المؤرخة د.وفاء الطفيلي وقعت كتابها «الكيان اللبناني 1943 – 1958» برعاية المرتضى
نظّم “مجلس بعلبك الثقافي” حفل توقيع لكتاب المؤرّخة الدكتورة وفاء محمد الطفيلي “الكيان اللبناني بين الاستقلال الوطني والوحدة العربية 1943- 1958”، في قاعة الدكتور حبيب الجمال، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى ممثلاً بالفنانة الدكتورة خولة الطفيلي، وحضور رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، وحشد من الفاعليات الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية والاجتماعية.
ورأى رئيس “مجلس بعلبك الثقافي” حاتم شريف، أن “الثقافة والعلم من أهم عناصر رقي الأفراد والمجتمعات، فالحكم على إنسان معين هو بمقدار ما يملك من رصيد معرفي وثقافي، إضافة إلى قوام السلوك والخلق الذي يتسم به. يطلق على الإنسان المثقف اسم الحاذق، ولاكتساب هذه المعرفة لا بد من اتباع مساق أصبح مشتركاً بين جميع التخصصات الدراسية، أما العلم فهو المعرفة التي تقوم على أسس وقواعد صحيحة، والفرق أن كل علم ثقافة، وليس كل ثقافة علماً”.
واعتبر أن «كل مولود فكريّ سيحول كل قوة منهكة بنقائض المجتمع إلى طاقة إيجابية يحتم السير عبر خطوط عامة ليتسنى استثمارها وتمريرها من معتقل اليأس إلى بناء عالم ملوّن بالإشراق والحب والأمل. وهكذا فعلت الدكتورة وفاء التي ستجيبنا عن تساؤلاتنا حول مولودها الذي يتناول حقبة من تاريخنا اللبناني».
وقالت الدكتورة خولة الطفيلي، ممثلة المرتضى، إن «التاريخ هو ذاكرة الأمم أو معمل كبير لتجارب البشرية، يحفل بمعادلات النجاح لمن يُحسن صياغتها. والمؤرخ الجيد يجب أن يكون شجاعاً غير فاسد، حراً صديقاً للحقيقة، مَن يسمّي الأبيض أبيض، والأسود أسود، لا يعطي ولا يحجب عن أي شخص من باب المحاباة أو العداوة، ولا يؤخذ بالعاطفة، قاض عادل غريب عن الجميع، ليس من بلد، ملزم فقط بقوانينه الخاصة، لا يعترف بأي حاكم، ولا يهتم أبداً بما قد يقوله هذا أو ذاك عنه، بل يروي كل شيء بأمانة».
وختمت: «نحن اليوم نشارك معكم في مجلس بعلبك الثقافي توقيع كتاب الدكتورة وفاء الطفيلي، وهو كتاب عن التاريخ تحت عنوان الكيان اللبناني 1943 1958، والذي أرجو أن يضيء وبصدق عن التاريخ اللبناني، مبارك لنا ولها».
وأكدت المؤرخة الدكتورة وفاء الطفيلي أن كتابها هو “نتائج جهود حثيثة، وسهر مضنٍ كي يرى النور بأسلوب سهل وسلس لكل متلقٍ، مع الإصرار والتأكيد على إيصال المعلومة بكل صدق وحرفية كي تكون مرجعاً لكل متعطش للمعرفة”.
وأشارت إلى فصول الكتاب السبعة التي جمعت فيها «التحوّلات والتطورات التي أدت إلى قيام دولة لبنان، والاعتراف به كسيد حر مستقل، وأدوار كل من مصر، سورية، السعودية والعراق، وأيضا دور بريطانيا وفرنسا في الانتخابات وولادة الميثاق الوطني. ثم موقف لبنان من السياسة العربية ومن مشاريع الوحدة العربية وصولاً إلى تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، والكيان اللبناني بين القضايا اللبنانية ومشروع سورية الكبرى بين عامي 1946 و1949 والموقف من سياسة الأحلاف والمعاهدات مع الدول العربية والأجنبية، وعلاقة لبنان بدول الجوار وتأثيرها على الأوضاع الداخلية، لا سيما تنازل الرئيس بشارة الخوري عن الحكم والأوضاع بعد اغتيال رياض الصلح والملك عبدالله، ثم السياسة الدوليّة وأثرها على الأوضاع اللبنانية على الصعيدين الداخلي والخارجي في عهد الرئيس شمعون، وموقف لبنان من العدوان الثلاثي على مصر، وصولاً إلى موقف الرئيس شمعون ولبنان من المشاريع الغربية والوحدة المصرية السورية وقيام الجمهورية العربية المتحدة، وصولاً إلى ظروف انتخاب اللواء فؤاد شهاب، والتسوية العربية والدولية».
وختمت: «السؤال الذي يطرح نفسه، هل لا زلنا نعيش دوامة الطوائفية والمناطقية، الجواب في طيات الكتاب الذي أضعه بين يدي كل متصفح نهم للمعرفة والجرأة والحوار، على أمل أن يتغير هذا التاريخ الذي فُرِض علينا بقياسات قد يراها الآخرون تبعاً لقياساتهم وأهوائهم وانتماءاتهم الدينية والفكرية والاجتماعية والثقافية».
وفي الختام وقَّعت المحتفى بإصدارها نسخات من كتابها للحضور.