دبوس
بالسلاح الأبيض…
لقد صدرت الأوامر لجنود الجيش الأميركى في فييتنام إبّان الحرب الفييتنامية الأميركية بعدم الانخراط في قتال بالسلاح الأبيض داخل أدغال فييتنام، لأنّ نتيجة القتال بالأيدي وبالسلاح الأبيض كانت في أغلب الحالات لمصلحة الفييتناميين، رغم أنّ الجندي الأميركي من الناحية الجسدية هو ضعف المقاتل الفييتنامي، ولكن العنصر الحاكم في صراع كهذا هو عنصر الروحية والقوة المعنوية، والكتلة المكتنزة الثقيلة للإنسان قد تكون عائقاً في قدرته على الحركة والقتال المرن الرشيق…
هم بارعون في هذا النوع من القتال فقط في أفلام هوليوود، أما على أرض الواقع فهو يتحوّل الى ملطشة أو ربما كيس ملاكمة.
لقد أثلج صدري أنّ ابطالنا في لبنان من مقاتلي حزب الله يخوضون قتالاً صفرياً في بعض الأحيان مع القتلة «الجيش الإسرائيلي»، الذين يتقنون ويتفننون في قتل الأطفال فقط، شيئاً فشيئاً نأخذهم إلى حلبة الرقص الفلسطينية واللبنانية، الدبكة، سنجبرهم على الرقص على طريقتنا ثم نحيلهم الى سراب، فالدبكة تريد رجالاً كي يرقصوها، وهؤلاء ليسوا رجالاً، سيقعون ذات اليمين وذات الشمال، وسيختل توازنهم، وحينما تحين اللحظة المناسبة، سنوجه الضربة القاضية الى هذا المسخ الإنساني، ولن يغنيهم ساعتئذٍ كلّ العون الشيطاني الغربي والإسناد الأعرابي التطبيعي التّبَعي، فهؤلاء لا يقدرون على العون، بل هم بحاجة الى من يعينهم حتى في التحدّث بلغة عربية صحيحة،
انّ الموازي الوحيد لاستشهاد سيد شهداء طريق القدس هو زوال الكيان اللقيط، وانّ تلك الطاقة الاستشهادية التي ترتبت على تلك الشهادة، ستتكفّل بتحطيم هذا الكيان وإزالته من الوجود، وأقرب كثيراً مما ينتظر المنتظرون، لقد ارتكب هذا الكيان المارق الخطيئة العظمى في اغتياله درّة العيون، وأيقونة الأبطال، وفخار وبهاء هذه الأمة، والذي لا يتكرّر إلّا كلّ ألف عام، ولن يقف في وجه الطوفان الأعظم المقبل لا الكيان ولا أميركا ولا أراذل الأمة، والذي لن يكون طوفان غزة متقارناً به سوى عينة صغيرةً وأنموذج متواضع ليعتبر المعتبرون…