّة هذه الجريمة»، موضحاً «أنّنا في حربٍ مستمرة بالنظر إلى ما يعيشه أهلنا في الجنوب منذ 11 شهراً».
وكان ميقاتي التقى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث جرى عرضٌ لتطوّرات الأوضاع السياسيّة والميدانيّة ولا سيّما بعد العدوان السبراني «الإسرائيليّ».
وبعد اللقاء اكتفى ميقاتي بالقول «من الطبيعيّ في هذه الظروف أن أتشاور مع دولة الرئيس نبيه برّي بالأوضاع الراهنة تكلمنا وناقشنا كلّ الأمور».
على صعيدٍ آخر، أعلنت الدائرة الإعلاميّة لرئاسة الجمهوريّة العراقيّة في بيان، أنّ رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، أجرى أمس اتصالاً هاتفياً مع ميقاتي. ودان بشدّة، خلال الاتصال الهاتفيّ، الاعتداء الذي تعرّض له لبنان أول من أمس، والذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، معتبراً إيّاه «تطوّراً خطيراً، ومحاولات تصعيديّة غير مقبولة بالمرّة لتوسيع دائرة الحرب والعدوان، ما يسحب انعكاساتٍ خطيرة على أمن المنطقة واستقرارها».
وأكّد تعاطف العراق مع الشعب اللبنانيّ في هذه المحنة، مشيراً إلى «استعداد العراق لتقديم كلّ أنواع المساعدات الإنسانيّة والطبيّة إلى الجرحى»، معرباً عن تعازيه إلى ذوي الضحايا بهذا الهجوم.
كما لفت «إلى دعم العراق لترسيخ أمن واستقرار لبنان ورفض الاعتداء عليه»، مؤكّداً «ضرورة تحمّل المجتمع الدوليّ لمسؤوليّاته القانونيّة والأخلاقيّة بوقف الحرب على الشعب الفلسطينيّ خصوصاً في قطاع غزّة ومنع أيّ محاولة لتوسيع دائرة الصراع».
من جانبه، أعرب ميقاتي عن عميق شكره وتقديره إلى العراق شعباً وحكومة «على مواقفه الثابتة والداعمة للبنان في مختلف التحدّيات التي واجهته في أوقاتٍ سابقة».
كذلك تلقى رئيس الحكومة اتصالاً من وزير خارجيّة تركيا هاكان فيدان الذي نقل إليه تحيّات الرئيس رجب طيب أردوغان وتضامنه مع لبنان في هذا الظرف الصعب واستعداد تركيا لمدّ لبنان بكلّ المساعدات اللازمة لتجاوز المحنة الراهنة.
وقد عبّر رئيس الحكومة في تصريح عن «شكر لبنان وتقديره لكلّ الدول التي عبّرت عن تضامنها معه في هذه الظروف الصعبة وهي الأردن والعراق وتركيا ومصر وسورية وإيران».
كما أشاد بالوحدة الوطنيّة التي تجلّت أول من أمس، بعد الحادث الجلل الذي حصل، مؤكّداً أنّ «هذه الوحدة هي الردّ الأقوى على العدوان الإسرائيليّ على لبنان وشعبه». وحيّا كلّ الطاقم الطبيّ في لبنان، مستشفيات وأطباء وممرّضين ومسعفين وإداريين، الذين «أثبتوا بوقفتهم المشرّفة منذ يوم (أول من) أمس، أنّ الروح الوطنيّة أقوى من كلّ شرّ وأنّ الإنسانيّة فوق كلّ اعتبار». كما حيّا رئيس الحكومة وزير الصّحة فراس الأبيض والوزارة على «العمل الاستثنائيّ في إدارة هذه الازمة الطبيّة العصيبة التي يعيشها لبنان والتي سيتجاوزها اللبنانيّون بتضامنهم ووحدتهم».
واستقبل ميقاتي في السرايا رئيس «اللقاء الديموقراطيّ» النائب تيمور جنبلاط على رأس وفدٍ من اللقاء والحزب التقدميّ الاشتراكيّ. ثمّ وزير البيئة ناصر ياسين ووفداً من «هيئة تنمية العلاقات الاقتصاديّة اللبنانيّة الخليجيّة». كما التقى بحضور الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة، وفداً من «المجلس الدستوريّ» برئاسة رئيس المجلس القاضي طنّوس مشلب، دعاه لحضور ورشة عمل لمناسبة مرور ثلاثين عاماً على بدء عمل المجلس وذلك في 3 تشرين الأول المقبل.