أخيرة

آخر الكلام

غزّة… على لائحة الشرف*

‬ الياس عشي

غزّةُ… اسم آخر يُضاف على لائحة الشرف.
من قبلُ دير ياسين، كفر قاسم، قانا، مارون الراس، جنّين، وعشرات من أسماء المدن والبيارات التي يتغرغر بها الأطفال وهم يبحثون، بين الركام، عن أترابهم، أو آبائهم، أو أمّهاتهم، أو كلّ هؤلاء معاً، بعد أن دفنهم «شعب الله المختار» وهم أحياء.
جامعة الدول العربية… اسم آخر يضاف إلى لائحة الخزي والعار. من قبلُ: كامب دايڤد، وأوسلو، ووادي عربة، والدفرسوار، والكيلو متر مئة وواحد، والتطبيع.
***
وتبقى، أنت المؤمن بوقفات العزّ، وبتاريخك الحضاري المتألق، مستعدّاً كي تحضن ربيعاً آخر لا تسري في عروقه نقطة نفط واحدة، ولا يتدروَش بعباءة واحدة، ولا يستعطي درهماً واحداً.
وتبقى، أنت المؤمن بأن «لا عدوّ يقاتلنا في وطننا وديننا وحقّنا سوى اليهود» مُصرّاً على رفض كلّ الاجتماعات الفولكلورية التي يعقدها «القادة العرب» الذين لم يقدّموا لمقاتلي غزّة سوى الرسائل الإنشائية. وهم، منذ أن تحوّلت غزّة إلى معتقل، لم يفكّروا في بناء ملجأ واحد يحمي أبناءها من عربدة الطيران الحربي الإسرائيلي.
***
اليوم تاريخك يا غزّة يكتبه شهداؤك. لا فضل لأحد إلا لهم. لا سيف يقطع سوى سيفهم. كلّ المنابر مزوّرة إلا منابرهم. كلّ الاجتماعات تعقد لحماية «إسرائيل». وكلّ الأنفاق ستفتح أمامك يا غزّة… أليس المنتصر هو الذي يضع قواعد اللعبة؟
***
ألستِ أنتِ من قال فيها محمود درويش:
«… وليست غزّةُ أغنى المدن، وليست أرقى المدن، ولكنها تعادل تاريخ أمّة، لأنها أشدُّنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه».

*نشر هذا المقال بتاريخ 24/11/2011 وأعيد نشره اليوم بدون أيّ تعديل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى