من جلب التهدئة لبيروت والضاحية؟
قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه تلقى من الأميركيين ضمانات بتهدئة القصف على بيروت والضاحية الجنوبية، وهذا الكلام لا يمكن فصله عما تؤكده كل المعلومات المرتبطة بعرض وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن للتوصل إلى نوع من الهدنة الجزئية بتحييد بيروت والضاحية الجنوبية مقابل تحييد حيفا من استهداف صواريخ المقاومة.
المقاومة واصلت نيرانها على حيفا وتل أبيب وتضع في حسابها في كل لحظة أن يستأنف الاحتلال استهداف الضاحية الجنوبية وبيروت، وقيادة الكيان السياسية والعسكرية أعلنت أنها لم تتعهّد بوقف استهداف بيروت والضاحية الجنوبية، لكن الواقع أن القصف يتواصل نحو حيفا وتل أبيب، بينما مضت أيام ولم تُستهدف الضاحية وبيروت.
هذا يعني أن العرض الأميركي بالتحييد المتبادل لا يزال سارياً وأن الكيان يلتزم بما عليه ضمن العرض لمنحه صورة الجدية، أملاً بأن ينجح الأميركي بالحصول من حزب الله على الموافقة المقابلة والالتزام المقابل.
حزب الله يعرض الوقف الشامل لإطلاق النار وليس تحييد العاصمة والضاحية، لأنه لا يميّز منطقة عن أخرى من جهة، ولأنه يدرك أن الكيان مستعدّ لحرب طويلة في شمال فلسطين دون حيفا مقابل جنوب لبنان إذا تمكّن من الحصول على الأمن في حيفا وتل أبيب، وتحقيق وقف إطلاق النار الشامل بوابته استمرار الضغط على حيفا وتل أبيب وليس تحييدهما.
هذه التهدئة قد لا تدوم، لكنها سوف تتحوّل فرصة لنهاية الحرب كلها، بدلاً من تهدئة الداخل ومنح الاحتلال فرصة مواصلة حرب طويلة يستمر خلالها بتدمير الجنوب والبقاع ومحاولة فرض الشروط جنوباً عبر استمرار التهدئة في الداخل.
قيمة عرض التهدئة أنه كشف للمقاومة واللبنانيين أهمية ما فعلته صواريخ المقاومة نحو حيفا وتل أبيب، وهذا ما قصده الشيخ نعيم قاسم بقوله إن العنوان الراهن لأداء المقاومة هو إيلام العدو، والإيلام هو في حيفا وتل أبيب ولم يمض عليه سوى أيام وقد أنتج هذه العروض فكيف ان استمر أسابيع، وماذا إن توسّع نحو المناطق السكنية والاقتصادية بقسوة تشبه ما فعله الاحتلال في استهدافاته؟