أولى

لعنَ الله مَن أيقظها…

‭‬ أحمد بهجة

لا شكّ أنّ الكشف عن اعتقال صحافي «إسرائيلي» يحمل جواز سفر بريطانياً في الضاحية الجنوبية أمر خطير جداً، لكن من الجيد أنّ العيون الساهرة على الضاحية الجريحة لا تزال تقوم بعملها رغم الغارات المتواصلة التي ينفذها طيران العدو الصهيوني.
إنّ مواجهة العدو مهما كانت مُكلفة وقاسية على ناسنا وأهلنا، تبقى أهوَن بألف مرة من مواجهة عملاء الداخل الذين يروّجون الأكاذيب وينشرون الأخبار الزائفة التي لا هدف منها إلا معاونة العدو على إثارة الفتنة الداخلية، لأنّ هذا العدو لم يستطع تحقيق هدفه بإضعاف المقاومة التي يتعملق رجالها في الميدان ويمنَعون حتى النفَس عن جنود العدو على امتداد الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، وذلك رغم كلّ ما ارتكبه العدو من جرائم ضدّ بيئة المقاومة ومناطقها وجمهورها وقادتها وصولاً إلى شهيدنا الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله.
ومع الأسف الشديد فإنّ بعض الإعلام في الداخل يقدّم خدمات للعدو أكثر مما يمكن أن يقدّمها وجود صحافي «إسرائيلي» في بيروت أو في الضاحية، وهل هناك أخطر من الخبر الذي قام بترويجه تلفزيون «أم تي في» عن وجود مسلحين في مراكز الإيواء في مناطق عدة خصوصاً في بيروت، أو ما قامت به إحدى الدخيلات على الإعلام قبل أيام بالوشاية على المُسعفين، أو ما فبركَهُ نائب سابق عن هنغارات المطار! أو غير ذلك من تغريدات ومواقف لا تمتّ بأيّ صلة للعمل السياسي أو الإعلامي.
وهنا لا بدّ من مطالبة الجهات المعنية، سواء في وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام أو في الأجهزة الأمنية والقضائية، بالتحرّك الفوري لوقف مثل هذه الخروقات الخطيرة على الصعيد الوطني، واتخاذ القرارات الجريئة اللازمة على مستوى السلطة التنفيذية لقطع الطريق على هؤلاء وتوقيفهم عن العمل وإحالتهم إلى المحكمة المختصة لكي ينالوا أقصى وأقسى درجات العقاب.
وختاماً يقول المثل الشائع: «اللهم أعِنّي على أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى