الوطن

الأمين الصادق قدّم روحه فداءً للبنان وغزّة وفلسطين / سيّد المقاومة شهيداً على طريق القدس بعدوانٍ غادرٍ على الضاحية / حدادٌ عام ومواقف ثمّنت تضحيات نصرالله وعاهدت بمواصلة المقاومة

نعى حزب الله أول من أمس، أمينه العام السيّد حسن نصر الله الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس نتيجة العدوان «الإسرائيليّ» الهمجيّ البربريّ الغادر على مركز الحزب في محلّة حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
وقال الحزب في بيان النعي «سماحة السيّد، سيّد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربّه ورضوانه شهيداً عظيماً قائداً بطلاً مقداماً شجاعاً حكيماً مستبصراً مؤمناً، ملتحقاً بقافلة شهداء كربلاء النورانيّة الخالدة في المسيرة الإلهيّة الإيمانيّة على خطى الأنبياء والأئمّة الشهداء».
أضاف «لقد التحق سماحة السيّد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من ثلاثين عاماً، قادهم فيها من نصرٍ إلى نصرٍ مستخلفاً سيّد شهداء المقاومة الإسلاميّة عام 1992 حتّى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهيّ المؤزّر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولاً إلى معركة الإسناد والبطولة دعماً لفلسطين وغزّة والشعب الفلسطينيّ المظلوم».
وتابع «إنّنا نعزّي صاحب العصر والزمان (عج) ووليّ أمر المسلمين الإمام السيّد علي الخامنئيّ، دام ظلّه، والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمّة المقاومة وشعبنا اللبنانيّ الصابر والمجاهد والأمّة الإسلاميّة جمعاء وكلّ الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة، ونبارك لسماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، رضوان الله عليه، نيله أرفع الأوسمة الإلهيّة، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقاً أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيداً على طريق القدس وفلسطين، ونعزّي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدّس إثر الغارة الصهيونيّة الغادرة على الضاحية الجنوبيّة».
وأكّد «أنّ قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدوّ وإسناداً لغزّة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه الصامد والشريف»
وختم «وإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلاميّة المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيّد الشهيد المفدّى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرّة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيّد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطّه ونهجه المقدّس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتّى الانتصار».
ونزل هذا الخبر كالزلزال على لبنان بكلّ شرائحه وأطيافه السياسيّة، وعمّ الذهول مناصري حزب الله وجمهور المقاومة الذي بكاه بدمعٍ مدرارٍ وأسىً يعتمر القلوب وخرج في تظاهرات عفويّة من شدّة الحزن في مناطق عدّة، مندّداً بغدر عصابات جيش العدوّ والجريمة البشعة التي دمّرت فيها بواسطة أطنانٍ من المتفجّرات حملتها طائراته في صواريخ ثقيلة، 6 بنايات بساكنيها، لتصل إلى مكان تواجد السيّد نصرالله الذي كان في اجتماعٍ مع قادة من الحزب وبعض مسؤولي محور المقاومة.
ونعت شخصيّات وأحزابٌ وقوى وطنيّة وقوميّة السيّد الشهيد، مسلّطةً الضوء على مميّزات شخصيّته النادرة وحكمته وسعة بصيرته وعمق تفكيره وإنجازاته وقيادته المقاومة ولبنان من نصرٍ إلى آخر على العدوّ الصهيونيّ، منذ توليه الأمانة العامّة لحزب الله وعلى مدى اثني وثلاثين عاماً توّجها الأمين الصادق، بتقديم روحه ذبيحةً فداءً للبنان وغزّة وفلسطين والأمّة.
وأصدر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مذكرةً أعلن فيها الحداد الرسميّ على السيّد نصرالله وجاء في نص المذكّرة «على أثر استشهاد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي انضمّ إلى قافلة الشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان الإسرائيليّ والآثم على لبنان، يعلن الحداد الرسميّ أيّام الإثنين والثلاثاء والأربعاء في 30 أيلول و1 و2 تشرين الأول المقبل تنكّس خلالها الأعلام على سائر الإدارات الرسميّة والمؤسّسات العامّة والبلديّات، وتعدّل البرامج العاديّة في محطّات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم. ويكون يوم تشييع الشهيد الكبير، يوم توقّف عن العمل في جميع الإدارات العامّة والبلديّات والمؤسّسات العامّة والخاصّة”.
وفي ردود الفعل اعتبر الرئيس العماد ميشال عون، أنّه باستشهاد السيّد نصر الله، يفقد لبنان قائداً مميّزاً وصادقاً، قاد المقاومة الوطنيّة على دروب النصر والتحرير؛ فكان أميناً لوعده، وفيّاً لشعبه الذي بادله حبّاً وثقةً والتزاماً. وإذا كانت يد العدوّ قد نالت منه وهو في منتصف مسيرته الوطنيّة، فإنّه سيلاقي ربّه مطمئناً لما حقّقه طوال سنوات من النضال والمقاومة إلى أن سلّم الأمانة إلى شبابٍ لم يبخلوا يوماً بدمائهم دفاعاً عن أرضهم”.
أضاف “وفيما أفتقد على الصعيد الشخصيّ صديقاً شريفاً كانت لي معه وقفات عدّة لمصلحة لبنان وشعبه، أرى أنّ ما يشهده وطننا من مخاطر نتيجة العدوان الإسرائيليّ المستمرّ، يتطلّب الارتقاء إلى أعلى مستوى من التضامن الوطنيّ الذي يحمي وحدتنا ويحصّنها، لأنّ بها الخلاص الحقيقيّ”.
وختم “أسكن الله الشهيد الكبير فسيح جنانه والعزاء لعائلته، للمقاومة، لكلّ محبّيه ولكّل لبنان”.
ونعى الرئيس العماد إميل لحّود السيّد نصر الله وقال “يؤلمنا أن نتوجّه بهذه السطور لننعي الأمين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصرالله، وهو شخصيّة استثنائيّة لطالما اعتبر الشعب اللبنانيّ كلّه عائلته الكبيرة، وعاش حياته كلّها دفاعاً عن مبادئه ووطنه وشعبه، وكان رمزاً في الأخلاق والهدوء والرصانة، على الرغم من روحه الطيّبة والمرحة التي كانت قادرة على طمأنة الشعب اللبنانيّ في محطّاتٍ كثيرة”.
أضاف “كان السيّد الحبيب عصاميّاً مترفّعاً عن الماديّات والسلطة، ومقتنعاً بقضيّته حتّى قدّم أغلى ما عنده، أيّ نجله، دفاعاً عن هذه القضيّة وعن أرض الوطن. لقد انتظر السيّد هذه اللحظة طويلاً، وهي انضمامه إلى ابنه وإلى قافلة الشهداء، وقد منحنا في حياته الوسام الأغلى وهو لقب “الرئيس المقاوم”، ونعده بأن نبقى على العهد، تماماً كما كانت الأجيال التي نشأت على نهجه في خلال 30 عاماً من قيادة حكيمة، وهؤلاء المقاومون لن يهادنوا ولن ينسوا، ومن خلالهم ستبقى ذكراك مع رفاقك وجميع من سقطوا في مواجهة هذا العدوّ”.
وقال “خسرناك يا سيّد على هذه الأرض، ولكن كسبناك نجماً ساطعاً في تاريخ المقاومين عبر التاريخ لأنّ اسمك سيتخلّد من خلال الانتصار الحتميّ على هذا العدوّ الذي، على الرغم من كلّ ما يحصل اليوم من همجيّة، لن ينقذ نفسه من هذا المصير طالما هناك رجال أمثالك مرّوا على هذه الأرض».
وختم لحّود “لا أقول لك يا أخي العزيز وداعاً، بل إلى اللقاء، وحتّى ذلك الحين ستبقى حاضراً في ما أنجزت وفي ما زرعت من كرامةٍ وعزّةٍ في هذا الشعب”.
بدوره، نعى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي السيّد نصرالله، وجاء في بيان النعي “يا ابن موسى الصدر والمدرسة حسينيّة كربلائيّة مقاومة. يا أخي، أيّها المجاهد القائد القائم السيّد الشهيد .أول مرة تخلف وعداً وتغادر من دون موعد. أكتب إليك في عليائك وتخنقني العبرة وأنا الذي مسّني الشوق لرؤيتك ومنعني لهيب النار من لقائك. ثلاثةٌ وثلاثون من العمر سويّاً، أنت منّا ونحن منك ولم يحل بيننا أثقال جبال”.
أضاف “أكتب إليك في وداعك وتتوه الكلمات وأنا الذي كسرني الرحيل بشهادتك وأخذني أنين الروح في رثائك. أهكذا تتحقّق الأمنية؟ يا من كانت أقصى أمنياته أن يحقّق هذا الشرف…شهيداً”.
وتابع “كلّ الكلمات التى يمكن أن تقال في وداعك تبقى قاصرة أمام قامتك وعمامتك. كلّ الكلمات التي يمكن أن تقال في وداعك أصغر من هامتك التي لم تنحن إلاّ لله عزّ وجلّ. كلّ الكلمات التي يمكن أن تقال تعجز عن وصف حبّك للوطن. انتماء الشرف وولاء العزّ والفخار والمجد… إنّا لله وإنّا إليه راجعون”.
وتلقّى الرئيس برّي سيلاً من الاتصالات المعزّية باستشهاد السيّد نصر الله.
وقال الرئيس الدكتور حسّان دياب في بيان “على قدر الحزن والألم لاستشهاد رجل بحجم الشهيد الكبير السيّد حسن نصر الله، فإنّ ما ناله من شرف الشهادة كان يتطلّع إليه ويتمنّاه. خسرنا رمزاً تاريخيّاً من رموز المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ، كرّس في عقول اللبنانيين والعرب المؤمنين بقضيّة فلسطين، أنّ هزيمة الاحتلال الإسرائيليّ ليست مستحيلة، وأنّ قوّة الإرادة والتصميم يمكن أن تصنع المعجزات”.
وتابع “صعبٌ جدّاً اختزال نعي الشهيد الكبير ببيان، لأنّ مسيرته كانت حافلة وستترك بصماتها عميقةً في تاريخ لبنان وفي فكر المقاومة ومسارها، وستترك تأثيرها العميق أيضاً في مستقبل المواجهة مع هذا العدوّ الذي يرتكب الإبادة الجماعيّة في فلسطين ولبنان. رحم الله الشهيد الكبير، وحمى الله لبنان من شرور العدوان”.
واعتبر الرئيس سعد الحريري أنّ اغتيال السيّد نصر الله “أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة” وقال “إنّه عملٌ جبانٌ مدانٌ جملةً وتفصيلاً من قبلنا، نحن الذين دفعنا غالياً من أحبّتنا حين صار الاغتيال بديلاً للسياسة”.
أضاف “رحم الله السيّد حسن وأخلص التعازي لعائلته ورفاقه. اختلفنا كثيراً مع الراحل وحزبه والتقينا قليلاً، لكن كان لبنان خيمة الجميع، وفي هذه المرحلة البالغة الصعوبة تبقى وحدتنا وتضامننا الأساس. لبنان يبقى فوق الجميع. فوق الأحزاب والطوائف والمصالح مهما كانت. وتخفيف معاناة شعبنا وأهلنا من كلّ المناطق أولويّة وطنيّة، لا حزبيّة ولا طائفيّة ولا فئويّة. والحفاظ على لبنان وطناً لكلّ أبنائه لا يتم إلا بوحدتنا جميعاً. المطلوب الآن من الجميع التعالي فوق الخلافات والأنانيّات للوصول ببلدنا إلى شاطئ الأمان”.
وكتب وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على حسابه على موقع “اكس”، أنّه “مثلما كان سماحة السيّد الشهيد في رثاء الشهداء المقاومين يقف جبّاراً دامي القلب مجهشاً بالأسى، من غير أن تنكسر له إرادة أو تلتوي إصبع، هكذا علينا أن نفعل نحن اليوم أمام هول الفاجعة، فلا ندع الحزن يغلب فينا عزيمة الصمود، ولا نترك للضعف أن يتسلّل إلى ثقتنا بالنصر.» وأكّد “أنّ ‏المقاومين صادقون مثل سيّدهم الشهيد والمقاومة ستنتصر ولبنان لن يركع”.
وكتب وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميّة “هنيئاً لنا أنّنا عشنا في زمنك… نحن لا نهزم، عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر”.
ووجّه وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان تعازيه إلى اللبنانيين وإلى البيئة الحاضنة للمقاومة باستشهاد السيّد نصر الله الذي “قضى حياته مؤمناً بالقضايا الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة والفلسطينيّة، مقاوماً للعدوّ الإسرائيليّ”.
ونعى الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان السيّد نصر الله وقال “ستبقى سيّد المقاومة في القلوب والأذهان وفي كلّ الميادين”.
وتوجه النائب فيصل كرامي عبر منصة “إكس” إلى السيّد نصرالله قائلاً “‏يا سماحة السيّد، يا الصدق كلّ الصدق، يا الأخلاق كلّ الأخلاق، يا الإيمان كلّ الإيمان، يا شهيدنا الكبير أنت، يا سيّد الكلام أيّ كلامٍ بوسعه أن يرثيك وأنت كنت من كنت. سنشتاق إليك وكلّ لبنان سيشتاق إليك”.
ووصف رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل السيّد نصرالله بـ”المقاوم والشريف وجبل الصبر”، وتقدّم بالتعزية من حزب الله وأهله ومن جميع اللبنانيين الذين حزنوا على غيابه في لبنان والعالم، لافتاً إلى أنّ “الخسارة كبيرة علينا جميعاً وأكبر بكثير في قلبنا”.
وأكد الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصريّ” النائب الدكتور أسامة سعد، أنّ “شهادة السيّد نصرالله لن تكون نهايةً لإستراتيجيّات المقاومة التي ساهم بفكره المستنير في صياغتها وترسيخها، إنّما فاتحة مرحلة جديدة من الصراع مع العدوّ ومن الفعل المقاوم الذي لا ينتهي إلاّ بانتصار الحقّ على الباطل وبعودة فلسطين إلى أهلها وأمّتها”.
ونعى النائب الدكتور قاسم هاشم السيّد نصر الله وقال “ماذا نقول فيك وأنت ملأت الدنيا بحضورك وستبقى حاضراً على الرغم من الغياب. فأيّ كلام يبقى عاجزاً عن التعبير وإيفائك بعضاً ممّا تمتلك من قيم الشهامة والرجولة والنضال. فكما كنت تعمل لأجله نلته وارتقيت شهيداً في عزّ مواجهة العدوّ الإسرائيليّ لهزيمة مشروعه ومن أجل فلسطين وكرامة وحماية وعزّة لبنان”.
وتابع “نمْ قرير العين يا سيّد الشهداء ستفتقدك الساحات والجبهات لكنّ طيفك سيعطي زخماً وقوّةً لاستمرار نهج المقاومة في كلّ لحظة تتطلّب هزيمة أعداء الوطن والأمّة”.
وقال النائب جهاد الصمد “رحمك الله يا سيّد السادة أنت ورفاقك الأبرار».
وقال نائب رئيس مجلس النوّاب الأسبق إيلي الفرزلي في بيان “سماحة السيّد حسن نصر الله المنتصر للحريّة والحق، العقل المبدع، الأصيل الظافر، تخسرك أمّة العرب قائداً ملهماً بطلاً شجاعاً آسراً، غير أنّ اسمك سيبقى خالداً في سجّل الشرف والعطاء الوطنيّ والقوميّ”.
وأشار النائب السابق وليد جنبلاط إلى أنّ السيّد نصر الله “انضمّ ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين”. وتقدّم بالتعزية من حزب الله وجمهوره كما حيّا أرواح المدنيين الأبرياء.
وكتب رئيس “الحزب الديمقراطيّ اللبنانيّ” النائب السابق طلال أرسلان عبر منصة “إكس”، قائلاً: “رحل الحبيب والأخ، رمز المقاومة والمقاومين في العصر الحديث، رحل تاركاً خلفه مدرسة من العزّ والكرامة والمقاومة، ليس الوقت للحزن الآن ولا للبكاء، الوقت للنهوض ولإكمال المسيرة والصمود”.
وقال الأمين العام لـ”حركة النضال اللبنانيّ – العربيّ” النائب السابق فيصل الداود في بيان “ارتقى اليوم سيّد الشهداء، سيّد الشرفاء، الأمين القائد الذي لن يتكرّر، السيّد حسن نصر الله، رمز البطولة وهيبة القيادة وتواضع الإنسان القادر، رجل الجهاد الحقيقيّ والتضحية في سبيل القضية”.
وأضاف “ستبقى رمزاً لكلّ المناضلين المقاومين المؤمنين. الرحمة لروحك وأرواح الشهداء الأبرار، الشهادة عزّ وخلود”.
وتقدّم الوزير السابق وديع الخازن، في بيان، بأحرّ التعازي إلى جميع اللبنانيين الأحرار، ولعوائل الشهداء، ولجمهور حزب الله باستشهاد السيّد نصر الله “سيّد الشهداء، الذي بذل حياته وفاءً لقضايا أمّته ووطنه وشعبه وعاش مبادئه حتّى الاستشهاد”.
ورأى “أنّ شهادته أرفع وسام يناله المؤمن”، معتبراً “أنّ خسارة لا تعوّض. إلاّ أنّ روحه البطوليّة ستبقى حاضرةً في وجدان محبّيه، وستكون مصدر إلهام لكلّ من يؤمن بلبنان وطناً حرّاً”، مؤكّداً “أمام هذا الحدث الجلل وهذا الحزن الذي يعمّ مساحة الوطن”، ضرورة الوحدة الوطنيّة.
كذلك، نعت الأمانة العامّة لمؤتمر الأحزاب العربيّة السيّد نصرالله، وقال الأمين العام قاسم صالح في بيان: “فقدَ لبنان والعالمان العربيّ والإسلاميّ وكلّ أحرار العالم قائداً عظيماً صادقاً أميناً، تشهد له ساحات النزال ومقارعة الأعداء، شهيداً مقبل غير مدبر على طريق القدس الذي عشقها وعشقته وارتقى في سبيلها بعد ثلاثين عاماً ونيّف من الجهاد الصادق قضاها في ميدان المعركة حاملاً فيها لواء المقاومة الحقّة والوفاء الأصيل والشجاعة الفريدة والإرادة الثابتة”.
وأضاف “واجه العدوّ الصهيونيّ والأميركيّ بكلّ بأس وقوّة مقدّماً فلذة كبده هادي شهيداً من أجل فلسطين إلى أن قدّم روحه الطاهرة بصدقٍ وإباءٍ دفاعاً عن قضايا الأمّة وحقوقها صائناً ثوابتها ومدافعاً عنها مستلهماً من قادةٍ سبقوه كلّ قيم الشجاعة والفداء”.
وتابع “إنّنا على ثقة كاملة بأنّ ما صنعه القائد العظيم وما زرعه من إرادة وثبات وتضحية يجعلنا على ثقة بأنّ مسيرته ستستمرّ وهو الذي علّمنا أنّنا أمّة لا تهزم. إنّ الحساب مع الكيان الصهيونيّ هو حساب مفتوح وقد تجاوز هذا الكيان بجرائمه الفظيعة ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركيّة كلّ الخطوط الحمراء وعليهم أن يدفعوا الثمن، وسوف يستمرّ حزب الله ومعه محور المقاومة إلى جانب أبطال غزّة وأبطال المقاومة الشرفاء في لبنان حتّى تحقيق النصر المبين”.
وتقدّم المؤتمر من حزب الله “العصيّ على الانكسار” ومن العالمين العربيّ والإسلاميّ ومن محور المقاومة ومن عائلة الشهيد الكبير “بأصدق التبريكات والتّعازي الحارّة بهذا الحدث الجلل ونحن على ثقة بأنّ إخوانه المجاهدين في حزب الله سيكملون مسيرته ويرفعون راية المقاومة عاليةً حتّى تحرير القدس وفلسطين كاملةً غير منقوصة، كما نعلن وقوفنا الكامل وثقتنا المطلقة بالقيادة الجديدة”.
وختم “رحم الله شهيدنا ورفاقه الأبرار والعزّة والنصر لكلّ المؤمنين بالمقاومة التحيّة لأرواح الشهداء الأبرار”.
وقالَ لقاءُ الأحزاب والقوى الوطنيّة اللبنانيّة في طرابلس “لقد خسرَت جماهيرُ شعبنا اللبنانيّ والعربيّ قائداً من الطرازِ الرفيع، كانَ عنواناً للكرامة والوحدة القوميّة والوطنيّة خلالَ مسيرةٍ طويلةٍ من النضال الذي ارتقى إلى علياء المجد والعزّة، شهيداً على طريق القدس”. وتقدّمَ بـ”أحرِّ التعازي والمواساة إلى قيادة حزب الله وعائلة شهيد الأمّة سيّد المقاومة وإلى المقاومين والمجاهدين البواسل الرابضين على ثغور الوطن”، معرباً عن ثقته “بانتصارِ الدمِ على السيف”.
ونعت هيئة الرئاسة في حركة أمل في بيانٍ إلى الأمّة والأحرار في العالمين العربيّ والإسلاميّ “رجلاً من الرجال الصادقين الذين لم يخشوا في الله لومة لائم، دفاعاً عن الحقّ والعدالة والحريّة والتحرير للأرض والإنسان في لبنان وفلسطين، وعن المعذّبين في الأرض والمحرومين من أرضهم وفي أرضهم” السيّد نصر الله.
واعتبرت “أنّ خسارة قامةٍ فذّة وشجاعة بحجم سماحة السيّد حسن نصر الله خسارة لن تفّت عضد المقاومين في مواصلة الدرب انتصاراً للحقّ ودفاعاً عن لبنان في مواجهة الإرهاب الصهيونيّ وعدوانيّته التي تجاوزت كلّ الحدود والقواعد الأخلاقيّة والإنسانيّة».
وختمت “عهدنا للشهيد السيّد ولكلّ الشهداء الذين قضوا نحبهم وللذين ينتظرون وما بدّلوا، أن نبقى الكتف على الكتف والقلب مع القلب والساعد مع الساعد ولن يزيدنا القتل والعدوان إلاّ ثباتاً دفاعاً عن لبنان”.
ونعَت “رابطة الشغيلة” برئاسة أمينها العام الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب السيّد نصر الله “الذي قادَ المقاومة مع العدوّ الصهيونيّ على مدى أكثر من ثلاثة عقود، بحكمة وشجاعة وجرأة، بما مكّنها من تحقيق الانتصار تلوَ الانتصار على العدوّ الصهيونيّ وفرض المعادلات الردعيّة بمواجهته”.
وأعربَت عن ثقتها “بقدرة المقاومة على استيعاب هذه الخسارة الكبيرة، وملء الفراغ الذي تركه استشهاد سماحة السيّد ومواصلة مسيرة المقاومة بقوّة وعزم، تماماً كما نهضَت المقاومة وتعزّزَت وازدادت قوّةً وبأساً بعد استشهادِ أمينها العام السيّد عبّاس الموسوي”.
وتوجّهت الرابطة من قيادة المقاومة والمقاومين في ميدان القتال وجمهور المقاومة، بأحرِّ التعازي والتبريكات باستشهاد السيّد نصر الله، مشيرةً إلى أنَّها “على ثقة بأنَّ هذه الشهادة ستزيدُ المقاومة قوّةً وتصميماً وعزماً على الاستمرار لتحقيقِ المزيد من الانتصارات على العدوّ الصهيونيّ”.
وقالَ الأمين العام لـ”التيار الأسعدي” المحامي معن الأسعد على وسائل التواصل الاجتماعيّ “مباركٌ لنا ولكم سيّد شهداء المقاومة. أشهدُ أنَّك المؤمن المتواضع التقيّ الورِع الساعي إلى الشهادة. رحمكَ اللهُ يا رافع لواء: ألسنا على حقّ إذاً لا نبالي إذا وقعنا على الموتِ أو وقعَ الموتُ علينا. أمّا الحربُ مع الصهيونيّ، فهي كانت وستبقى حربَ وجودٍ ولن تكونَ أبداً حربَ حدود، وبيننا وبينكم الأيّام والليالي والميدان”.
ونعى أمين الهيئة القياديّة في “حركة الناصريين المستقلّين – المرابطون” مصطفى حمدان السيّد نصر الله وقال “يا سيّد المقاومين وسيّد الثائرين والسائرين على طريق القدس. يا قائد الرضوان والمصطفى، والهادي، والجهاد، والقادر، وكلّ الشهداء، الذي جعلت من شهادتهم عشقاً لله رب العالمين وقيمة للأمّة”.
وأضاف “يا سيّد لن يلوي السفاح يدنا، هذا وعد العاقل، عاشت المقاومة اللبنانيّة، سنقصم ظهرهم، وسنهتف معك من كريات إلى ايلات، إنّه العهد والوعد وفلسطين هي الدرب والنصر المبين”.
واعتبرت القيادة المركزية لحزب “البعث العربيّ الإشتراكي” في لبنان، أنّ “الخسارة كبيرة والمصاب جلل بخسارة قائدٍ كرس حياته دفاعاً عن لبنان وأرضه وشعبه وسيادته، ونصرةً لقضيّة فلسطين، واستشهد على طريق القدس”، مشدّدةً على أنّ السيّد نصر الله “رحل ولكنّ مسيرته مستمرّةٌ ونهجه المقاوم باقٍ يستدلّ به الشرفاء والأحرار حاملي أمانة المقاومة”.
بدوره، نعى المدير العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم السيّد نصر الله وكتب على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعيّ “‏سماحة السيّد، في هذه اللحظات الصعبة، كم نحن بحاجة إلى حكمتك وعظمتك وسماحتك وعطائك. الوضع يزداد صعوبة، فاخرج إلى الناس، شدّ من أزرهم، وامنحهم نفحةً من القوّة ليواجهوا بها قلقهم وخوفهم على مستقبل يحجبه عنهم غبار انهيارات مساكنهم. اخرج إليهم بغضبك وابتسامتك التي تنزل على قلوبهم برداً وسلاماً”.
أضاف “سماحة الشهيد اخرج، لملم جراحهم وكفكف دموعهم وسر بهم إلى النصر حيث اعتادوا أن ينهوا كلّ مسيرٍ لهم معك. الناس الذين خدمتهم من أشفار العيون حتّى نجاعة الدم، سيظلّ هؤلاء أمانة الوطن في أعناق حماة الوطن”.
ونعى حزب الاتحاد السيّد نصر الله وقال في بيان “استشهد ولم يسلّم، أبقى رايات المقاومة خفّاقة، قاتل حتّى النفس الأخير بعزيمة الكبار صانعي التاريخ المجيد لهذه الأمّة. نفتقده قائداً بمسيرة التحرّر كما نفتقده حكيماً حريصاً على الوحدة الإسلاميّة والوطنيّة رافضاً كلّ انجرار لأتون الفتن القاتلة والمفككة لوحدة مجتمعاتنا الوطنيّة والعربيّة والإسلامية. كان صوت الحقّ في مواجهة الباطل”.
وختم “عزاؤنا أنّ مسيرته ستستمرّ توقّداً لأنّ هذه الدماء الزكيّة ستوقد شعلة الحريّة وستنتصر إرادة الأحرار والمقاومين”.
ونعى المجلس الإسلاميّ الشيعي الأعلى السيّد نصر الله “الذي قضى شهيداً في ملحمةٍ كربلائيّة جديدة مع طاغوت العصر وفرعونها، نصرةً للقضيّة الفلسطينيّة “ومقدّسات الأمّة عنوان شرفها وكرامتها، حيث كرّس حياته الشريفة على طريق ذات الشوكة حتى قضى شهيداً من دون تلكؤٍ أو تردّد”.
ودان مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان “ما قام به العدو الصهيوني من اغتيال السيّد حسن نصر الله، هذا العدوّ الذي يرتكب المجازر والإبادات الجماعيّة في فلسطين ولبنان”، وتقدّم من عائلته واللبنانيين بالتعازي.
وشدّد رئيس تيّار “صرخة وطن” جهاد ذبيان على أنّ “السيّد نصرالله كان وسيبقى رمزاً للعزّة والإباء والصمود ونصرة الملهوفين والمستضعفين”، مؤكّداً “البقاء على العهد والوعد بأن نحفظ المقاومة ونقف إلى جانبها ونشدّ عضد مجاهديها”.
كما صدر العديد من المواقف المندّدة باغتيال العدوّ “الإسرائيليّ” السيّد نصر الله، مثمّنةً عالياً شهادته على طريق القدس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى