أولىالكلمة الفصل

المقاومة تنتصر والنظام الأحادي ينتهي

معن حمية*

بموجب ميثاق الأمم المتحدة، تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي مسؤولية الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. ومع ذلك، فإنّ هذا المجلس لم يقم بمسؤولياته في التصدي لحروب ونزاعات شهدها العالم، خصوصاً في منطقتنا، حيث يُشكل الكيان الصهيوني بعدوانه وعنصريّته وإرهابه تهديداً للإنسانية. ورغم ذلك، لم يتّخذ مجلس الأمن إجراءات فعّالة لكبح جماح العدوان الصهيوني ضدّ شعبنا في فلسطين المحتلة ولبنان وسورية. يعود ذلك، في جزء كبير منه، إلى الهيمنة الأميركية على هذه المؤسسة الدولية، إذ أنّ الولايات المتحدة تستخدم «الفيتو» لإسقاط أيّ قرار أو بيان يدين الكيان الصهيوني ويلزمه بإنهاء احتلاله ووقف جرائمه.
اللافت أنه في ظلّ تصاعد العدوان الصهيوني وقتل المدنيين، أطفالاً ونساء وشيوخاً وصحافيين وأطباء ومسعفين، وهي جرائم موصوفة، فإنّ جلسات مجلس الأمن في هذا الصدد، وبدل أن تشكل منصات للبحث عن حلول أو إجراءات لوقف العدوان، تتحوّل لترويج السردية الصهيونية والأميركية والغربية، التي تُظهر الكيان الصهيوني في موقع الدفاع عن النفس. وهذا ما ظهر جلياً في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن (أمس الأول)، حيث عكست تصريحات مندوبي الكيان المحتلّ والولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين هذا التوجّه، ما يعني أنّ هؤلاء لا يرفّ لهم جفن من مشهد تصاعد أرقام الشهداء التي تسقط في فلسطين ولبنان وسورية نتيجة العدوان الصهيوني، في وقت يتباكون على عدوّ متغطرس موغل في حقده وإجرامه وعنصريته.
إنّ الإدارتين الأميركية والبريطانية ومَن يقف معهما من دول الغرب الاستعماري وغيرهم، هم جميعاً شركاء العدو الصهيوني في سفك دماء المدنيين، لا سيما الأطفال، حيث أنّ المجازر وجرائم القتل والإبادة تنفذ بواسطة آلة الحرب الأميركية الغربية الفتاكة.
ما هو مؤكد أنّ مجلس الأمن خاضع لهيمنة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، وهو ليس جديراً بتطبيق القانون الدولي الإنساني الذي ينتهكه العدو الصهيوني من خلال جرائمه الوحشية. ما يجعله مجلساً فاقداً للشرعية الأخلاقية والإنسانية، وهذا يحتم قيام مؤسسة دولية بديلة تحترم القانون الدولي وتصون السلم والأمن الدوليين.
انّ دول العالم الحر، التي ترفض الخضوع للغطرسة الأميركية، معنية بأن تبادر الى تعزيز أحلافها ومجموعاتها المشتركة وتعزيزها لتشكل اساساً صلباً لإقامة نظام عالمي متعدد القطبية، ينهي النظام الأحادي الذي وضع العالم كله في أتون الحروب.
تستطيع روسيا والصين مع حلفائهما خوض هذا التحدي ورسم قواعد ومعادلات دولية جديدة، تماماً كما تفعل مقاومتنا التي تخوض مواجهة شرسة على جبهة جنوب لبنان، فتفرض القواعد والمعادلات بالاجهاز على ضباط العدو وجنوده وآلياته ومحاصرته بالحديد والنار على تخوم فلسطين المحتلة.
قولاً واحداً: ثقتنا كبيرة وراسخة وقوية بالمقاومة في تحقيق الانتصار على عدونا الوجودي. لذا، فلتثق دول العالم بقدرتها على وأد النظام العالمي الأحادي القطبية القائم على الغطرسة والهيمنة الاستعماريتين.

*عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى