قاسم أكّد حقّ المقاومة باستهداف أيّ نقطة في الكيان: العدوّ وحشٌ هائجٌ ونحن سنعيده إلى الحظيرة لا فصل بين لبنان وفلسطين والحلّ بوقف النّار
شدّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على رفض حزب الله فصل الأوضاع في لبنان عن فلسطين، لافتاً إلى أنّ حزب الله دخل مرحلة جديدة منذ 17 أيلول الماضي اسمها مواجهة العدوان والحرب «الإسرائيليّة» على لبنان ولم يعد في مرحلة المساندة، مجدّدًا تأكيد حقّ المقاومة وقدرتها على استهداف أيّ نقطة في كيان العدوّ ردّاً على استهدافه لكلّ لبنان.
جاء ذلك في كلمةٍ متلفزةٍ لقاسم امس وقد وضع على يمينه العلم اللبنانيّ بجانب العلم اللبنانيّ وعلى يساره صورة للأمين العام للحزب الشهيد السيّد حسن نصرالله وقال «نحن في المقاومة تربّينا على يد القائد الكبير سماحة الأمين العام السيّد حسن نصر الله». وتوجّه إلى روح السيّد الشهيد بالقول «مواقفك دستور عملنا وكلماتك نور طريقنا وخطابك أوتاد مسيرتنا» وأضاف «أعداؤك يخافون طيفك ويرونك في كلّ مجاهدٍ ومحبّ».
وشدّد على أنّ «إسرائيل كيانٌ غاصبٌ محتلّ يشكّل خطراً حقيقيّاً على المنطقة والعالم» مؤكّداً أنّها «احتلال توسعيّ لا يكتفي بفلسطين» وهي «تراهن على ثلاث ركائز هي الإجرام الذي يرعب الآخرين والتبنّي المطلق من أميركا والوقت».
وجدّد رفض حزب الله لفصل لبنان عن فلسطين، أو فصل المنطقة عن فلسطين، مؤكّداً أنّ «عمليّة طوفان الأقصى حقٌّ مشروع للفلسطينيين نتيجة 75 عاماً من الاحتلال»، محذّراً من أنّ لبنان يقع ضمن المشروع التوسعيّ «الإسرائيليّ».
ورأى أنّ مساندة حزب الله «للفلسطينيين هي مساندة للحقّ لأنّ الفلسطينيين أصحاب حقّ»، لافتاً إلى أنّه «لولا الشيطان الأكبر أميركا لما استطاعت إسرائيل أن تمتلك هذا القدر من السيطرة».
وذكّر بأنّ «أميركا الشيطان الأكبر تريد شرق أوسطٍ جديداً»، كاشفاً أنّ «سفراء الدول الأجانب كانوا يتواصلون مع قيادة حزب الله لحثّها على وقف جبهة الإسناد لغزّة وكنّا نقول لهم أوقفوا الحرب على غزّة أولاً».
وحذّر من «خطر الشرق الأوسط الجديد على الطريقة الإسرائيليّة الأميركيّة، مضيفاً «لسنا أمام مشروع إيراني بل إنّنا أمام مشروع فلسطينيّ يدعمه الإيرانيون والأحرار في هذه المنطقة»، مشدّداً على أنّ المشروع الأميركيّ «الإسرائيلي» في المنطقة هو مشروع توسعيّ، بينما المطلوب هو تحرير فلسطين.
وأوضح أنّ «دعم فلسطين هو فخرٌ لإيران التي تبذل كلّ الإمكانات لتعزيز وتقوية الفلسطينيين»، محذّراً من «أنّ عدم مواجهة إسرائيل سيجعلها تصل إلى أهدافها»، موضحاً أنّ «من يسبّب الضرر للبنان ليس من يدافع عن البشر بل الذي يقتلهم».
وقارن بين عمليّات المقاومة وجرائم العدوّ وقال «نحن نقاتل كمقاومة بشرفٍ ونستهدف جيشهم وهم يقتلون بوحشيّة وخسّة ويستهدفون الأطفال والنساء والشيوخ»، مضيفاً «عندما نتحمّل التضحيات ونؤلم إسرائيل نكون قد حمينا الأجيال لعشرات ومئات السنين».
وأكّد عجز «العدوّ عن ضرب المقاومة على الرغم من ضربة القيادات وعلى رأسهم الأمين العام»، لافتاً إلى أنّ «الطريق للوصول إلى نتيجة هو طريقٌ حصريّ، ومن أجل استعادة الأرض، هو صمود المقاومة والتفاف شعبها حولها».
وأضاف «نحن أمام وحشٍ هائج لا يتحمّل أن تمنعه المقاومة من تحقيق أهدافه وأبشرّكم نحن من سيمسك رسنه ونعيده إلى الحظيرة»، مؤكّداً أنّ «حزب الله دخل مرحلة جديدة منذ 17 أيلول الماضي اسمها مواجهة العدوان والحرب الإسرائيليّة على لبنان ولم نعد في مرحلة المساندة».
وتابع «بكلّ صراحة ما أنجزه الإخوة في الميدان خلال الأسبوعين الماضيين كان أكبر وأفضل مما كانوا يتوقعون»، مشدّداً على أنّ «مهمة المقاومة أن تلاحق الجيش الصهيونيّ وتقوم بعمليات ضدّه في أيّ مكان يتقدم إليه»، مشيراً إلى أنّ المجاهدين «بالانتظار للالتحام أكثر فأكثر»، ولفت إلى أنّ الأسبوع الأول عند الحافة الأماميّة خلّف 25 قتيلًا و150 جريحاً في صفوف جيش العدوّ.
وأكّد أنّ «حزب الله قرّر منذ أسبوع دخول معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدوّ وستصل الصواريخ إلى حيفا وإلى ما بعد بعد حيفا كما أراد السيّد (نصرالله)»، مضيفاً «بما أنّ العدوّ استهدف كل لبنان فلنا الحقّ ومن موقع دفاعيّ أن نستهدف أي نقطة في كيان العدوّ»، مؤكّداً قدرة حزب الله على «استهداف أيّ نقطة في الكيان الإسرائيليّ وسنختار النقطة المناسبة».
وتوجّه قاسم إلى الجبهة الداخليّة «الإسرائيلية» بالقول «الحلّ بوقف إطلاق النار، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال»، مشدّداً على أنّ «مع استمرار الحرب ستزداد المستوطنات غير المأهولة ومئات الآلاف بل أكثر من مليونين سيكونون في دائرة الخطر».
وشدّد على أنّ «المقاومة لن تهزم لأنّها صاحبة الأرض ولأنّ مقاوميها استشهاديّون لا يقبلون إلاّ حياة العزّ، وجيشكم الآن مهزوم وسيهزم أكثر»، مؤكّداً أنّ حزب الله «قويّ على الرغم الضربات القاسيّة عقب البيجر وما حصل بعده».
وتابع «الحزب قويّ بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل وهذا الجمهور الذي يعمل متماسكاً مع بعضه بعضاً بكلّ قوّة وعزيمة».
وتوجّه قاسم إلى رجال المقاومة قائلاً «أنتم درّة الجهاد وعنوان العزّة والكرامة، وأنتم الأمل وبشائر النصر، وأنتم أمانة الشهداء والأسرى والعوائل وثقتنا بكم كبيرة»
وللبنانيين، قال «إسرائيل هي التي تعطّل حياتنا جميعاً وإن التفافكم الوطنيّ اليوم يزيد اللحمة، وسنكون معاً، إن شاء الله، ولا يستثمر أحدٌ خارج هذا الإطار وحزب الله باقٍ».
كما توجّه قاسم في ختام كلمته، إلى لنازحين الصامدين قائلاً «يا أهلنا الذين نزحوا. أبناؤكم في الميدان وأنتم نازحون. أنتم أشرف الناس ونحن وإيّاكم في مركب واحد»، مضيفاً «إنّ النصر مع الصبر، لكن أعدكم وعداً وعده سيّدنا الأمين العام. أعدكم بأن تعودوا إلى بيوتكم التي سنعمرّها وستكون أجمل مما كانت عليه وقد بدأنا إعداد المقدّمات لهذا الأمر.