الوطن

فضل الله: العدوّ لم يحقّقَ أهدافَه والمقاومة باقية وملفُّ وقفِ النار بيد رئيسي المجلس والحكومة

أكّدَ عضو كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ العدوَّ «الإسرائيليّ» لم يستطع تحقيق أيٍّ من أهدافه بإعادة المستوطنين إلى الشمال وإبعاد المقاومين». ولفتَ إلى أنَّ «الاحتلال لم يحتلّ أيّ قرية بالرغم من الغارات الهائلة»، موضحاً أنّ «ملفَّ وقف إطلاق النار هو بيد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بالتعاون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي».
وقالَ فضل الله في مؤتمرٍ صحافيّ عقده أمس في المجلس النيابيّ «بعد مرورِ شهرٍ على العدوان الواسع على بلدنا، فإنَّ جيش الاحتلال لم يترك وسيلة من وسائل القتل إلاّ واستخدمها (…) في حربٍ أراد العدوّ لوحشيّتها وقساوتها أن تمهّد لتصفية المقاومة وشطبها من الوجود. فما تعرّضَ له بلدنا ومقاومتنا تزولُ به الجبال، لكنَّ هذه المقاومة لأنّها تعتمد على الله أولاً وآخراً ومعها شعبها المضحّي والشجاع، فإنَّها باقية وراسخة رسوخ الإيمان ورسوخ الجبل العامليّ وسهل البقاع وبحر الضاحية ورسوخ لبنان بشماله وجبله وعاصمته».
وأوضحَ أنَّ «كلّ هذه الجرائم ضدّ الإنسانيّة التي يرتكبُها جيشُ الاحتلال، تهدفُ إلى إخضاع لبنان ودفعه إلى الاستسلام وإلى فرض معادلات جديدة يتسيّدُ فيها كيانُ الاحتلال على المنطقة ويُملي شروطه على شعوبها ودولها، ليشطبَ فكرة المقاومة من ذاكرة الشعوب حتّى لا يرفعُ أحدٌ في وجهه سلاحاً للدفاع عن نفسه أو حماية شعبه أو ردعه عن بطشه».
وأكّدَ أنَّ العدوَّ «خطّطَ لهذه الحرب ووضعَ أهدافها منذ سنوات وكان يحاولُ في كلّ مرة أن يقتنص الفرص، تارةً بعنوان معركة بين الحروب وطوراً بعنوان «ضربة استباقيّة» حدّدَها في 11 تشرين الأول عام 2023 كما أقرَّ وزير حربِ العدو، ولكن جرى تأخيرها طيلة هذه المدّة ليتفرّغَ لحربِ الإبادة في غزّة قبل أن يوسِّع حربَه على بلدنا».
وأعلنَ أنَّ «الصورةَ التي رسمها نتنياهو لمشروعه آخذة بالتبدُّل، وما اعتقده انتصاراً سريعاً يبني عليه مشروعَه الجديد بتصفيةِ حزبِ الله وإحداثِ تغييرات بنيويّة في لبنان والمنطقة، لم يكن سوى استعجالِ المتغطرس الذي ظنَّ أنَّه باغتيال قائدنا وإخوانه الشهداء وارتكاب المجازر المروّعة بحقِّ شعبنا يحقّقُ أهدافَه كاملة، ولاقاه في ذلك أعداءُ لبنان وشعبه باستعجال حصاد ثمار العدوان على المستوى السياسيّ، سواء بالدعوة إلى فرض معادلة سياسيّة جديدة في لبنان، أو بتكوين شرق أوسط جديد، ومكروا ومكرَ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين، إذ قلبَ المقاومون البواسل على خطّ الحدود المشهد وبدأت المقاومة مرحلةً جديدةً عنوانها التصدّي للعدوان على لبنان والدفاع عن الوطن، واستلهمَ المقاومون تعاليمَ السيّدِ الشهيدِ وما رسمَه من خطط لمثل هذا اليوم، وقد بثَّ في قلوبهم روحاً استشهاديّة بطوليّة قلَّ نظيرُها، ولم تشهدها المقاومة بهذا المستوى منذ انطلاقتها».
واعتبرَ أنَّ «الأمورَ بخواتيمها والمقاومة بمقدار ما هي رجالٌ في الميدان يبذلون الدمَ، هي أيضاً شعبهم الوفيّ الذي تتوالد فيه المقاومة جيلاً بعد جيل فلا تسقط الراية مهما كانت التضحيات والصعاب»، داعياً «شعبنا لأن لا يعيرَ بالاً للأراجيف والأضاليل والمحرّضين والذين يستيقظون في كلّ يوم على وهمٍ بأن يكون لبنان من دون المقاومة وحزبها وبيئتها، تلك أضغاث أحلام وستبقى أوهام الخائبين. مقاومتُكم قويّة لأنّكم أقوياء وأوفياء. وشعار شعبنا اليوم: «المقاومة هي الردُّ وقوافل الشهداء تصنعُ النصر».
وأضاف «نعمل اليوم على خطوط ثلاثة، وهي: أولاً: الميدان وله رجاله البواسل وإدارته الميدانيّة المرنة التي تُقدّرُ ظروفَ المعركة ومتطلباتها، وقد بلغَ مستوى التحكُّم والسيطرة حدوده المطلوبة، وخيار قيادة المقاومة مواصلة القتال بكلّ الوسائل التي تحتاجُها المواجهة من أجل منع العدوّ من تحقيق أهدافه وإجباره على وقف عدوانه، ولم يتمكن من تحقيقِ أيٍّ من أهدافه المعلنة بإعادة المستوطنين أو احتلال جنوب الليطانيّ وهو ما تبيّنه المواجهة البريّة».
وتابعَ «ثانياً: على المستوى السياسيّ، ومنذ بدء جبهة الإسناد قبلَ سنة، فإنَّ دولةَ الرئيس نبيه برّي والحكومة تتوليّان التفاوض مع الموفَدين الدوليين من أجلِ الوصولِ إلى وقفِ العدوان، واليوم يسعيان إلى الوصول إلى مرحلة وقفِ إطلاقِ النار، وهذا الملفّ يتابَع بدقّة وتنسيق كامل بين قيادة حزب الله ودولة الرئيس برّي، ولسنا بوارد الدخول في أيِّ تفصيل يتعلّقُ بهذا الأمر، بل متروكٌ للجهودِ السياسيّة التي تجري على أكثر من صعيد».
وقال «ثالثاً: ملفّ النزوح ومع تقديرنا العالي للوقفة الوطنيّة وللمبادرات الحزبيّة والأهليّة والجهود الرسميّة، وكلّها تصبُّ في إطار استيعاب حجم النزوح وتداعياته، فإنَّ تشكيلات حزب الله وحركة أمل تعملُ بالطاقة القصوى للتخفيف عن أهلنا، وندعوا الجميع إلى التعاون، ولن ندخلَ في أيّ سجالٍ مع أحد لأنَّ المطلوبَ هو وقفةٌ إنسانيّة وطنيّة، وملفّ إعادة الإعمار بيدٍ أمينة، صاحبة الوعد والعهد، وعودة شعبنا إلى كلّ قرية وبلدة وبيت من خطّ الحدود في الجنوب إلى أقصى البقاع مروراً بالضاحية، بعزّةٍ وكرامةٍ هو وعدُ المقاومين وعهدهم لشعبهم الأبيّ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى