قنديل لـ«توب نيوز»: لا دخول روسياً لأوكرانيا ولا أسلحة نوعية للجربا
رأى رئيس تحرير صحيفة «البناء» اللبنانية ناصر قنديل في حديثه عن التطورات السياسية والعسكرية على الساحة الأوكرانية «أن الوضع الأوكراني محكوم بعدة قواعد أولها أن اختبارات القوة التي أجراها كل من الروسي والأميركي لا يمكن معها الذهاب إلى الحرب المفتوحة والمواجهة المباشرة بين الطرفين». مضيفاً: «أن هذا حدث عندما أتت الأساطيل إلى الساحل السوري وحسمت يومها المعادلة أن أميركا خرجت من فكرة الحرب والضربة العسكرية لأنها أعجز من أن تخوضها، فلا ذهاب إلى اشتباك مباشر يترجم بأمرين: التزام أميركي بعدم توقيع أي اتفاقية لدخول السلطة الأوكرانية الجديدة في حلف الناتو الذي يعتبر قرار حرب في مقابل التزام موسكو عدم إدخال الجيش الروسي إلى أوكرانيا».
وأضاف قنديل في السياق نفسه أن «في قلب هذه المعادلة روسيا حسمت أمر شبه جزيرة القرم حيث ورقة القوة الروسية التي تمكنها من فرض شروطها للدفع بصيغة فيديرالية للدولة الأوكرانية وإلا فإن الحكومة الجديدة في أوكرانيا ستأخذ البلاد إلى التشظي والحرب الأهلية التي أيضاً ستقود في النهاية إلى صيغة كونفيديرالية».
وتناول قنديل الوضع في سورية على الصعيدين السياسي والعسكري والتي شهدت تطورات كبيرة في الآونة الأخيرة أهمها ما جرى في حمص الذي هو أكبر بكثير مما يمكن أن يعطيه المحللون لمنطقة هي أبعد ما يمكن الإثبات أن فيها تدخلاً أجنبياً بسبب عدم وجودها على الحدود». وشرح قنديل الأهمية الإستراتيجية لحمص في المعادلة الداخلية قائلاً: «حمص التي تربط الساحل بدمشق وجنوب سورية عن شمالها والتي أعلنوها عاصمة للثورة، عندما ينسحب منها 5000 مقاتل، هذا انسحاب لا يمكن أن يربط بضعف القدرة والحيلة على الحصار»، مضيفاً: «الذي مات في حمص إرادة القتال، فالمرتزق هو من يهرب أما أصحاب العقيدة الذين يقاتلون لهدف وينظرون بعدها أن الأسباب التي دفعتهم لحمل السلاح انهارت، كيف له أن يقاتل؟».
أما عن انعكاسات التطورات السورية على لبنان بالتزامن مع موعد الاستحقاق الرئاسي رأى قنديل «أن الحسم السريع والمبهر لمعركة القلمون بالتشارك بين المقاومة والجيش السوري عملق مكانة حزب الله، بالإضافة لقدرته على إعادة انجاز توازن الردع حيث يوجد استحالة لتجاوزه في معادلات المنطقة أو التهويل عليه بالفراغ»، مؤكداً أن «كلما طال الوقت فالمتغيرات في مصلحته».
وحول الارتباك والقلق السعوديين في ظل هذه المتغيرات الداخلية والخارجية الجديدة أوضح قنديل «أن السعودي عاجز عن الدخول في مرحلة التفاوض في سورية»، مضيفاً: «السعودي كان على خط المفاوضات في حمص القديمة، وهو الجهة الوحيدة القادرة على إعطاء الأوامر لـ«الجبهة الإسلامية» الذي يتولى دعمها والتي تملك مجموعات في حمص القديمة وفي ريف حلب والتي ستتولى نقل المساعدات إلى نبّل والزهراء».
وحول الأبعاد الدولية لما حصل في حمص، اعتبر قنديل «أن البعد الأكبر من اتفاق حمص والذي كان السعودي في واجهته هو موافقة فرنسية أميركية تقاطعت مع التفاوض الجاري بين السعودية وإيران في المنطقة»، لافتاً إلى «أن السعودية أصبحت تفاوض في سورية على تخفيف الخسائر وليس تحقيق المكاسب».
وسأل قنديل قائلاً: «هل ترضى السعودية أن تخرج بخفي حنين في سورية»؟، أجاب: «هذا وارد إذا ربحت مصر كتعويض بديل، أو تنفيذ طلبها بأن يطبق على المسلحين الحوثيين في اليمن شيء شبيه بما طبق في سورية».