أولى

الوجه المشرق للعالم…

‭‬ مأمون ملاعب

ما هو موقع المسؤولية أو ما هي الصفة التي تسمح لنتنياهو بتوبيخ ماكرون؟ في لهجته والنبرة والكلمات المستعملة فوقية غير موجودة في الدبلوماسية، وما يثير العجب عدم الردّ من ماكرون علما أنّ احتقار رئيس الدولة هو احتقار لكلّ الدولة!
«إسرائيل» هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتقر كلّ المؤسسات الدولية. تدّعي احترامها حين تتأمّن لها مصلحة وتدوس على قراراتها إن حدث العكس.
رئيس وزراء «إسرائيل» هو الوحيد الذي يعتلي منبر الكونغرس من خارجه ويلقي كلمة أمام السيناتورز وينال تصفيقاً منقطع النظير!
«إسرائيل» هي الوحيدة التي تضرب قوافل المساعدات الإنسانية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والإعلاميين والصحافة ومراكز الأمم المتحدة وتقتل جنوداً منهم، ومع ذلك لا تُدان، وبالأصحّ لا يجرؤ أحد على إدانتها من خارج مَن تسمّيهم «محور الشر» وهم بفخر الشعوب الوحيدة المحترمة.
«إسرائيل» الوحيدة التي تتعامل بعجرفة وتحقر كلّ الآخرين، في مرحلة ما قرّرت تركيا، وهي حليف لـ «إسرائيل» وعضو في حلف الأطلسي، أن تكسر الحصار المفروض على غزة فأرسلت سفن مساعدات وتعاضد معها بعض الأوروبيين، لكن «إسرائيل» قامت بقصف سفينة «مرمرة» وقتلت مواطنين أتراكاً على متنها ومنعت وصول المساعدات. ماذا كان الردّ التركي؟ باستثناء الجعجعة لا شيء. واستمرّت العلاقات بينهما حتى من دون اعتذار من المعتدي؟
«إسرائيل» داست على كلّ الاتفاقات التي أبرمتها مع الآخرين ورمت باتفاقية أوسلو في النفايات، حتى لا نقول أكثر، وداست على كامب دافيد ووادي عربة ولم نسمع اعتراضاً من أيّ جهة.
يتسابق مرشحا الرئاسة في الولايات المتحدة لنيل رضاها ويتباريان في خدمتها! هي الوحيدة التي تشنّ الحروب دون أن تسأل عن كلفتها المادية. ألوف الأطنان من المتفجرات رُميت على بقعة صغيرة جداً جداً في فلسطين، وحالياً تعيد الكرة في لبنان. كلفة الحرب يُحسب لها الحساب في كلّ الدول بينما هي لا تقيم لذلك وزناً لأنّ الأسلحة والذخائر تقدّم لها كالمطر.
ما هذا اللغز؟
أهو لغز حقاً أم أنّ الجواب واضح؟
على أيّ حال حان وقت الحساب،
على الأرض شعوب اعتبرها «العالم المتحضّر» من دول الشمال، دول الإمبريالية، أنها شعوب متخلفة من دول العالم الثالث ولم تقم لها مخططات الصهيونية حساباً، وهم، الصهاينة، في غيّهم وتكبّرهم لم يفهموا ولم يدركوا طينة شعبنا وروحيته، فإذ بهم يفاجئون العالم أجمع. حفاة في اليمن يسيرون على رقاب الأطلسي. شعب محاصر في غزة لا يملك منفذاً واحداً يعيش الفقر والقهر يمرغ جيش الصهاينة بوحل العار ويطبع قدمه على جبين دولتهم. المحرومون والفقراء في لبنان من سكان الأطراف يصنعون مقاومة تقود الشرق برمّته وأول إنجازاتهم كسر العنجهية التلمودية.
هذه الحفنة اليهودية هي رجس الأرض ونبع الشرور ومصنع المآسي اصطدمت بمن لا يقيم لها وزناً بمن هو مؤهل لإنقاذ البشرية وخدمة الإنسانية وجعل وجه العالم مشرقاً…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى