معرض الكتاب السوري الثالث لعام 2024 بعنوان «نقرأ لنرتقي» في مكتبة الأسد الوطنية
وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات: معرض الكتاب يعتبر ظاهرة فكرية وثقافية مهمة جداً وميدانا لاستمرار التواصل والتلاقي الثقافي
افتتح مساء الثامن من تشرين الأول، معرض الكتاب السوري الثالث لعام 2024 بعنوان «نقرأ لنرتقي» بمشاركة 40 دار نشر عامة وخاصة قدّمت ما يقارب 10 آلاف عنوان جديد في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والفكرية والأدبية ولمختلف الشرائح العمرية، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق.
المعرض الذي يستمر لغاية الـ 19 من الشهر الحالي يرافقه برنامج ثقافي متنوّع من عروض سينمائية وحفلات موسيقية تحتفي بالتراث السوري العريق وندوات أدبية وفكرية بمشاركة باقة من المثقفين والمبدعين السوريين وبمرافقة عدد من حفلات توقيع الكتب لعدد من دور النشر العامة والخاصة.
بركات
وفي تصريح للصحافيين قالت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات إن افتتاح معرض الكتاب يعتبر ظاهرة فكرية وثقافية مهمة جداً ويأتي ضمن خطة عمل وزارة الثقافة التي تهدف إلى تعزيز الفكر والانتماء الوطني من خلال دعم دور النشر، رغم كل الظروف، موضحة أن الاجنحة التي يتضمنها المعرض شملت عناوين مهمة لكتّاب سوريين وعرب، لافتة إلى أن الوزارة قامت بتعزيز العناوين الجديدة ليبقى القارئ على اطلاع بكل مستجدّات العلم والثقافة والأدب.
وأما عن الأطفال فكان لهم الدور الأكبر حسب وزيرة الثقافة التي اعتبرت أن ثقافة الطفل تحمل أهمية كبيرة لتأسيسه بطريقة صحيحة وجعله على ارتباط بوطنه، إضافة إلى أهمية توحيد المصطلحات بمضمون الكتب الموجهة بالنسبة للأطفال والراشدين، مؤكدة أيضاً ضرورة ربط القراء والمثقفين بدور النشر من خلال المعرض ليستمر التواصل والتلاقي بينهم وليس فقط لتسويق الكتب وتقديمها.
غانم
وفي تصريح لـ سانا قال مدير عام مكتبة الأسد الوطنية فادي غانم إن المعرض اليوم يمثل حركة تحدٍ من قبل وزارة الثقافة بعد أن تم إيقافه العام الماضي نظراً للظروف التي تمر بها سورية والمنطقة، مؤكداً أن هدف المعرض تشجيع الكتاب السوري وحركة النشر وإبقاء محبي القراءة والمواطن السوري على اطلاع بكل ما هو جديد بشكل مستمر.
حافظ
ولفت رئيس اتحاد الناشرين العرب هيثم حافظ إلى أهمية القراءة والتعاون مع الأسرة والمجتمع بشكل عام في إبراز دور القراءة لكونها منارة للمستقبل. ونحن اليوم نتجه لإقامة مجتمع معرفي رغم الظروف الراهنة، مشيراً إلى أن هذا الوقت هو المناسب لدعم القراءة والثقافة وتعزيزهما، مؤكداً حضور أدب الطفل من خلال مشاركة 12 جناحاً مخصصاً للأطفال.
الياسين
ولفت مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب دكتور نايف الياسين إلى أهمية المحافظة على هذا التقليد السنوي في التعرف على أحدث ما أنتجته دور النشر السورية وخاصة كتب الأطفال التي تشارك فيها الهيئة دائماً بعدد كبير ومتنوّع من الأعمال التي تحظى باهتمام خاص من حيث الجودة الفنية والمحتوى التربوي والقيمي، مبيناً أن الهيئة تشارك هذا العام بـ 1500 عنوان بمختلف المجالات الثقافية والفكرية.
يذكر أن الهيئة العامة السورية للكتاب تشارك في معرض بجناح يضم مجموعة واسعة من إصداراتها المتنوعة، الفكرية والسياسية والأدبية والعلمية والفلسفية إضافة إلى الدوريات والسلاسل المختلفة وكتب الأطفال وبنسبة حسم تصل إلى 50 بالمئة من سعر الغلاف على جميع إصدارات عام 2020 وما بعد، باستثناء المجلات لسلاسل.
وسيكون للهيئة ضمن النشاطات الثقافية والفكرية المرافقة للمعرض مجموعة من الفعاليات منها توقيع كتب من إصداراتها لعام 2024 وهي «الاقتصاد السياسي والركود التضخمي» للدكتور رسلان خضور و»الأسطورة وفلسفة الحكم في حياة ملوك الشرق القديم» للدكتور عيد مرعي و»صلوات للحرية» لعبد الكريم ناصيف و»وثائق شراكة الخيل وبيعها عند العرب» لكمال الشوفاني و»نصف شمس صفراء» للدكتور باسل مسالمة و»في الحرب والسلم» للدكتورة الأديبة ناديا خوست.
وستقيم الهيئة ندوة أدبية تتحدّث عن أعمال الشاعر القدير صقر عليشي والندوة الوطنية للترجمة بعنوان «الترجمة والمثاقفة» بمشاركة 15 باحثاً وباحثة في علوم الترجمة.
أما المؤسسة العامة للسينما فتشارك بالمعرض من خلال تقديم سبعة أفلام روائية طويلة وهي فيلم «الطريق» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد و»ماورد» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد و»الظهر إلى الجدار» للمخرج أوس محمد و»رحلة يوسف» للمخرج جود سعيد و»عتمة مؤقتة» للمخرج فراس محمد و»الحكيم» للمخرج باسل الخطيب و«العاشق» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد.
ويشارك اتحاد الكتاب العرب في سورية بجناح يضمّ نحو ثلاثمئة عنوان متنوّع بين القصص والروايات والدراسات وكتب الأطفال والشعر.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني الذي سيلقي خلال المعرض محاضرة بعنوان «دور سورية الكبير في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين»، أشار في تصريح لـ «سانا» إلى أن المعرض يأتي بعد فترة من الانقطاع لأسباب مختلفة، أبرزها صعوبة ما يتعرض إليه السوريون، ولكن لا بد من أن يعود الكتاب وطباعته إلى ألقه ولا بدّ أن تكون هناك إقامة لمعرض الكتاب حتى وإن كان على مستوى محلي بمعنى إقامة المعرض السوري للكتاب.
الوزيرة بركات واكبت التحضيرات
وكانت وزيرة الثقافة د. ديالا بركات قد زارت مكتبة الأسد الوطنية واطلعت على التحضيرات الجارية للمعرض قبل موعد حفل انطلاقه. حيث التقت بالقائمين على المعرض واستعرضت الأعمال الأدبية والثقافية المقرّر عرضها.
وفي ختام جولتها شكرت الجهود المبذولة في تنظيم هذا الحدث الثقافي الهام، الذي يعتبر منصة مهمة لتعزيز الثقافة ودعم القراءة والكتاب السوري.