النحات السوري إبراهيم حبيب فن الأيقونة ينبع من صلب الفن السوري
تتفرّد سورية بكونها من أوائل الدول التي أبدعت فن رسم الأيقونة، وأسهمت بنقله إلى العالم، فمنذ القرن السادس الميلادي بدأت تظهر تزيينات تصويرية من الفسيفساء والفرسك في المعابد والكنائس ونشأ فن الأيقونات التي تجسد مواضيع دينية.
وتعود جذور هذا الفن إلى ما قبل المسيحية في العصرين اليوناني والروماني عندما قام الفنانون برسم الوجوه الإنسانية على لوحات خشبية، وكانت الأيقونة ترسم في الغالب على لوحات من الخشب وإطارها نحاسي ومواضيعها تعكس الموروث الشعبي والعقائدي والروحاني لشعوب المنطقة، وأكثر المواضيع تمثيلاً في الأيقونات مراحل حياة السيد المسيح والأحداث الدينية وصور السيدة العذراء والقديسين.
ويوضح النحات السوري إبراهيم حبيب الذي يمارس العمل النحتي للأيقونة أن الأيقونة السورية بعمقها الوجداني تتبع للكنيسة والأديرة الدينية.
ويقول حبيب إن هذا الفن ليس محصوراً للكنائس، فهو موجود خارج الكنائس ويمكن للأشخاص العاديين أن يقتنوه في منازلهم ومكاتبهم أو حتى أماكن أعمالهم، لافتاً إلى حبه لممارسة هذه المهنة لكونها تنبع من صلب الفن السوري.
ويؤكد حبيب أن سورية كرّمت هذا الفن وحافظت عليه بما يحمله من بعد روحي وإنساني، في حين عمل بعض النحاتين السوريين والفنانين التشكيليين على تكريسه في أعمالهم المتنوعة.
ويلفت حبيب إلى أن الأيقونة هي رمز وليست مادة، وهي عمل استمراري موجود من التاريخ، ومازلنا نحاول تقديمها والمحافظة عليها لتحملها الأجيال المقبلة.
ويذكر حبيب أنه وبالرغم من أن فن الأيقونة تعرّض لحروب وواجه ضغوطاً عبر التاريخ إلا أنه حافظ على استمراريته من جيل إلى جيل، من خلال فنانين يعملون لصون وحماية هذا الفن الأصيل.
يذكر أن فن الأيقونة تعرّض خلال الحرب على سورية للسرقة والخراب والتدمير، ومن الأيقونات ما تعرض لخراب ودمار في الكنائس في مدينة حلب وأعيد ترميمها على يد الفنانين التشكيليين نعمت وبشير بدوي، كما كان لوزارة الثقافة دور مهم في الحفاظ عليها من خلال توثيق الأيقونات الأثرية الموجودة لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف، بهدف حمايتها من السرقة أو التهريب.