أخيرة

راجع لبنان أقوى من زمان…

‬ سارة طالب السهيل

في قلب الشرق، حيث تعانق الجبال البحر، ويزهو الأرز بالخضرة، ينهض لبنان. هذا البلد الذي يسكنه الحب والجمال، وتتناثر على أرضه حكايات الزمان، ويظلّ طائر الفينيق يروي قصص التجدد والإنبعاث.
لبنان، يا وطن الأبطال والشعراء، حيث يتعانق الماضي مع الحاضر من جبالك الشامخة إلى سواحل البحر المترامية، ويظلّ الحلم متجدداً، ينبعث من الرماد ليعانق الأمل ويشعل نيران الإصرار والصمود والتحدّي.
في كلّ زاوية من زواياك، نشتمُّ رائحة الكرامة والحرية، رائحة المسك من أرواح الشهداء، رائحة الأيدي المغروسة بالأرض وجذورها أعمق من جذور الجميز والسنديان والكينا. لبنان البلد المتفرِّد الذي لا يشبه سوى نفسه، قلّده العالم ولم يقلد أحداً.
لبنان، البلد العريق، صاحب التاريخ الغني والمتنوِّع الذي يمتدّ لآلاف السنين. بحضارته القديمة، التي تركت بصماتها في التاريخ والثقافة والتراث اللبناني، التي تعكس الكثير من صفات الشعب اللبناني، وتٌمثِّل رمزاً للأمل والتجدد.
هذه الحضارة تركت إرثاً غنياً من الفنون والآثار والكتابات القديمة. التي ترمز إلى القدرة على النهوض مرة أخرى بعد كلّ أزمة، وهذا ما يعكس تماماً طبيعة الشعب اللبناني،
مثله مثل طائر الفينيق، الذي يتميَّز بالقدرة على النهوض مجدّداً بعد كلّ محنة أو شدّة، رغم الصعوبات العديدة التي واجهها لبنان من حروب وأزمات اقتصادية وسياسية، يظلّ اللبنانيون resilient، يعودون إلى الحياة بقوة وإرادة، لأنهم يحبّون الحياة، ويستمتعون بها إلى أقصى الحدود، حيث أنهم بعد كلّ حرب يعودون إلى حياتهم اليومية بسرعة مذهلة، ويعيدون بناء ما تهدَّم، والعودة إلى العمل والدراسة بحماس لا مثيل له.
اللبنانيون متمسكون بتراثهم الحضاري والثقافي العريق، وفي الوقت نفسه، يتبنّون الحداثة والتقدّم، ولبنان معروف بجامعاته المرموقة ومدارسه المتقدِّمة، ومراكزه الثقافية والفنية. وقد أنتج العديد من العلماء والمثقفين والفنانين والمبدعين في مجالات شتّى الذين يساهمون في تطوّر البلاد. الشعب اللبناني يعشق الأناقة والجمال في كلّ شيء، أو في الهندسة المعمارية، حيث انّ عاصمة لبنان بيروت تزخر بالمباني الجميلة والمطاعم الفاخرة والمقاهي الأنيقة وتُعرف بأمّ الشرائع.
لبنان الذي يتميَّز بطبيعته الجميلة جبلاً وساحلاً وبحراً، وهو البلد المتعدد الثقافات والديانات، حيث يضمّ مواطنين من مختلف الطوائف والمذاهب يعيشون جنباً إلى جنب في سلام وتفاهم. وهذا التنوع يعكس مرونة وقوة المجتمع اللبناني في التعايش والتكامل.
الشعب اللبناني صراحة لا يستسلم بعد كلّ أزمة، سواء كانت حرباً أو أزمة اقتصادية أو كارثة طبيعية، وهو قادر للعودة إلى الحياة بقوة وإرادة متجدّدة وهذا ما يشبه طائر الفينيق الذي ينبعث من تحت الرماد.
إنه شعب يظهر دائماً قدرته على التغلُّب على الصعاب والعودة أقوى وأكثر تماسكاً وإنتاجاً.
الأمل هو جزء لا يتجزأ من الثقافة اللبنانية. اللبنانيون على ثقة بأنّ الغد سيكون أفضل، وأنهم قادرون على تحقيق تغيير إيجابي رغم التحديات كلها، حيث يتجلى التضامن والتكاتف بينهم بشكل واضح لمساعدة بعضهم البعض، لإعادة بناء مجتمعهم. وهم معروفون بقدرتهم على الابتكار والإبداع، وإيجاد حلولٍ جديدة لمشاكلهم، ويتكيّفون مع الظروف المتغيّرة بسرعة وكفاءة.
ومواجهة العديد من الأزمات مهما كان نوعها وحجمها، وهذا ما يميِّزهم عن باقي الأمم والشعوب.
لبنان متمسك بتراثه وأرضه وحياته، وجذوره، ليستمر في لعب دور حيوي في التنمية والتقدُّم، والازدهار. وهو من بين الدول القليلة التي تحتضن الآراء المتنوعة والحوار المنفتح والنقاش بين مكوناته وطوائفه. الذين تعلموا من الحروب الداخلية السابقة، مما يظهر فهماً للسياسة غير مألوف في الشرق الأوسط.
على الرغم من الصعوبات كلها يستمرّ لبنان في المثابرة، مستعداً للتحليق مجدّداً مثل طائر الفينيق، متغلباً على كلّ تحدّ بالصمود والعزيمة.
ندعو ونصلّي من أجل أن ينعَم لبنان وشعبه بالأمن والاستقرار والسلام…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى