أولى

حزب الله يسترد عافيته

خلال يومين فقط بدأت تعود صورة حزب الله الذي كنا نعرفه قبل الضربات القاتلة التي تلقاها الحزب خلال عشرة أيام، حيث وضع البيان الذي أدلى به نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم المدماك الأول لعملية الاستنهاض، بما تضمنه من واقعية وشفافية ووضوح من جهة، وتصميم وعزم ورؤية وطمأنينة من جهة موازية.
كان حزب الله قد تلقى حزمة قاتلة تكفي كي يسقط بالضربة القاضية، بخسارة أمينه العام وزعيمه المحبوب من ملايين المؤيدين عبر العالم، وملهمه وعقله المدبّر الذي يرسم خططه وسياساته، بعدما استهدفت أغلب قياداته العسكرية والأمنية والميدانية، وقد سبقت ذلك تفجيرات تقنية في أجهزة اتصال ومناداة استهدفت الآلاف من بنيته وبيئته المباشرة، وتلت ذلك عمليات قصف مجنونة استهدفت قرى جنوب لبنان وأحياء الضاحية الجنوبية ومدن البقاع وبلداته وقراه، حصدت مئات الشهداء وآلاف الجرحى وهجّرت مليون نسمة، وبحصيلة تقدّر بعشرين ألفاً بين شهيد وجريح خلال أيام، أصيب حزب الله الذي تقدر بيئته المساندة بمليون شخص، بنسبة 2% منها، أي ما يعادل بالنسبة لليابان الذي كان عدد سكانه في الحرب العالمية الثانية بـ 65 مليون نسمة، مليوناً وثلاثمئة ألف شخص، أي خمس مرات عدد الجرحى والقتلى بالقنابل الذرية التي استهدفت هيروشيما وناكازاكي المقدّرة بربع مليون، وانتهت باستسلام اليابان في الحرب، وما يعادل بقياس عدد سكان أميركا الـ 350 مليوناً، خسارة 7 ملايين بين قتيل وجريح.
رغم ضراوة الضربة التي لحقت بحزب الله، تمكن من النهوض خلال أيام، فقد أعقب كلام الشيخ نعيم قاسم، ظهور الآلة العسكرية في قمة الانضباط والفعالية، حيث نشط الأداء الصاروخي، وصولاً الى تل أبيب التي استهدفتها أمس عشرة صواريخ بالستية، بينما كان الشمال كله تحت نيران المقاومة، وجاء الترويج لعمل عسكريّ بريّ نوعيّ لجيش الاحتلال بنتائج فضائحيّة، بعدما تعاملت معه المقاومة بما يلزم من خطط إحباط استباقية، وكانت النتيجة أن السيطرة بالنار عادت الى أيدي المقاومة، وشيئاً فشيئاً بدا أن معادلة الردع التي رسمها السيد حسن نصرالله، الضاحية مقابل تل أبيب قد بدأت تستردّ عافيتها، ومع كل استهداف للضاحية بغارات الاحتلال صواريخ تسقط على ضواحي تل أبيب الشمالية والجنوبية، لتكون تل أبيب المدينة والسكان والاقتصاد رصيداً احتياطياً لحماية العاصمة بيروت.
يستحقّ حزب الله من محبّي المقاومة وسيدها كل المساندة ليتمكن من الوقوف على قدميه واسترداد كامل عافيته، وقد صار استقرار لبنان وصارت قوة محور المقاومة، ومكانة القضية الفلسطينية رهن هذه العافية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى