مانشيت

واشنطن أمام خيار مفصلي بين تسريع إنهاء الحرب أو تشريع الإبادة والتهجير / الحية ينعى السنوار باسم حماس: إطلاق الأسرى رهن الانسحاب ووقف / الحرب هوكشتاين يكشف تطابق موقفها مع تل أبيب: التفاوض تحت النار لتعديل الـ 1701

‭‬ كتب المحرّر السياسيّ

حضر أمس على المستوى الدبلوماسي بقوة، الكلام الإسرائيلي السابق عن ربط فشل التفاوض بوجود قائد حماس الشهيد يحيى السنوار، واعتبار الوصول إليه واغتياله او إخراجه من المعادلة شرطاً للانتقام من طوفان الأقصى، وبالتالي ممراً إلزامياً للتوصل إلى اتفاق من وجهة النظر الإسرائيلية، وهو إيحاء ضمنيّ بأن السنوار يعطل التوصل الى هذا الاتفاق، ليصبح السؤال المتداول داخل الكيان وفي واشنطن وأوروبا، هل واشنطن حسمت أمرها باستثمار اللحظة لمطالبة تل أبيب بوقف حرب الإبادة الوحشية والإجرامية بحق الفلسطينيين في غزة، وتسريع التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب ويؤمن تبادل الأسرى، كما تقول التصريحات الأميركية، أم أن واشنطن قد حسمت أمرها نهائياً بتشريع حرب الإبادة والتهجير وصولاً لتشريع ضمّ قطاع غزة والضفة الغربية وضمنها القدس، لتشريع الاستيطان فيها، ودفن كل كلام عن حل سياسيّ للقضية الفلسطينية وحل الدولتين؟
بالتوازي، نعت حركة حماس رسمياً، على لسان رئيس الحركة في قطاع غزة وممثل الحركة في مسارات التفاوض خليل الحية، وكان أبرز ما ورد في بيان النعي هو تأكيد المضي في نهج الشهيد السنوار، لمواصلة المقاومة حتى التحرير الكامل لتراب فلسطين. أما بخصوص التفاوض فقال الحية إن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس لن يُفرج عنهم إلا عندما يتمّ وقف الحرب نهائياً وتحقيق الانسحاب الشامل للاحتلال من كل قطاع غزة، وينال الأسرى الفلسطينيّون حريتهم.
في لبنان، تواصلت المواجهات على الحدود وعبرها، حيث تصدّت المقاومة للعديد من محاولات التقدّم والتسلل لجيش الاحتلال بقواته من المشاة أو عبر سلاح المدرعات، موقعة الخسائر بجيش الاحتلال، بينما تواصلت الغارات التي شنها جيش الاحتلال على مناطق لبنانية عديدة، خصوصاً في الجنوب والبقاع، بينما استهدفت المقاومة بصواريخها وطائراتها المسيّرة حيفا والجليل الغربي والجليل الأعلى ونالت صفد نصيباً وافراً منها، فيما كان بيان غرفة عمليات المقاومة الصادر أمس، عن الانتقال إلى مرحلة نوعية جديدة موضوع عناية من الجهات الدبلوماسية المتابعة لمسار الحرب كعلامة على تعافي المقاومة ووقفها على قدميها وإمساكها بزمام المبادرة في الحرب.
سياسياً، كان لافتاً للمسؤولين اللبنانيين والأوساط السياسية والدبلوماسية ما ورد على لسان المبعوث الأميركي الرئاسي أموس هوكشتاين حول الدعوة إلى تعديل القرار 1701، كتعبير عن التلاقي الأميركي الإسرائيلي على التفاوض قبل وقف النار وهو ما أسماه وزير حرب الكيان يوآف غالانت بالتفاوض تحت النار، بينما كان البيان الأميركي الفرنسي الذي أيّدته عشر دول غربية وعربية، واضحاً في الدعوة لأولوية وقف إطلاق النار والتفاوض بعدها على آليات تطبيق القرار 1701 وليس على تعديله.

حيّا الحزبُ السوري القومي الاجتماعي شهادة رئيسَ المكتب السياسي لحركة حماس القائد يحيى السنوار الذي ارتقى من ميدان الشرف والبطولة، مجسّداً باستشهاده كل معاني العز، كفاحاً وصراعاً في المواجهة الوجوديّة ضد كيان الاغتصاب الصهيوني ومن أجل فلسطين كل فلسطين.
ورأى أنّ هذه الشهادة هي قدر الجباه العالية التي ما انحنت لمحتلّ أو غاصب، ونصيب القلوب الخافقة بعشق فلسطين، ومصير العقول التي ما فتئت تبتدع وسائل المقاومة والصمود والتحدّي.
وأضاف الحزب: “يجب أن يفهم العدو أن استشهاد قادة المقاومة ومناضليها هو انتصار للقضية التي في سبيلها تُبذل الدماء والتضحيات. وبأن فلسطين ولبنان وكل أمتنا ولّادة. وأن درب الجهاد طويل، وسبيل النضال واضح، لا يثبت عليهما إلا أهل الحق – أهل الأرض الأصيلون والأصليون. الأرض التي ما كانت، ولا هي كائنة، ولن تكون في أي يوم من الأيام إلا لنا نحن الذين نحميها ونفتديها.
وشدّد على أن كل حركات المقاومة في أمتنا، تزداد قوة وبأساً بتراكم تضحيات أبنائها وبدماء شهدائها، وعلى هذه الطريق، طريق المقاومة، بوركت الدماء الزكية للشهيد القائد يحيى السنوار ولكل من ردّ للبلاد وديعة الدم، والعزاء لعائلته وحركة حماس وأبناء شعبنا في فلسطين وكل أحرار الأمة والعهد أن تستمر المقاومة حتى التحرير وبلوغ النصر الأكيد.
في غضون ذلك، تابعت المقاومة الإسلامية تصدّيها البطولي للعدوان الصهيونيّ على لبنان ونفذت سلسلة عمليات جهادية جديدة استهدفت فيها تجمّعات وثكنات العدو ومواقعه على الحدود اللبنانية الفلسطينية وخلف الحدود مجدّدة استهداف حيفا بصليات مكثفة من الصواريخ الثقيلة.
وفي إطار سلسلة عمليّات “خيبر” وردًا على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، ‏وبنداء لبيك يا نصر الله، نفذت المقاومة عملية إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة عين شيمر (قاعدة للدفاع الجويّ الصاروخيّ وقاعدة اللواء الإقليمي) شرق الخضيرة.
كما استهدف مجاهدو المقاومة دبابة ‏ميركافا في محيط موقع العباد بصاروخ موجّه ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.‏ وأطلقت صلية من الصواريخ النوعية التي استهدفت موقع كريات إيلعيزر (قاعدة الدفاع الجويّ الرئيسية) غرب مدينة حيفا. كما قصفت المقاومة الكريوت شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية.
وأعلن حزب الله في بيان، “تصدّي وحدات الدفاع الجوي في المقاومة لمسيرة إسرائيلية في أجواء الجنوب بصاروخ أرض – جو فأجبروها على التراجع ومغادرة الأجواء اللبنانية. كما شنت المقاومة هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة على تجمّعات ‏لجنود العدو في مدينة صفد المحتلة وأوقعوا فيها عدداً من القتلى والجرحى”. كما أعلن استهداف مستعمرة زفلون بصلية صاروخية كبيرة، وتجمع لِجُنُود إِسرائيليين في محيط بلدة عيتا الشعب أثناء محاولتهم إجلاء الجنود الجرحى والقتلى برشقةٍ صاروخِيِّة، كما استهدف مجاهدو المقاومة ثكنة يوأف في الجولان ‏السوري المحتل بصلية صاروخية.
وفيما جدّدت مصادر مطلعة على موقف المقاومة التأكيد بأنها ماضية في السياق التصعيدي لعملياتها النوعيّة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي لتثبيت معادلات الردع وتكبيد العدو خسائر بشريّة وماديّة كبيرة لإيلامه ودفعه لوقف العدوان على لبنان، شدّدت المصادر لـ”البناء” على أن البنية العسكرية للمقاومة أشد صلابة بعد اغتيال قادتها العظماء ووحداتها وفرقها بروح معنويّة عالية ومتحمّسة للالتحام مع قوات العدو ومجاهدوها على أتم الجهوزية والاستعداد لكافة الاحتمالات ولم يرَ العدو كامل بأسهم بعد، مقابل انهيار معنويات وحدات النخبة في جيش الاحتلال الذين يقاتلون بلا روح ويعتمدون على الوسائل التكنولوجية وسلاح الجو، حيث يعمد العدو الى حرق كامل المنطقة قبل التسلل إليها لإخلائها من المقاومين الذين يفاجئونه من تحت الأنقاض بصواريخهم وسلاحهم وبالالتحام المباشر ويصيبون عناصره وضباطه بين قتيل وجريح وفارٍ من المعركة. وكشفت المصادر أن المقاومة تملك الكثير من الفيديوات والصور التي توثق وقائع المعارك خلال الأسبوعين الماضيين وعلى أن يتمّ عرضها لاحقاً. فيما أفيد بأن وحدة “الرضوان” في حزب الله لم تشارك حتى الآن في القتال بشكل جدّي وكامل.
وتوقف خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية عند النجاح الباهر في إدارة المعركة من قيادة حزب الله العسكرية والسياسية والأداء المدهش لمقاتلي الحزب والتنسيق بين الوحدات المقاتلة البرية والصاروخية على جميع محاور المواجهات، خصوصاً بعدما تلقى الحزب سلسلة ضربات مؤلمة لا سيما اغتيال السيد حسن نصرالله وكانت تهدف الى أمرين أساسيين: ضرب التواصل بين قيادة الحزب والمقاومة والبنية العسكرية أي الوحدات المقاتلة على الأرض، والثاني ضرب الروح المعنوية للمقاومين في الجبهة، إلا أن الهدفين، وفق ما يقول الخبراء لـ”البناء” لم يتحققا. ويضيف الخبراء أنه وفق النسق التصعيدي لحزب الله والإعلان عن مرحلة جديدة من العمليات، فإن التوقعات تشير الى أن الحزب سيوسّع بنك أهداف في كامل شمال فلسطين المحتلة وخصوصاً في حيفا ونوعيّة الأهداف على غرار عملية هانيتا في حيفا، وربما مراكز عسكرية واستخبارية حساسة ومنشآت حيوية صناعية وعسكرية، مع تكثيف كميّة الصواريخ واستخدام صواريخ جديدة لم يستخدمها من قبل، وربما يبدأ باستهداف القوات البحرية الإسرائيلية التي تطلق صواريخها باتجاه المناطق اللبنانيّة، وربما يظهر بعضاً من المفاجآت في الجو. وبرأي الخبراء فإن وصول القوات الإسرائيلية إلى الليطاني وفق ما يطمح قادة “إسرائيل” هو أشبه بالمستحيل في ظل استمرار نمط تصدّي مقاتلي حزب الله.
وفي سياق ذلك، أفادت هيئة البثّ الإسرائيليّة نقلًا عن مسؤولين أمنيّين، بأنّ “لا نيّة لبقاء القوّات الإسرائيليّة في لبنان، في نهاية المناورة العسكريّة البرّيّة”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أعلنت عن إصابة 13 جندياً في حادثة صعبة (أمس الأول) حيث استهدفت مُسيّرة متفجّرة قوة للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وأشارت إلى أنه تم نقل 3 جنود مصابين خلال الليل من المواجهات في لبنان إلى مركز زيف الطبي. إلى ذلك، قامت مسيّرة باختراق أجواء “إسرائيل” من منطقة رأس الناقورة جنوب لبنان مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار خشية تسلل مزيد من المسيرات. وأعلن جيش العدو أنه تمّ اعتراض مسيرة من لبنان باتجاه الجليل الغربي، كما أعلن رصد إطلاق 15 صاروخاً من لبنان تجاه خليج حيفا، فيما أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى أن “الجيش الإسرائيلي اعترض اليوم 6 مسيّرات أطلقت باتجاه “إسرائيل” من مناطق مختلفة”.
بدوره، زعم جيش العدو بأننا اعترضنا هدفاً جوياً مشبوهاً كان في طريقه إلى “إسرائيل” قادماً من سورية.
وتواصلت الاعتداءات الإسرائيلية بوتيرة أقل أمس، بعدما أمطرت الغارات امس الأول قرى البقاع والجنوب. وفي حين شهد البقاع هدوءاً تاماً، تواصلت الغارات والقصف جنوباً، اذ أغار الطيران الحربي على كفررمان والخيام وعيتا الشعب والشهابيّة وجبشيت وحاروف والدوير وأنصار ومحيط بلدة الشعيتية والزرارية والمروانية. وأفيد عن سقوط شهيدين في بلدة الزرارية نتيجة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدخل وادي خليل. كما أدّت الغارة على بلدة جويا إلى سقوط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى. وأدّت الغارة على أنصار إلى سقوط شهيدين، أما الغارة على مبنى في زوطر الشرقيّة فأدّت إلى سقوط شهيد.
ومساء أمس، حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على علو منخفض وخرقت جدار الصوت فوق المنية وعكار.
إلى ذلك أجرى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مشاورات أمنيّة مع وزير الدفاع يواف غالانت وعدد من وزراء حكومته تناولت الرد الإسرائيلي على إيران والأوضاع على جبهة لبنان. وشملت المناقشات ملف المخطوفين وإنجاز صفقة تبادل بعد تصفية السنوار. وللمرة الثانية أشار وزير الطاقة الإسرائيلي ايلي كوهين إلى “ان اتفاق الغاز مع لبنان كان خطأ”، لافتاً الى انه سيدرس الأدوات المتاحة لدينا لإلغائه.
وبعدما غاب عن السمع لأسابيع، أطل الموفد الرّئاسي الأميركي أموس هوكشتاين عبر قناة “الجديد” مطلقاً سلسلة من المواقف والمواعظ والنصائح السياسية للبنان ووضع خريطة طريق للدولة اللبنانية، في تدخل سافر بالشؤون الداخلية، وفق ما تشير أوساط سياسية لـ”البناء”، ما يؤكد وفق الأوساط أن الولايات المتحدة ممثلة بالإدارة الأميركية الحالية شريكة كاملة للعدو الإسرائيلي بقرار الحرب مع لبنان حيث يطالعنا هوكشتاين بعروض تفاوضيّة تحت نار ولهيب القنابل الأميركية الحارقة والمدمّرة التي يستخدمها جيش الاحتلال في عدوانه على لبنان. لكن الأوساط لمست من إطلالة هوكشتاين وتصريحاته إشارات قد يبنى عليها بفتح خطوط التفاوض في وقت ليس ببعيد على إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، وذلك بعدما فشل جيش الاحتلال بتحقيق أهداف العدوان لا سيما العملية البرية، وتصاعد أعداد القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال وفي صواريخ حزب الله لا سيما على حيفا وتل أبيب.
ولفت هوكشتاين، إلى “أنّنا نريد أن نرى كيف يمكن وضع حدّ للنّزاع في لبنان، ويجب أن نشجّع الدّولة اللّبنانيّة أن تكون مسؤولةً عن أراضيها، وأن يتمّ نشر الجيش اللبناني في الجنوب، لضمان سلامة الحدود برمّتها”، مبيّنًا “أنّني متحمّس لإجراء المزيد من المحادثات مع السّياسيين اللّبنانيّين، لإرساء الشّروط لوضع حدّ لهذه المأساة”، وشدد على أنّ “علينا النّظر إلى كيفيّة وضع حدّ للنّزاع في لبنان بشكل نهائي، ليس فقط من أجل لبنان بل أيضًا من أجل الازدهار، ولا يجب ربط الأمر بالانتخابات الرّئاسيّة الأميركيّة أو ما يحصل في إيران أو أي من النّزاعات في الدّول الأخرى”. ورأى أنّه “يجب علينا السّير في طريق مختلف، حيث يمكن للبنان الحفاظ على أمنه ومسؤوليّتنا دعمه”.
كما ذكّر أنّ “القرار الدولي رقم 1701 نجح في إنهاء حرب عام 2006، لكن لم يتمّ تطبيقه لا من قبل “إسرائيل” ولا “حزب الله”، ويسرّني أنّ الحكومة اللّبنانيّة ملتزمة بتطبيق القرار. لكن الآن وبسبب ما حصل منذ العام 2006 حتّى الآن، يجب أن تكون هناك إضافات أو تعديلات للقرار، للتأكد من تطبيقه”، مؤكّدًا أنّ “القرار 1701 هو الرّكيزة الّتي تضمن الأمن والسّلام على طول الخطّ الأزرق”.
وجزم هوكشتاين أنّه “حان الوقت لانتخاب رئيس للجمهوريّة في لبنان، ورئيس مجلس النّواب نبيه بري مسؤول عن هذه العمليّة ضمن مجلس النّواب”، مضيفًا: “على الشّعب اللّبناني أن يقرّر ما إذا كان قائد الجيش هو المرشّح الأنسب للرّئاسة”. وأعلن “أنّني أتواصل مع السّياسيّين اللّبنانيّين بشكل متواصل، وأتوقع أن أزور لبنان في المستقبل القريب جدًّا”.
وأشار إلى أنّ “تحقيق الأمان والسّلام في كلّ لبنان وتشكيل حكومة وانتخاب رئيس جديد، أمور تعيد البلد إلى درب الازدهار”، لافتًا إلى أنّ “المسؤول عن سيادة لبنان هو الجيش اللبناني، وأميركا الدّاعم الأوّل للجيش، وتدعم أيضًا الشّعب وتريد الازدهار”.
وتواصلت الاتصالات السياسية الهادفة إلى وقف إطلاق النار، حيث تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً من مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وتمّ البحث في أهمية التواصل لوقف إطلاق النار ليصار إلى تطبيق القرار الأممي 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية. وشكر بري لفرنسا والاتحاد الأوروبي “تنظيم المؤتمر الدولي المنوي عقده في باريس لمؤازرة لبنان إنسانياً وسياسياً لمواجهة التداعيات الناجمة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان واللبنانيين والذي تسبّب بنزوح أكثر من مليون ومئتي ألف نازح لبناني”.
بدوره، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء الإيطاليّة جورجيا ميلوني، بعد لقائهما في السّراي الحكومي “أكّدت لميلوني ألّا أولويّةً تعلو على وقف إطلاق النّار واستهداف المدنيّين وتدمير البلدات والقرى”، مركّزًا على “أنّني شدّدت على التزام لبنان بالتّطبيق الكامل للقرارات الدّوليّة الخاصّة به كافّة، لا سيّما القرار 1701، وأبديت استعدادنا لتعزيز وجود الجيش في الجنوب، ليقوم بمهامه كاملةً بالتّعاون مع قوات “اليونيفيل”.
وبيّن “أنّني أكّدت كذلك لميلوني شكر لبنان وتقديره للمساهمة الكبيرة والدّائمة لإيطاليا في عداد قوّات “اليونيفيل”، ما يعبّر عن التزام إيطاليا بسلامة لبنان واستقراره وصون وحدة أراضيه”، مشدّدًا على أنّ “لبنان المتمسّك بالشّرعيّة الدّوليّة، يرفض تهديد إسرائيل لـ”اليونيفيل” بالمغادرة والاعتداءات الّتي تتعرّض لها، والّتي تشكّل انقلابًا فاضحًا على الشّرعيّة الدّوليّة، ما يقتضي من الجميع الوقوف وقفةً واحدةً ضدّ هذا التّطاول السّافر على دور “اليونيفيل” ومهمّتها الكبيرة في الوقوف الى جانب لبنان واللّبنانيّين”.
وأكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “اليونيفيل” اندريا تيننتي أنّه “تم استهداف القوات العاملة في جنوب لبنان عدّة مرات، مشيرًا إلى أن 5 من هذه الاستهدافات تمّت بشكل “متعمّد”. وقال في إحاطة اعلامية في جنيف: “مواقعنا استهدفت مرارًا في لبنان مما عرض قوات حفظ السلام للخطر”. وكشف تيننتي أن “الدمار والخراب الذي لحق بالعديد من القرى في لبنان على طول الخط الأزرق وما بعده صادم”، مشدداً على ضرورة بقاء القوات في لبنان، مؤكداً أن “معنويات قوات حفظ السلام لا تزال مرتفعة للغاية”، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”. وأكد العثور على استخدام محتمل لمادة الفوسفور الأبيض قرب إحدى القواعد، وقال: “عثرنا على أثر لاستخدام محتمل للفوسفور الأبيض قبل عدة أشهر بالقرب من إحدى قواعدنا”. وقال تيننتي إن “طائرة مسيّرة سقطت قبالة سواحل لبنان جاءت من الجنوب ودارت حول سفينتنا واقتربت لمسافة أمتار قليلة”. وعندما سُئل عن إمكانية اللجوء للدفاع عن النفس ضد “إسرائيل”، قال تيننتي: “يمكن اللجوء إليه ولكن من المهم تهدئة التوتر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى