أولى

لمصلحة من دخول إيران الحرب؟

– تنتشر تعليقات ومداخلات تحت عنوان “أين إيران؟”، ويذهب البعض للقول إن إيران تخلّت عن حزب الله والمقاومة بعدما تخلّت عن حركة حماس، لأنها لم تدخل الحرب، والكلام يشمل سورية طبعاً رغم ما تعيشه من ظروف قاسية، فهل من مصلحة حزب الله والمقاومة دخول إيران الحرب، وهل تحتاج المقاومة هذا التدخل؟
– خلال حرب تموز 2006 اتخذ الرئيس السوريّ الدكتور بشار الأسد قرار الدخول على خط الحرب إذا احتاجت المقاومة ذلك، وترك القرار للسيد حسن نصرالله انطلاقاً من تقدير مشترك بأن دخول دولة في حرب يعني تسريعاً لوقف نار سوف يشكّل سقفاً لما بعد الحرب تكون المقاومة قد تحوّلت معه إلى ملحق لمعادلة دولية إقليمية جديدة، والدول مهما كانت مستقلة وقويّة تبقى عرضة لحسابات تتصل بدورة حياة مواطنيها ومصارفها وتجارتها وأمنها بما يجعل حساباتها مختلفة عن حركات المقاومة، وانتصرت المقاومة دون الحاجة لتفعيل هذا القرار، وبقي الدعم السوريّ اللامحدود عاملاً من عوامل هذا النصر لكن دون تقييد المقاومة بسقف للنصر.
– إيران اليوم في وضع مشابه، كما كان كلام السيد نصرالله عن الاستعداد لتجاوز معادلة الربح بالنقاط وتفعيل مرحلة الاحتمالات المفتوحة، ومن ضمنها قلب الطاولة والحرب الكبرى إذا تعرّضت المقاومة في غزة لخطر الهزيمة، عندما قال إن كل الاحتمالات مفتوحة بلحاظ أمرين، سلوك الاحتلال تجاه المدنيين ومستقبل غزة وفق معادلة ممنوع هزيمة المقاومة، وبمسمّى حماس خصوصاً، لأن للخروج من معادلة الربح بالنقاط تبعات وعواقب ومخاطر، تفضل المقاومة تفاديها، ولا تذهب إليها إلا رغماً عنها لتفادي الأسوأ وهو هزيمة غزة، لكن المقاومة في غزة تجاوزت دائرة الخطر وهي تثبت قدرة الاستمرار والصمود أكثر فأكثر.
– السؤال هو هل تحتاج المقاومة في لبنان إلى دعم إيران، وهي تملك الأسلحة ذاتها التي تمتلكها إيران مع فارق قرب المسافة من الأهداف في فلسطين المحتلة، وتملك جسماً مقاتلاً فيه فائض بشريّ عن حاجة الجبهة، ولديه خبرة قتاليّة متواصلة خلال عقدين، ويعرف الاحتلال عن قرب وعن كثب، والتدخّل الإيراني عن بُعد لا يفعل سوى إنتاج سقف يُلغي حركات المقاومة ويجعلها مجرّد ملحقات لمعادلة دوليّة إقليميّة لا مصلحة لها بها.
– بنيامين نتنياهو هو مَن يحتاج إلى دخول إيران الحرب، وما يرتّبه ذلك من دخول أميركيّ للحرب، والخروج بوقف نار بين “إسرائيل” وإيران انتصار إسرائيليّ كبير، يقول إن حركات المقاومة فشلت وإن “إسرائيل” بحجم إيران كدولتين كبيرتين في الإقليم، فهل يناسب ذلك مَن يريد الخير لفلسطين والمقاومة؟
– الذين يساهمون بخلق رأي عام ضاغط لصالح إشراك إيران في الحرب مباشرة، يمنحون نتنياهو بوعي أو بدون وعي الفرصة الذهبيّة للخروج من المأزق.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى