مقالات وآراء

المواجهة مستمرة…

‬ منجد شريف

وتستمر المسيرة مهما بلغ حجم التضحيات، لإنه صراع كبير ضارب في عمق التاريخ، فوظيفة ذلك الكيان الغاصب، منذ نشأته وحتى اليوم، تشيكل جبهة استعمارية متقدمة لحفظ مصالح الاستعمار القديم والجديد إلى أطول أمد أمكن، ما سهّل عليه الحصول على الدعم المطلق منهم لمواجهة كلّ أبناء الامة العربية مجتمعين، فيما لو حصلت المعجزة باتحادهم، فكيف الحال بتفرّقهم بين دول وقوى متصدّرة للمواجهة وأخرى غارقة حتى الرأس في التطبيع والتحالف مع ذلك العدو الغاشم.
لقد شكلت المواجهة بعد طوفان الأقصى سابقة في مقارعة ذلك العدو الذي ما انفكّ يدك غزة والضفة ولبنان وسورية واليمن حتى يضمن صمود مرتزقته من المحتلين لفلسطين، عسى أن يمسح من الذاكرة ما فعلته تلك النخبة من الأبطال الميامين الذين سطروا أروع الملاحم منذ طوفان الأقصى وحتى الأمس القريب وفي كلّ الجبهات، وخاصة في غزة وجبهة الإسناد في لبنان، فذهب العدو إلى الأمام ليوظف فائض الدعم الغربي له من دول حلف الناتو ومن لفّ لفها، وليرتكب مزيداً من الإجرام والإرهاب الدولي، ولينفذ مجزرة البيجر واللاسلكي، والاغتيالات الغادرة، بعدما عجز في الميدان عن تحقيق أقلّ الإنجازات والأهداف وأقلها عودة مرتزقته إلى شمال فلسطين المحتلة.
وبعد كلّ فصل من فصول إرهابه يجد نفسه وكأنه ما زال في البداية، ذلك لأنّ البنية التنظيمية في صفوف المجاهدين قائمة على أسوأ السيناريوات، بمعنى أنّ كلّ الاحتمالات واردة وتعويض كلّ الخسارات ليس صعباً على رجال أعاروا جماجمهم لله، فالشهادة هي الخاتمة السعيدة ووسام الشرف لكلّ مقاوم أمضى عمره في الجهاد ومقارعة العدو.
الصراع مستمرّ وليس أمام العدو إلا الرضوخ والذهاب إلى وقف العدوان على غزة والضفة وكلّ فلسطين، فمهما بلغت التضحيات لنا في الإمام الحسين عليه السلام أسوة، فإن كان وقف العدوان في غزة لا يحصل إلا بالتضحيات الجسام، فيا مواجهة العدوان خذينا، وإن كانت مجازر العدو واغتيالاته جعلته يظنّ للحظة بأنه حقق ضربة في الصميم فهو واهم لأنّ المواجهة لا تزال مستمرة، وهناك الكثير مما ينتظره في الآتي من الأيام، ولن يستطيع العدو تحقيق أيّ هدف مهما تفنّن في مجازره، وبكلّ القدرات الداعمة له من الدول التي جنّدته لتلك الوظيفة الاستعمارية، فلدينا من الإيمان والعقيدة والعمل ما يكفي لتستمر المواجهة إلى حيث نشتهي ولا يشتهي العدو، ولنا ملء الثقة بتلك العقول والزنود، وذلك الإيمان الراسخ بقرب النصر والنيل من أعداء الله والأديان والأنبياء والإنسانية جمعاء، سننهض وسيكمل المجاهدون الدرب بعزم وقوة وصلابة، بعد إستخلاص العبرة والتعامل مع كلّ المستجدات الأخيرة، بما يتلاءم والمرحلة وما تتطلبه.
إنها جولة من معركة طويلة، وحتماً سيكون النصر لمن حمل راية الحق والعدل والإيمان والوطنية والإنسانية، وإنْ غداً لناظره قريب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى