أخيرة

آخر الكلام

الرثاء للأموات… والسيد حسن ما زال بيننا

يكتبها الياس عشي

تساءلت وأنا أتهيأ لرثاء السيّد حسن: كيف أرثي رجلاً ما زال بيننا، وما زال صوته يتجوّل بين أودية الجنوب وهضابه، يهيب بنا أن نقاتل، أن يكون لنا شرف الموت، أن نعيش وقفات العزّ.
ماذا أقول، وسيّد الرجال منذ ثلاثين عاماً يعيش في عيوننا، ويسكن ذاكرتنا، ويمشي بنا من انتصار إلى انتصار، ويرسم لنا طريق العودة إلى فلسطين؟
ماذا أقول، وسيّد المقاومة أعاد فلسطين إلى الواجهة عبر غزّة، غيّر قواعد اللعبة في عواصم العالم، أحدث شرخاً بين الناس الطيّبين وحكّامهم، قاد لبنان إلى النصر في مواجهات ثلاث، أعاد للعلَم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية حضورهما.
الرثاء يا سيّد حسن صيغة لا تليق بك، فأنت ستبقى في لبنان، وستبقى في سورية، وستبقى مع كلّ الذين آمنوا بأنّ الحياة وقفة عزّ واحدة، وستبقى خطبك خارطة طريق لتحقيق ما هدفت إليه، وعملت له، وآمنت به.
بعد مئة عام، بعد ألف عام، سيبقى السيّد حسن، علامة فارقة في الكبرياء، والعزّة، والصمود.
بعد مئة عام، بعد ألف عام، ستروي الجدّة لأحفادها قصة رجل آمن بالله، وآمن بشعبه، وترك بصماته في كلّ مكان قبل أن يرحل.
لترقد روحك بسلام، والبقاء للأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى