وصية الجدّ ووصية الحفيد…
مختار نمير ـ مصر
ربما يكون أصعب ما أكتب في حياتي هو ما أسطّره الآن.
ارتقى سماحة السيد حسن نصر الله للقاء ربه حياً على طريق القدس في ظرف عصيب لا أظنّ أنه في تاريخ البشرية حدث أمر كهذا وفي خضمّ معركة هي الأشرس بمعاييرها وأساليبها ومدّتها وخسة ووضاعة الكيان وحلفائه… أن يرتقي قائد عام لقوات ومعه نخبه من قادة الصف الأول وفي أتون معركة ربما لا أعرف واقعة حدثت في التاريخ مشابهة حتى يسهل القياس ونخرج بنتائج أو نجري محاكاة ونتوقع احتمالات ما قد يحدث.
في مرض الرسول الأكرم كانت إحدى وصاياه… أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، كانت تلك إحدى آخر وصاياه.
حينما استشهد الحاج قاسم سليماني على يد الباغي الأميركي وأعوانه في 3 يناير/ كانون الثاني 2020 ارتفع شعار خروج الأميركي من منطقة غرب آسيا، أيّ منطقه الشرق الأوسط، ومَن رفع الشعار هو سماحه السيد حسن نصر الله الشهيد، وتراوح الأمر ما بين عمليات هنا وهناك.
الآن وبعد استشهاد سيد المقاومة لا بدّ أن توضع هذه الوصية موضع التنفيذ العملي بالطريقه التي يراها محور المقاومة. أقلّ ما نقدّمه في هذه المرحلة هدية لروح الشهيد الغالي هو خروج الأميركي من غرب آسيا، ثم ثانيا تحرير فلسطين من النهر الى البحر، والمساران الآن متلازمان…
وعليه انّ الرسول الأكرم يكون ترك لنا وصية، وبتعبير هذه الأيام ترك استراتيجية تقضي بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وها هو حفيده الغالي سماحه السيد الذي نال شرف الشهاده التي طالما طلبها سراً وعلناً، وهو ليس فقط شهيداً على طريق القدس، بل هو شاهد وشهيد لعودة القدس يترك لنا وصية أشبه بوصية جدّه يدلنا على استراتيجية الفرار من العبودية والذلة، ويدلنا على طريق الكرامة ويرسم الاستراتيجية التي آن الأوان للعمل عليها.
أخرجوا الأميركي من غرب آسيا، إن كنتم تريدون الكرامة والعزة والشرف، وقد نذر السيد حياته لهذه المعاني حتى يوم شهادته، فلا طريق أمامنا إلا أن نضع وصيته موضع التنفيذ ونعمل عليها مهما كانت التضحيات ومهما كانت الآلام، الله أقوى وأعزّ من كلّ قوى الشرّ الكيان والأميركي والناتو…
يا سماحه السيد الجميع يعرف وصيتك،
أيها الناس… أذكّركم جميعاً بوصية سماحة السيد،
أخرجوا الأميركي من غرب آسيا،
لا خلاص إلا بذلك…