أولى

جعجع والضباط الإيرانيون

يحتار سمير جعجع كيف يهاجم حزب الله، فمرّة يقول ويردّد من خلفه كل جماعة القرار 1559 إن إيران باعت حزب الله وهي تفاوض عليه لتخديم ملفها النوويّ، ومرة تصير إيران مستعدّة لتحمل مسؤولية الحرب إلى جانب حزب الله عبر ما يقوله جعجع عن أن إيران أرسلت ضباطها ليقاتلوا إلى جانب حزب الله.
يعلم جعجع أنه لا يملك لا هو ولا الأميركي ولا الإسرائيلي ولا المخابرات الغربية والعربية المناوئة للمقاومة صورة عن حقيقة ما يجري في جبهات القتال، ومَن يقاتل وأين يقاتل وبماذا يقاتل، وإلا لكان ما يملكه أي من خصوم المقاومة ساعد الاحتلال في ربح جولات الحرب البريّة التي يخسرها، فمن أين جاء بهذه الثقة في حديثه؟
من المفهوم أن يغتاظ البعض من الكفاءة القتالية التي يظهرها المقاومون في جبهات الحرب البرية وإسقاطهم آمال هذا البعض بأن ينجح جيش الاحتلال بإلحاق الهزيمة بالمقاومة، وقد تفاجأوا بأن كل حسابات انهيار حزب الله ومقاومته قد خابت فلم يجدوا إلا توزيع هذه الإشاعة الملفّقة عن أن الفضل في البسالة والقتال والصمود لا يعود لحزب لبنانيّ لا يُعجبهم، فيقولون إن الفضل يعود لإيران كي تصحّ نظريّتهم الوهميّة عن حرب إيرانيّة إسرائيلية على أرض لبنان.
عندما نتحدّث عن حرب يخوضها اللبنانيّون مع كيان الاحتلال فنحن نعرف أسباب هذه الحرب لمجرد أن نرى الخرائط المُلصقة على أكتاف جنود الاحتلال وضمنها جزء من لبنان، وقد جرى ضمّه إلى خريطة الكيان، فهل يملك السيد جعجع ما يقوله لنا عن أسباب الحرب الإيرانية الإسرائيلية، بعدما قال حلفاؤه إن إيران تقاتل دفاعاً عن حزب الله، وهو يؤكد هذا؟ فهذا يُعيدنا إلى أنها حرب لبنانية إسرائيلية يساعد فيها الإيرانيون فريقاً لبنانياً إلا إذا كان لدى السيد جعجع شرحٌ لأسباب الحرب الإيرانية الإسرائيلية ومبررات دعوته لحياد لبنان فيها.
بالمناسبة هل يقاتل الإيرانيون في غزة أيضاً إلى جانب المقاومة ضمن سياق الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي يجب أن يكون الفلسطينيون على الحياد فيها؟
طالما أن السيد جعجع يمحّص الجغرافيا السياسية هل يمكن أن يُخبرنا عن موقع الغرب في هذه الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟ وهل دفاع أميركا عن “إسرائيل” هو إعلان حرب على إيران، وإن ربحت “إسرائيل” الحرب هل من أرباح للبنان، وإن خسرتها هل يخسر لبنان؟ هكذا يُفهم من كلام السيد جعجع المنزعج من أن يكون ابن بلده منتصراً فاخترع له نظرية أن إيران تقاتل عنه وتنجز الصمود والثبات والاقتدار.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى