أخيرة

وداعاً أبا هادي…

نعى اللقاء الإعلامي الوطني سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله، وجاء في بيان لمنسق اللقاء سمير الحسن:
يخرج الأمين المؤتمنُ سماحة السيد حسن نصرالله من عالمنا الصغير مكللاً بمجد الشهادة بعد أن ضجَّ صوته وكفاحه في ساحات النضال، ويدخلُ كريماً عزيزاً في الأذهان والوجدان ورمزاً وقدوةً تلهمنا وتسدّد خُطانا.
يزفُّ اللقاء الإعلامي الوطني شهيد العصر سماحة السيد حسن نصرالله إلى شعوب العالم المتمرّدة على الظلم والى توقِ الأحرار المنتفضين على الذلّ والى مُهَجِ المناضلين من أجل الحرية وَينعاهُ بأقلامٍ متهدّجة بالدمع وأحلامٍ متدثرة بالعِزّة وبكلمات تعبَقُ كرامةً وإباء.
يا حبيبَنا ومآلَ شوقِنا وعشقِنا، يا تَوقَنا وقيمةَ حاضِرِنا وقامةَ ماضينا،
يا حلمَ القدسِ الذي يراودُ مآقينا ونوراً بهياً التَمَعَ فوق جبين الشرق،
يا مَن أزهرَ حقاً إذا قالَ وأنبتَ عزماً إذا فَعَلَ ووَلَّدَ صدقاً إذا وَعَدَ، يا شرفَ الوطنِ إذا ثارَ ومُلهمَ الأمة اذا نهضت، اليك ترنو الأعمارُ والأنظار والإمامةُ والعمامة واليك العشقُ يدنو رافِلاً بالأمان والحبور..
يا أبا هادي… تلوذُ فلسطينُ بعباءتِك ويتدثَّرُ لبنانُ بحمايتِك فَصُدَّ عن شوقِنا المكلوم جرحَ غيابِك، يا ممعناً في سفرٍ هاجَرَ مِنَّا إلينا فأضحى حبَّنا وضاحِيةَ أرواحِنا المشتاقةِ اليك.
إِباكَ قدوتُنا يا سيِّد عند تُخومِ الشُّهب نحمِلُه، مَن سواكَ علَّمَنا وعلَّمَ فينا كيف يواجهُ الشرفاءُ الطُّغاةَ وكيف تُروَّضُ العادِياتُ العاتياتُ بيقينِ السَّعي ورهيفِ الوعي.
مُدَّنا نحن المنتظرون وحيَكَ من الضفة الأخرى حيثُ تطوافُ روحِكَ الطاهرة فنُسطِّرَ ملاحِمَ مقاومةٍ قُدَّت من مَعجَنِكَ ومعدنِكَ فأَعلَيتها برايتِك وَأَعزَزتها بهامتِك حتى صارت مدرستَنا وملهمَتَنا وَنَصلَنا الماضي وصبرَنا وقوةَ شَكيمَتِنا في مواجهة قيحِ الصهايِنة وقبحِ كيانِهم وبأسَنا ورأسَنا المرفوع ووعدَنا المَقطوع بإزالته كما أوصَيتَنا ودرَّبتنا وأعدَدتنا.
سنحملُ يا أبهى شهداء العصر يا أبا هادي ما قلتَهُ ونِلتَهُ في أقلامِنا وأحلامِنا وستشغلُ ذِكراكَ العطرةَ كلَّ الأمكنة والأزمنة التي عشتَ فيها وأعَشْتَها فينا، وفي كل وقفاتِنا وكلماتنا سيكونُ قولُكَ وحكمُكَ فصلَ الخطابِ المخضَّبِ بالحكمة والمتوّجِ بالحق.
حزنك المقيم أيها الأمينُ المؤتمنُ ومض التجلي ودمك نبع شذا الكرامة وصفحةٌ مشعَّةٌ في التاريخ وسط عتمات التخلّي عن الخير والحق والجمال، وسيثقبُ طيفُك الخالدُ في وجدان الملايين من مريديك ومحبيك حجبَ الهوان والاستسلام والرضوخ وكلما احتجنا شحنةً من غضبٍ مبارك سنستعيرُ من بريق عينيك ما يحطم مكائد العصر ويكسر أنياب الذئاب.
لن يتلاشى نبضك يا أغلى أمين في نبضِ اللقاء الإعلامي الوطني وستبقى في روحنا رغم جمرة الآخ وسَنحترفُ الطواف في فكرك وجهاد تبيينك ونَستَعذبُ نهلاً ونبتهِجُ عبّاً وارتواء ونَستَملحُ ارتِشافاً من طيوب وهجك الإبداعي الحصيف الخلاق.
أبا هادي نحن في اللقاء الإعلامي الوطني كنا على موعد معك في الثامن من تشرين الأول، ومهّدت قلوبنا الضفاف لخطوك جسراً وفُرشت لك الورودُ وأهازيجُ الابتهال، لكنك ألححت بالهجر يا عاطر الذكر وسكنت غرغرات المدامع برقاً بهيراً.
عهدنا لك أبا هادي في اللقاء الاعلامي الوطني أن نبقى صوتك المدوّي مهما حاصرتنا الجهات وساحَ القهرُ في دمنا… سنبقى بهدي إرثك الأثيل نطحنُ أسفار الزمان، وظلماتِ الأيام السحيقة وستبقى أشجع ما رأت عينٌ في واحة الحقيقة، وأبسَل مقاومٍ للمشروع الصهيوني ومؤامراته ضدّ شعبنا وأمتنا ومنارةَ العقول وراسمَ المسارات بما يخدم قضية الإنسان العادلة في بلادنا.
عليك أبا هادي منا أهل الفكر والكلمة والرأي سلام المحب اللهوف، فاهنأ حيث أنت في الفردوس الأعلى مع الشهداء والصدّيقين، وسيبقى مضمار خطوك حافلاً بالعز والكرامة تشعّ في ارواحنا مع كلّ بارق فكرة… وهيهات نجفوك او يخطر هجرُكَ في البال…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى