صاروخ تل أبيب
صباح أمس، كشفت المقاومة عن إطلاق صاروخ باليستي من طراز قادر 1 نحو مقرّ جهاز الموساد في تل أبيب، واعترف كيان الاحتلال بالعملية وقال إنه أسقط الصاروخ بعدما تصدّى له بواسطة مقلاع داود، لكن الصاروخ تسبّب مع إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب الكبرى وغوش دان بنزول مليوني مستوطن إلى الملاجئ.
من الواضح أن إرسال صاروخ واحد يجعل إسقاطه أسهل من رزمة صاروخيّة يقدر حزب الله على إرسالها ويعرف قادة الكيان أنه قد يفعل ذلك قريباً، وأن إرسال الصاروخ إعلان نيات بهذا الاتجاه.
يعرف قادة الكيان أنه يكفي تكرار إرسال الصاروخ منفرداً كل صباح وإسقاطه سوف يكون حرب استنزاف قائمة بحدّ ذاتها، تنهك المليونين من المستوطنين الذين سوف ينزلون إلى الملاجئ او يعيدون ترتيب أوقات حركتهم بعدما ينتظرون انتهاء محنة الصاروخ اليوميّ، حتى لو بقي إطلاقه إلى المساء. وبذلك يضيف حزب الله الى التهجير الآخذ في الاتساع استنزاف إنزال المستوطنين إلى الملاجئ في العمق دون الدخول في حرب مدن واستهداف المدنيين فيها، وهو ما لا يملك الكيان مكافئاً له وقد اختبر خرق جدار الصوت فوق العاصمة وواصل اللبنانيون دورة حياتهم العادية.
عملياً، يقول حزب الله إنه استعاد زمام المبادرة وإنه يضيّق الخناق على عنق الكيان كل يوم، وإنه رغم الخسائر والجراح والآلام قد حوّل تحدّي توسيع نطاق الحرب ومداها إلى فرصة، وها هي منطقة شمال تل أبيب تتحوّل منطقة تهجير محتمل يزداد عدد الذين يغادرونها كل يوم، بينما يزداد ضغط الهجرة المعاكسة على مطار بن غوريون، كما تقول الصور.
يضع حزب الله الكيان وقادته بين خياري الذهاب إلى درجة أعلى من الحرب، سواء عبر حرب المدن التي يعرف الكيان كلفتها القاسية على عمقه، رغم كلفتها القاسية على لبنان، وأن البادئ بها سيخسر في بيئته ويتحمّل عبء الخسائر القاسية التي تتسبب بها، أو عبر العمل العسكري البري الذي يحذّر كبار ضباط جيش الاحتلال من مخاطره مقارنة بما جرى ويجري في حرب غزة، والجيش أضعف مما كان عليه عندما دخل حرب غزة وحزب الله أقوى بمرات مما كانت حماس في أول أيام الحرب، ومقارنة بحرب تموز 2006 والحزب أقوى بكثير، وجيش الاحتلال خسر في غزة الكثير.
الكيان أمام أوقات حاسمة وقد فشلت الضربة القاضية بإسقاط المقاومة، فهل يذهب للقبول بشروط المقاومة لاتفاق في غزة، قبل أن يصل صاروخ مشابه إلى تل أبيب ويستهدف الموساد وينجح؟
التعليق السياسي